'عليهم' …!
مخطئ، ومرجف، وواهم، من يعتقد أن الأردن بلد صغير، يمكن لأي مشروع في المنطقة ابتلاعه، بسهولة، أو فرض اجندته على شعبه المتمسك بهويته الوطنية الأردنية وجيشه العربي المقدام الذي لديه كل عوامل القوة والردع، إن دعا الداعي.
ومخطئ، أيضاً، ولا يعرف «طينتنا»، من يعتقد أننا نخشى خوض الغمار والمعارك؛ فهذا البلد كما قال عنه الرئيس الشهيد وصفي التل، رحمه اللّه، «ولد في النار، ولكنّه لا، ولن، يحترق.. الأردن وجد ليبقى».
ومخطئ، أيضاً، وأيضاً، من يعتقد أننا في تناقض، أو صراع مع أي دولة عربية أخرى؛ وإنما الأردن، وعقيدته الوطنية، في تناقض وصراع مع مشروع واحد، ووحيد، وخطير، في المنطقة؛ وهو المشروع الصهيونيّ التوسعيّ الذي يريد ابتلاع الأردن، بعد أن ابتلع فلسطين.
إن عقيدة الجيش العربي الأردني، كما هو الشعب الأردني، ورغم توقيع معاهدة السلام العام 1994، مع الكيان الصهيوني المحتلّ لفلسطين، ما زالت ترى أن الخطر الحقيقي هو المشروع الصهيوني.
ولكن..!
ثمة قلق، مما يجري من عمليات وبعض الحشودات شبه العسكرية، على حدودنا الشمالية، لمليشيات طائفية تتبع «نظام الملالي» في طهران، كمحاولة منهم لحماية تجارتهم بالمخدرات عبر الأردن، وإليه، أو لممارسة الإرهاب عليه.
الصبر وممارسة ضبط النفس، عند الجيش العربي الأردني، لا تعني بأي حال أنها موقف ضعف؛ فالرسالة التي وصلت للجميع هي «الدمُ بالدم، والنارُ بالنار».
اليوم، الأردنيون، وجيشهم العربي، وأجهزتهم الأمنيّة الساهرة على حماية الوطن من اختراق الجبهة الداخلية، موحَدون في مواجهة الخطر الإرهابي، وخطر المليشيات الطائفيّة العابر للحدود، الذي يستهدف الأردن، كما استهدف، وما زال، الدول العربيّة.
سمعت الملك، أول من أمس، وهو بين عدد من ضباط وأفراد الجيش العربي المتقاعدين، وحين سأله أحد المتقاعدين كانت إجابة الملك «عليهم» وهي رسالة باللهجة العامية الأردنية، ندرك، كأردنيين، معانيها، وعلى أيّ طرف يريد السوء للأردنّ أن يدرك معانيها، أيضاً.
لسنا دعاة حرب، ولا نريدها ولكن... إن بقيت حدودنا الشمالية هدفاً للاختراق من قبل العصابات والمليشيات الطائفية، فحينها سيدركون معنى أغنية:
"حنّا ذِعار العِدا... طلّابةٍ للدين
والجُور ما يقبله إلّا الردي خَاله».