العاهل البلجيكي يهاجم تاريخ بلاده الدموي
مدار الساعة -قال العاهل البلجيكي الملك فيليب خلال زيارة تاريخية إلى الكونغو الديمقراطية، إن حكم بلجيكا للبلد في إفريقيا الوسطى ألحق به الأذى والذل بممارسات "سلطوية وتمييزية وعنصرية".
وفي خطاب ألقاه أمام البرلمان الكونغولي جدد الملك فيليب الأسف الذي كان أبداه قبل عامين عن الاستعمار البلجيكي للبلاد، وهي حقبة يقول المؤرخون إنها شهدت مقتل الملايين.
وقال العاهل البلجيكي بالفرنسية: "هذا النظام كان قائماً على علاقة غير متكافئة، لا يمكن تبريرها، طغى عليها التسلط والتمييز والعنصرية".
وتابع "أدى ذلك إلى "تجاوزات وإذلال".
إلا أن العاهل أشار إلى التزام راسخا لدى كثر من البلجيكيين تجاه الكونغو وشعبها.
ووصل العاهل البلجيكي الثلاثاء إلى الكونغو الديمقراطية، وأعاد الأربعاء، قناعاً نهب خلال الاستعمار البلجيكي، وكرم جندياً في الكونغو البلجيكية سابقًا، في اليوم الثاني من زيارته التي تتخللها جولة على المتحف الوطني وعلى النصب التذكاري لقدامء المحاربين، والبرلمان.
وتهدف زيارته إلى إنعاش الشراكة مع الرئيس فيليكس تشيسكيدي ومواصلة عمل الذاكرة عن الفترة الاستعمارية التي لا تزال حاضرة في الأذهان.
وتحمل الزيارة التي تستغرق ستة أيام بدعوة من تشيسكيدي بعداً رمزياً بعد عامين من إعراب فيليب في رسالة إلى الرئيس الكونغولي عن "بالغ أسفه للجروح" التي سببها الاستعمار البلجيكي للكونغو الديموقراطية، في سابقة تاريخية.
وجاء في الرسالة التي وزعت على الصحافة حديث عن حقبة سلفه الملك ليوبولد الثاني التي وصفها المؤرخون بالأكثر دموية عندما كان يدير الكونغو وثرواتها وكأنها ملكية خاصة من بروكسل.
وكتب "في عهد دولة الكونغو المستقلة من 1885 إلى 1908 عندما تنازل الملك السابق عن الكونغو لبلجيكا، ارتكبت أعمال عنف وحشية لا تزال تثقل ذاكرتنا الجماعية".
وسمحت هذه الزيارة بالتطرق إلى مسألة إعادة القطع الفنية إلى المستعمرة البلجيكية السابقة، وهو ما حددته الحكومة البلجيكية في خطّتها لـ 2021.
وأعاد الملك للمتحف قناع "كاكونغو" ضخم كان يُستخدم في طقوس لاثنية سوكو.
ومن المقرر أن يلقي العاهل البلجيكي خطاباً ثانياً في لوبومباشي جنوب شرق، الجمعة أمام طلاب جامعيين.
ويتوجه الملك في محطته الأخيرة إلى بوكافو جنوب كيفو، في شرق البلاد الذي مزّقته ثلاثة عقود من العنف المسلح.