سانديا إكناليغود.. الزوجة الوفيّة التي تبحث عن زوجها الصحفي المفقود منذ 12 عاما.. رفضت استلام شهادة الوفاة
مدار الساعة -حاورها – عبدالله الجرداني
زوجها الذي عادة ما يعود إلى المنزل مباشرة بعد العمل، ويبلغها دائما عبر الهاتف إذا كان لديه عمل من شأنه أن يؤخره.، لم يأت في ذلك اليوم، ولم تتلقى أية مكالمة منه، حاولت الإتصال به ولكن هاتفه مغلق وهو أمر غير معتاد، يزداد توترها مع مرور الوقت، ، تحاول الحفاظ على الهدوء ، ربما بطارية الهاتف نفدت، لكن في اعماقها تشعر بعدم الإرتياح، أجرت مكالمات عدة مع أصدقائه لمعرفة مكان تواجده لكن دون جدوى.
سانديا إكناليغودا تم دعوتها على هامش اجتماعات مؤتمر الاتحاد الدولي للصحفيين "الكونجريس 31" الذي عقد في مسقط ضمن الأسر المكرّمة التي فقدت أحد أفرادها ممن يمتهنون الصحافة وهم في ميدان العمل، فقد فقدت سانديا زوجها الصحفي السريلانكي ورسام الكاريكاتير بريجيث إكناليغودا منذ عام 2010، وظهرت إلى دائرة الضوء منذ أكثر من عقد من الزمان للفت انتباه المجتمع العالمي لمحنتها ، وظلت شخصية بارزة على مدار الـ 12 عامًا الماضية تتحدث عن قضيتها، ونيابة عن أسر الصحفيين المفقودين.
في حوار شيّق معها قالت سانديا: أظهرت عزمي على لفت انتباه العالم بقضية اختفاء زوجي الصحفي ، ومنذ اختفائه قررت حلق شعر رأسي ولبس الثوب الأسود وسأظل هكذا إلى أن أستلم رفاته إن كان ميتا، أو تظهر لي أية معلومات عن سبب اختفائه، وسأظل ألهث خلف العدالة والقانون للمطالبة بحق زوجي وأرجو من جميع منظمات حقوق الإنسان مساندتي في ذلك.
أردفت: بريجيث الذي كان يبلغ من العمر 50 عامًا وقت اختفائه، أثار الجدل في حياته نظرًا لأن رسومه الكاريكاتورية كانت تعكس لامبالاة الشخصيات السياسية البارزة في سريلانكا ورجال الدين والقضاء في معالجة الظلم الاجتماعي، وكان أيضًا كاتبًا صريحًا يتساءل عن الأفكار التقليدية والتسامح مع الظلم في المجتمع، وعلى الجدار الخارجي لمنزلنا المتواضع في إحدى ضواحي كولومبو علّق بريجيث نسخا من رسومه الكرتونية للتذكير بالأمراض التي ابتليت بها البلاد، مما جعله تحت المراقبة من قبل السلطات.
أضافت: براغيث كان يعلم أنه تحت المراقبة فقد اختطف مسبقا عام 2009، وكان منغمسا في السياسة، وعرف من شخص مقرّب أن اسمه مدرج في قائمة المستهدفين حيث يزعمون إنه مناهض للحكومة ويشكل تهديدًا للسلطات، وفي يوم اختفائه كان قد أيّد حملة مرشح المعارضة المشترك للانتخابات الرئاسية لعام 2010 ، قائد الجيش السابق ساراث فونسيكا ، وفي ذلك اليوم المشؤوم غادر المنزل الذي نقيم فيه منذ أكثر من 15 عاما للمشاركة في احتفال لتأييد الحملة ولم يعد.
تنهّدت وواصلت: بين عامي 2010 و 2015 ، لم يكن لدىي سوى القليل من المعلومات حول ما حدث لبراجيث، تحدثت إلى أشخاص يعرفونه للحصول على تفاصيل قدر الإمكان عن المكان الذي شوهد فيه آخر مرة ، وقدمت شكوى بشأن الأشخاص المفقودين إلى الشرطة ولكن لم تردني أية إجابات من السلطات، ثم واصلت نضال البحث بدعم من منظمات ونشطاء حقوق الإنسان، وبجانبي ولديّ الصغيرين، وحتى عام 2015 لم يكن لدينا أية إجابة على الإطلاق، كل ما نسمعه هو قصص مزوّرة، فالبعض قال أن براغيث يختبئ في فرنسا وأنّ آخرين رأوه في دبي.
على الرغم من المحن التي واجهتها، لا تزال سانديا تؤمن بالعدالة في بلادها، رغم التأثير غير المبرر للسلطة التنفيذية على عمل القضاء، وأملها أن ترى المسؤولين عن اختفاء زوجها أن ينالوا أقصى عقوبة ممكنة بموجب القانون على الجرائم التي ارتكبوها لكنها لا تدعو إلى عقوبة الإعدام بحقهم، وقد أدركت سانديا وأبناؤها مؤخرا لحقيقة أن براغيث لن يعود حيا أبدًا ، لكنها رفضت قبول شهادة وفاة باسم زوجها أو إجراء الطقوس الأخيرة للعزاء وفقا للممارسات البوذية في سريلانكا وأكدت إنها ستقيم تلك الطقوس عندما تستلم رفات زوجها فقط.