بلد الفرص!
الوعود التي تطلقها الحكومات المتعاقبة بتحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل لائقة لا تتحقق، والسبب ببساطة هو أنها لا تدعم ببرامج واقعية، كما أن جهود جذب الاستثمار تفتقر إلى آليات جادة.
بينما يتطلع الشباب إلى الحصول على فرص خارج البلاد، وجد 9ر2 مليون غير أردني فرصة للحياة والعمل في الأردن وهم يشكلون 30% من عدد السكان البالغ نحو 9 ملايين.
حتى لو وجد شاب فرصة عمل فالمشكلة التي يواجهها هي الاستقرار ومعدلات الاجور المتواضعة، لكن في كل الحالات ليس للابداع مكان، هذا الإبداع هو السلاح الذي مكن مئات الشباب الأردني من النجاح في الخارج، لأن معادلة تكافؤ الفرص هي السائدة، فليس المهم من تكون ومن أين اتيت، المهم ماذا تقدم!.
الأردن بلد الفرص لنحو 636٫2 ألف عامل مصري ونصف مليون سوري وآلاف من جنسيات آخرى.. لكنه ليس كذلك لمثلهم من الشباب الأردني المتعطل.
استراتيجيات التشغيل والتدريب المتغيرة كلما تغيرت الحكومة لم تفلح حتى الآن في فك الشيفرة لأنها ببساطة تعتمد على برامج غير واقعية.
هذه مفارقة عجيبة, يتحدى فيها شباب أردنيون بالصراخ و بالانتحار أحياناً, بينما يواجهها العامل الوافد باقتناص فرصة عمل واثنتين وثلاثة, ولا عجب أن حوالات العمالة الوافدة لجنسية واحدة فقط تبلغ مليار دولار.
حسناً روافع الاقتصاد باتت معروفة وهي في ذات الوقت كثيفة العمالة وكل ما هو مطلوب فقط التركيز عليها وفتحها للاستثمار ومنحها امتيازات غير تقليدية، الخدمات والسياحة والزراعة والصناعات الغذائية.
العجز عن ابتكار الحلول فيها هو الذي يدفع إلى وضع العراقيل أمامها.
حكومة سابقة رفعت شعار أن تدعو الشباب إلى عدم الهجرة، لكنها لم تفعل شيئاً لدعم شعاراتها!.
بدلاً من خلق فرص عمل يفتش الشباب عن عمل خارج البلاد، ويبقى السؤال: لماذا يتألق شاب أردني ويبدع في بلد ما، بينما لا يتحقق ذلك لآخر في بلده رغم تساويهما في الإمكانات والقدرات؟.
qadmaniisam@yahoo.com