وليد عبد الحي يكتب: المقاومة الفلسطينية بين التراث الخطابي والتخطيط العقلاني
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/31 الساعة 14:50
ليس لدي مشكلة في موافقة رفائيل باتاي في كتابه العقل العربي على ان البلاغة والمبالغة والتوكيد والاعتقاد بأن التغير ليس تراكميا بل بصياغات موحية يعتقد مطلقها أن المزج بين الصوت العالي والجمال البلاغي تشكل نقطة تحول في الظواهر التاريخية.
من الضروري الإدراك بان العنف اللفظي هو نوع من التلويث السمعي، ويخفي بعضا من عدم التوازن بين الحساب العقلي والانفعال العاطفي الصادق، لكن خطورة ذلك تتجلي في أن انفصال الانفعال الخطابي عن التجسيد العملي لمضمون النص الخطابي سيحيل الخطيب الى موضع سخرية ونقد وصولا لفقدان المصداقية من قبل المتلقي.
اعود لموضوعي وهو "التهديدات" الفلسطينية بـ: الزلزال،الخط الاحمر، اشعال الارض تحت اقدام..، العواصف،الرد الفوري، درسا لن ينسوه،..الخ إذا نفذت اسرائيل مسيرة الاعلام واقتحمت الاقصى واعتدت على المرابطين...الخ من اشتراطات البيانات الفلسطينية لتنفيذ ما تعد به...
وأود هنا ان أؤكد على نقطتين بالغتا الاهمية:
أ- انا لا اطالب التنظيمات برد محدد، فمن المؤكد أنها اكثر معرفة بظروفها الميدانية والجيوسياسية والجيواستراتيجية مني، وهم الاقدر على تحديد زمن الرد او طبيعته او أهدافه الآنية او البعيدة..الخ
ب- ما اطلبه من تنظيمات المقاومة هو بالتحديد الحرص الشديد- الى حد التزمت- على المصداقية والتناغم بين التهديد بالفعل الميداني وبين القدرة على التنفيذ بمستوى ما يرد في الخطابات الجماهيرية والمعلنة، وان الانفعال العاطفي للقائد في خطاباته حتى لو كان صادقا أمر محفوف بالمخاطر ، والصوت العالي هو مؤشر على الانفعال العاطفي الذي قد يورط صاحبه في التزامات سيصبح عدم تطبيقها كارثة استراتيجية على المدى الطويل.
ان احد اهم قواعد ترسيخ الترابط بين القيادة والجمهور ، وبين الصورة الذهنية للقائد وبين ما يرسمه القائد لذاته هي في مدى المصداقية والتناغم بين طرفي العلاقة، فالانفعال العاطفي والورم النرجسي لدى القائد كلما زاد التصفيق الجماهيري، وفقدان القائد السيطرة على مكنونات لاوعيه، هو تورط يشق جدار الثقة بين القائد والقاعدة، وتخبو جذوة الاستعداد لتنفيذ الاوامر .
لذا، اطالب قيادات المقاومة بأن يتم دراسة اي خطاب قبل القائه، وتحديد ما يجب قوله وما لا يجب ، ولجم كل نزق عاطفي قد يورط التنظيم بكامله في مطالب لا قبل له بتحقيقها، بل يجب مساءلة كل قائد عن تصريحات غير مدروسة يقولها هنا وهناك.
لقد استمعت لتهديدات في الاسابيع القليلة الماضية ظننت بعدها أننا سنستعيد الاندلس ، وما أن نفذت اسرائيل خطة ترويض العقل العربي للقبول التدريجي باقتحام الاقصى حتى انقلب المسؤول الفلسطيني لتقديم تبريرات عدم الرد ، وقد يكون عدم الرد قرارا عقلانيا، لكن الخطابات السابقة على الاقتحام للاقصى كانت توحي بشكل لا لبس فيه أن الرد "المزلزل و...الخ" قادم، بينما تبين ان الاسرائيليين قرأوا كتاب رفائيل باتاي جيدا.
للمقاومة كل الحق في صنع سياساتها وردودها ، ولا يجوز التدخل في قرارها ، لكن عليها ان تتنبه الى ان المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام والاسلامي بشكل أعم قد ينفض من حولها إذا لم تنضبط في تحديد المسافة بين القول والفعل، والا ستفقد مصداقيتها وتورط نفسها في التزامات لا قبل لها بها، ولا يجوز الخلط بين الشحن الثوري لتجذير الوعي السياسي وبين الانفعال العاطفي في مواقف غاية في الحساسية والدقة ، والا ستهتز الثقة وتصدأ تدريجيا، ويجف بحر الجماهير من حول سمكة القائد.
من الضروري الإدراك بان العنف اللفظي هو نوع من التلويث السمعي، ويخفي بعضا من عدم التوازن بين الحساب العقلي والانفعال العاطفي الصادق، لكن خطورة ذلك تتجلي في أن انفصال الانفعال الخطابي عن التجسيد العملي لمضمون النص الخطابي سيحيل الخطيب الى موضع سخرية ونقد وصولا لفقدان المصداقية من قبل المتلقي.
اعود لموضوعي وهو "التهديدات" الفلسطينية بـ: الزلزال،الخط الاحمر، اشعال الارض تحت اقدام..، العواصف،الرد الفوري، درسا لن ينسوه،..الخ إذا نفذت اسرائيل مسيرة الاعلام واقتحمت الاقصى واعتدت على المرابطين...الخ من اشتراطات البيانات الفلسطينية لتنفيذ ما تعد به...
وأود هنا ان أؤكد على نقطتين بالغتا الاهمية:
أ- انا لا اطالب التنظيمات برد محدد، فمن المؤكد أنها اكثر معرفة بظروفها الميدانية والجيوسياسية والجيواستراتيجية مني، وهم الاقدر على تحديد زمن الرد او طبيعته او أهدافه الآنية او البعيدة..الخ
ب- ما اطلبه من تنظيمات المقاومة هو بالتحديد الحرص الشديد- الى حد التزمت- على المصداقية والتناغم بين التهديد بالفعل الميداني وبين القدرة على التنفيذ بمستوى ما يرد في الخطابات الجماهيرية والمعلنة، وان الانفعال العاطفي للقائد في خطاباته حتى لو كان صادقا أمر محفوف بالمخاطر ، والصوت العالي هو مؤشر على الانفعال العاطفي الذي قد يورط صاحبه في التزامات سيصبح عدم تطبيقها كارثة استراتيجية على المدى الطويل.
ان احد اهم قواعد ترسيخ الترابط بين القيادة والجمهور ، وبين الصورة الذهنية للقائد وبين ما يرسمه القائد لذاته هي في مدى المصداقية والتناغم بين طرفي العلاقة، فالانفعال العاطفي والورم النرجسي لدى القائد كلما زاد التصفيق الجماهيري، وفقدان القائد السيطرة على مكنونات لاوعيه، هو تورط يشق جدار الثقة بين القائد والقاعدة، وتخبو جذوة الاستعداد لتنفيذ الاوامر .
لذا، اطالب قيادات المقاومة بأن يتم دراسة اي خطاب قبل القائه، وتحديد ما يجب قوله وما لا يجب ، ولجم كل نزق عاطفي قد يورط التنظيم بكامله في مطالب لا قبل له بتحقيقها، بل يجب مساءلة كل قائد عن تصريحات غير مدروسة يقولها هنا وهناك.
لقد استمعت لتهديدات في الاسابيع القليلة الماضية ظننت بعدها أننا سنستعيد الاندلس ، وما أن نفذت اسرائيل خطة ترويض العقل العربي للقبول التدريجي باقتحام الاقصى حتى انقلب المسؤول الفلسطيني لتقديم تبريرات عدم الرد ، وقد يكون عدم الرد قرارا عقلانيا، لكن الخطابات السابقة على الاقتحام للاقصى كانت توحي بشكل لا لبس فيه أن الرد "المزلزل و...الخ" قادم، بينما تبين ان الاسرائيليين قرأوا كتاب رفائيل باتاي جيدا.
للمقاومة كل الحق في صنع سياساتها وردودها ، ولا يجوز التدخل في قرارها ، لكن عليها ان تتنبه الى ان المجتمع الفلسطيني بشكل خاص والعربي بشكل عام والاسلامي بشكل أعم قد ينفض من حولها إذا لم تنضبط في تحديد المسافة بين القول والفعل، والا ستفقد مصداقيتها وتورط نفسها في التزامات لا قبل لها بها، ولا يجوز الخلط بين الشحن الثوري لتجذير الوعي السياسي وبين الانفعال العاطفي في مواقف غاية في الحساسية والدقة ، والا ستهتز الثقة وتصدأ تدريجيا، ويجف بحر الجماهير من حول سمكة القائد.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/31 الساعة 14:50