الهروط يكتب: الأردنيون عندما تستفزهم الجريمة ..الطفل السوري مثالاً

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/10 الساعة 21:52
مدار الساعة - كتب: عبدالحافظ الهروط - ليست حالة انفعالية ولا عاطفة او دم ذوي القربى لتستفز جميعها الاردنيين اهل النخوة والعزة والكرامة والشرف حتى يفرشون ارض النزهة غضباً وسخطاً على جريمة لا تغتفر بحق الجاني البشع وضحيتها طفل بريء. وليست ثورة او فزعة او تعبيراً عن استنكار لما جرى لهذا الطفل السوري، مع اننا كأردنيين ننظر الى جميع اطفال العالم في الاردن هم اطفالنا. ليست هذه، وتلك التي دفعت الاردنيين بكل قواهم وأماكنهم ليعبّروا عن غضبتهم ورفضهم ومطالبتهم الدولة الاردنية وفي مقدمتها الحكومة ان هذه الجريمة وان حدثت، فإنه مطلوب ان لا تتكرر لأي أحد كان، طفلاً او شاباً او فتاة. ما دفع الاردنيين للمشاركة في المواساة والعزاء، هو ان كل واحد منهم شارك اسرة الطفل المكلومة يعني الأب والأم والأخ والأخت والجد والجدة والخال والعم والخالة والعمة وانه سوري ينتمي الى امته العربية، مهما حدث وجرى لها. هذا احساس الاردنيين الغيارى، وقد دفعهم ايمانهم النقي واصالتهم التي تجذرت في ارضهم وعروبتهم، وقبل ذلك في نفوسهم وقلوبهم، فالجريمة وان هي ليست الأولى، الا ان الدولة بكل مكوناتها قيادة وحكومة وشعباً، قادرة على ان تعلق كل من تسول له نفسه بمثل هذه الجريمة على حبل المشنقة، وأنه لا وجود له او بقاء على هذا الثرى العربي. ربما كان من الممكن ان تحدث مثل هذه الجريمة التي هزت مشاعر الاردنيين، يومياً لظروف لم تكن من صنع الاردنيين،وقد أملتها الظروف السياسية التي اجتاحت المنطقة، لنشاهد العشرات من الاطفال والصبايا والشباب المراهقين والمرضى النفسيين وهم يتناثرون ويتجمعون على الشارع وفي الملهى والأماكن الخالية، منهم من يتسول، ومنهم من يبني علاقات غير سوية، ومنهم من دفعته ظروف اقتصادية ليضعف امام المال على حساب الشرف والحسب والنسب، ومنهم لم يكن في سوية العقل والفكر والدين، فما الحل ؟ صحيح ان الجرائم أخذت تطل برأسها على مدار الساعة وبكل وقاحة، مثل الفساد والطعن والسلب والسرقة والانتحار وتعاطي المخدرات وحوادث السير، حيث تهدد الأمن المجتمعي وتشكل الهلع والفزع في نفوس الناس، الا ان حالات الاعتداءات الجنسية، لم يكتم الاردنيون يوماً ما غيظهم عنها، بإعتبارها تجاوزاً على كرامتهم وشرفهم و"كيمياء" حياتهم. ولكن يبقى السؤال الأهم : لماذا يُترك الأطفال خارج منازلهم آناء الليل والنهار، ولماذا لا تقوم الجهات المعنية بجلب هؤلاء الى منازلهم بعد التعرف عليهم، وتحميل الأهل المسؤولية، وإلا فإن المزيد من الضحايا سيلحق بما لحق الطفل السوري، لا قدر الله، وحينها لا تنفع غيرة الاردنيين ونخوتهم وغضبتهم، وستكون صورة الدولة الاردنية وهذا الشعب الأصيل، كما لو هي دولة لا يوجد فيها قانون يردع مثل اصحاب هذه الجرائم ، ولا يد تضرب من حديد.
  • مدار الساعة
  • عالية
  • الاردن
  • يعني
  • عربية
  • عرب
  • شباب
  • اقتصاد
  • مال
  • الدين
  • لب
  • حوادث
  • صورة
  • قانون
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/10 الساعة 21:52