الدولة واستقلالها بين المفهوم والواقع
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/30 الساعة 14:50
هناك إشكالٌ واضح ٌحول تعدد مفهوم الدولة من وجهة النظر الفلسفية والسياسية والفكرية والاجتماعية والقانونية، طبقاً لتنوع الاسئلة المطروحة حول المفهوم وواقعه.
وفي عصرنا الحديث اهتم الفكر العربي بالدولة كأدلوجة لا كنظرية، باعتبارها حدثاً تاريخياً موضوعياً كما اتجه اليه المفكر المغربي عبدالله العروي.
وأهم ما يذهب اليه العروي في مقاربته لمفهوم الدولة هو "النسبية التاريخية" إذ يشير إلى أراء الفلاسفة حول المفهوم كلٍ حسب السياق التاريخي الذي عاشه، فمثلا مفهوم الدولة عند فلاسفة الأنوار هو دولة الفرد ، في حين هو الدولة التاريخية عند انجلز، أو دولة المُلّاك عند ماركس، أو الدولة البيروقراطية عند فيبر، أو الدولة السوسيولوجية في القرن التاسع عشر، فيما هو دولة الأجهزة عند سوسيولوجي القرن العشرين.
فكل تصور مما سبق محكوم بمحيطه التاريخي، وإذا أخذنا المعيار التاريخي هنا تحديداً، وجب علينا التوقف واستدعاء الاسئلة الراهنة حول مفهوم الدولة في مجتمعاتنا العربية في خضم التحولات المتسارعة السياسية والثقافية والفكرية والاقتصادية، لتتدفق لنا اسئلة مهمة حول الدولة، منها :
هل الدولة غاية في حد ذاتها ام وسيلة كما يذهب البعض ؟ أم هي أداة لخدمة الفرد ومصالحه؟
او لربما غاية لتهذيب سلوك الفرد في حياته؟
او كما تعدها الأكثرية جهاز ردع وقمع للطبيعة الإنسانية وحريتها ؟
والنقطة التي تستوقفني هنا،ماذا تعني الدولة في ذهنية اهم شريحة تشكل النسبة العالية من عدد سكان المنطقة العربية، وهم الشباب؟
اردنياً، لفت انتباهي في الأيام القليلة الماضية الحماس غير المسبوق للشباب الأردني في التعبير عن فرحهم بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين من استقلال المملكة، ومدى الانتشار الواسع لمشاركته في احتفالات إما منظمة من الأجهزة الحكومية، وأخرى اكثر انتشارا ً لمجموعات شبابية انفردت من تلقاء نفسها ليعبروا عن سعادتهم باستقلال المملكة، فهل هذا التعبير عفوياً ام مبني على قاعدة معرفية لتاريخية الدولة؟
وهنا وجب علينا السؤال : كيف يمكن لنا التقاط اهمية توظيف حماس الشباب ووطنيتهم كقوة إيجابية للدخول في المئوية الثانية للدولة الأردنية والتي بالضرورة تلزمنا بتوفير الأدوات الفكرية والتعليمية الممنهجة لربط المفهوم النظري للدولة بسياقه التاريخي المنجز وغاياته وأهدافه القادمة لتتطابق مع مكتسبات الحداثة للفرد المنتج حضارياً والمنتمي لهويته العربية ، ليكون جزءا من التاريخ القادم ، تاريخ الهوية والإنجاز ليكونوا شركاء في صناعة تاريخ إنساني مُشرف، مخرجين شبابنا من مظلة الشعارات الموروثة والزائفة التي ساهمت في حالة الفوات التاريخي والحضاري للأمة العربية منذ عقود.
كاتبة وصحفية اردنية
وفي عصرنا الحديث اهتم الفكر العربي بالدولة كأدلوجة لا كنظرية، باعتبارها حدثاً تاريخياً موضوعياً كما اتجه اليه المفكر المغربي عبدالله العروي.
وأهم ما يذهب اليه العروي في مقاربته لمفهوم الدولة هو "النسبية التاريخية" إذ يشير إلى أراء الفلاسفة حول المفهوم كلٍ حسب السياق التاريخي الذي عاشه، فمثلا مفهوم الدولة عند فلاسفة الأنوار هو دولة الفرد ، في حين هو الدولة التاريخية عند انجلز، أو دولة المُلّاك عند ماركس، أو الدولة البيروقراطية عند فيبر، أو الدولة السوسيولوجية في القرن التاسع عشر، فيما هو دولة الأجهزة عند سوسيولوجي القرن العشرين.
فكل تصور مما سبق محكوم بمحيطه التاريخي، وإذا أخذنا المعيار التاريخي هنا تحديداً، وجب علينا التوقف واستدعاء الاسئلة الراهنة حول مفهوم الدولة في مجتمعاتنا العربية في خضم التحولات المتسارعة السياسية والثقافية والفكرية والاقتصادية، لتتدفق لنا اسئلة مهمة حول الدولة، منها :
هل الدولة غاية في حد ذاتها ام وسيلة كما يذهب البعض ؟ أم هي أداة لخدمة الفرد ومصالحه؟
او لربما غاية لتهذيب سلوك الفرد في حياته؟
او كما تعدها الأكثرية جهاز ردع وقمع للطبيعة الإنسانية وحريتها ؟
والنقطة التي تستوقفني هنا،ماذا تعني الدولة في ذهنية اهم شريحة تشكل النسبة العالية من عدد سكان المنطقة العربية، وهم الشباب؟
اردنياً، لفت انتباهي في الأيام القليلة الماضية الحماس غير المسبوق للشباب الأردني في التعبير عن فرحهم بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين من استقلال المملكة، ومدى الانتشار الواسع لمشاركته في احتفالات إما منظمة من الأجهزة الحكومية، وأخرى اكثر انتشارا ً لمجموعات شبابية انفردت من تلقاء نفسها ليعبروا عن سعادتهم باستقلال المملكة، فهل هذا التعبير عفوياً ام مبني على قاعدة معرفية لتاريخية الدولة؟
وهنا وجب علينا السؤال : كيف يمكن لنا التقاط اهمية توظيف حماس الشباب ووطنيتهم كقوة إيجابية للدخول في المئوية الثانية للدولة الأردنية والتي بالضرورة تلزمنا بتوفير الأدوات الفكرية والتعليمية الممنهجة لربط المفهوم النظري للدولة بسياقه التاريخي المنجز وغاياته وأهدافه القادمة لتتطابق مع مكتسبات الحداثة للفرد المنتج حضارياً والمنتمي لهويته العربية ، ليكون جزءا من التاريخ القادم ، تاريخ الهوية والإنجاز ليكونوا شركاء في صناعة تاريخ إنساني مُشرف، مخرجين شبابنا من مظلة الشعارات الموروثة والزائفة التي ساهمت في حالة الفوات التاريخي والحضاري للأمة العربية منذ عقود.
كاتبة وصحفية اردنية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/30 الساعة 14:50