ما علاقة عروض الأزياء بالإ=استقلال؟
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/29 الساعة 00:50
تابعت احتفالات عيد الإستقلال, للعلم هو لم يكن احتفالاً أبداً, كان بيعة جديدة للملك عبدالله الثاني بن الحسين,هكذا قرأت المشهد.. وقرأت وجوه الناس, وعفويتهم.. وخروجهم في كل محافظات المملكة... كان بيعة على مستوى العائلة الهاشمية التي حضرت بكل أفرادها, وعلى مستوى الشعب الذي اندفع للساحات بكل عنفوان..
ولكن حين نقرأ الاستقلال علينا, أن نقرأه من زاوية الإنجاز... أنا أستغرب أن توزع دعوات كتب فيها بمناسبة عيد الاستقلال سيقام (عرض أزياء).. وما علاقة عروض الأزياء بالإستقلال؟ أو بمناسبة الإستقلال سيتم افتتاح (محمص).. أو تلصق بعض الإعلانات, عن إقامة مسابقة للجمال بهذه المناسبة, أو تخفيضات على أسعار اللحوم المستوردة..
الاستقلال حين نقرأه, علينا أن نقرأ قصة معاذ الكساسبة, الذي كان طفلاً في المرحلة الإبتدائية حين تسلم جلالة الملك الحكم, وكبر في عهد الملك عبدالله... وحصل على معدل عال جداً في «التوجيهي» بالرغم من أنه درس في قرية بعيدة.. كانت مستويات التعليم فيها, لا تضاهي أبدا مستويات التعليم في عمان.. ومع ذلك دخل الجيش وأصبح طياراً في عهد الملك عبدالله واستشهد في ذات العهد... معاذ الكساسبة بشهادته العظيمة وضع الأردن على خارطة العالم, جعل الدنيا كلها تقف على قدم واحدة... معاذ الذي انتصر الزملاء في سلاح الجو له, وخاضوا معركة شرسة مع الإرهاب... وهو الذي ألهم مئات الألوف من الشباب العربي والأردني لكي يسيروا على دربه ويحلقوا في الشهادة مثلما حلق..
حين نتحدث عن الاستقلال نتحدث عن الذين دفعوا الدم, عن ضباط المخابرات الذين خرجوا من قرى حسبان وفقوع وجحفية والعيزيرية... وعملوا في صمت, لم نعرف الأسماء ولا الوجوه.. لم نعرف حركتهم ولا مسارهم ولا حجم تعبهم, الذين واصلوا ليلهم بنهارههم وفككوا خلايا الإرهاب.. وكان كل واحد منهم مشروع شهيد, ما ناموا يوماً أو خرجوا.. إلا والسلاح على الخاصرة, وتحملت الزوجات غيابهم الطويل وتحمل أطفالهم الإشتياق..
حين نتحدث عن الإستقلال.. نتحدث عن الأمن العام, والشهداء الذين سقطوا منه وهم يقاتلون إرهاب المخدرات, نتحدث عن الضباط الأكفاء والجيل الجديد الذين خرجتهم «مؤتة", وكانوا مثالاً للإنضباط والتفاني.. وحموا نسيجنا ووجداننا الوطني وحموا الشوارع وجعلوها مطمئنة..
الاستقلال..هو ذاك الفارق بين من يحمل السلاح ويدفع الدم, وبين من يمارس الردح والشتم والذم ويتقمص دور (غراب البين) خلف شاشات السوشيال ميديا, هو ذاك الفارق بين من أحب الأردن وانتمى له.. وحفظ القرى عن ظهر قلب وحملها على كفه, ومن نظر له أنه مجرد رصيد من المال في بنك وطني قابل للزيادة.. وبعد وقت ينقل الرصيد إلى بنوك أوروبا ومن ثم الرحيل مع العائلة المصونة..
الاستقلال.. هو ذاك الفارق بين من يقاتل ألوية الخراب والتوسع في حدودنا الشمالية وينام على أكتاف الليل, ويرافق السلاح.. والسلاح يحن لزنده, وبين من يمضي وقته في الشكوى من البلد والتذمر ورجم السلطة ورجم كل القيم الحية واحتقارها..
في الاستقلال.. من حقي أن أقول للشهيد البطل معاذ الكساسبة, القادم من زمن السيف والفتوحات والبسالة ومن زمن الأردنيين العظيم.. من حقي أن أقول له: يا هذا الفتى كنت بحجم أمة كاملة.. ودمك يا معاذ.. ودم رفاقك في السلاح.. كان قمرنا الذي أضاء الليالي وشمسنا.. وكنت الملهم لهذا الجيل الجديد, كنت الشعلة والأمل والنصر.. والتعبير الحقيقي عن المملكة الرابعة, وعن زمن الملك عبدالله الثاني.., لن يولد من يعبر عن هذا الزمن وعن بسالة الأردني مثلك.. رحمك الله يا رمز الاستقلال وشعلته ومداده..
Abdelhadi18@yahoo.com
ولكن حين نقرأ الاستقلال علينا, أن نقرأه من زاوية الإنجاز... أنا أستغرب أن توزع دعوات كتب فيها بمناسبة عيد الاستقلال سيقام (عرض أزياء).. وما علاقة عروض الأزياء بالإستقلال؟ أو بمناسبة الإستقلال سيتم افتتاح (محمص).. أو تلصق بعض الإعلانات, عن إقامة مسابقة للجمال بهذه المناسبة, أو تخفيضات على أسعار اللحوم المستوردة..
الاستقلال حين نقرأه, علينا أن نقرأ قصة معاذ الكساسبة, الذي كان طفلاً في المرحلة الإبتدائية حين تسلم جلالة الملك الحكم, وكبر في عهد الملك عبدالله... وحصل على معدل عال جداً في «التوجيهي» بالرغم من أنه درس في قرية بعيدة.. كانت مستويات التعليم فيها, لا تضاهي أبدا مستويات التعليم في عمان.. ومع ذلك دخل الجيش وأصبح طياراً في عهد الملك عبدالله واستشهد في ذات العهد... معاذ الكساسبة بشهادته العظيمة وضع الأردن على خارطة العالم, جعل الدنيا كلها تقف على قدم واحدة... معاذ الذي انتصر الزملاء في سلاح الجو له, وخاضوا معركة شرسة مع الإرهاب... وهو الذي ألهم مئات الألوف من الشباب العربي والأردني لكي يسيروا على دربه ويحلقوا في الشهادة مثلما حلق..
حين نتحدث عن الاستقلال نتحدث عن الذين دفعوا الدم, عن ضباط المخابرات الذين خرجوا من قرى حسبان وفقوع وجحفية والعيزيرية... وعملوا في صمت, لم نعرف الأسماء ولا الوجوه.. لم نعرف حركتهم ولا مسارهم ولا حجم تعبهم, الذين واصلوا ليلهم بنهارههم وفككوا خلايا الإرهاب.. وكان كل واحد منهم مشروع شهيد, ما ناموا يوماً أو خرجوا.. إلا والسلاح على الخاصرة, وتحملت الزوجات غيابهم الطويل وتحمل أطفالهم الإشتياق..
حين نتحدث عن الإستقلال.. نتحدث عن الأمن العام, والشهداء الذين سقطوا منه وهم يقاتلون إرهاب المخدرات, نتحدث عن الضباط الأكفاء والجيل الجديد الذين خرجتهم «مؤتة", وكانوا مثالاً للإنضباط والتفاني.. وحموا نسيجنا ووجداننا الوطني وحموا الشوارع وجعلوها مطمئنة..
الاستقلال..هو ذاك الفارق بين من يحمل السلاح ويدفع الدم, وبين من يمارس الردح والشتم والذم ويتقمص دور (غراب البين) خلف شاشات السوشيال ميديا, هو ذاك الفارق بين من أحب الأردن وانتمى له.. وحفظ القرى عن ظهر قلب وحملها على كفه, ومن نظر له أنه مجرد رصيد من المال في بنك وطني قابل للزيادة.. وبعد وقت ينقل الرصيد إلى بنوك أوروبا ومن ثم الرحيل مع العائلة المصونة..
الاستقلال.. هو ذاك الفارق بين من يقاتل ألوية الخراب والتوسع في حدودنا الشمالية وينام على أكتاف الليل, ويرافق السلاح.. والسلاح يحن لزنده, وبين من يمضي وقته في الشكوى من البلد والتذمر ورجم السلطة ورجم كل القيم الحية واحتقارها..
في الاستقلال.. من حقي أن أقول للشهيد البطل معاذ الكساسبة, القادم من زمن السيف والفتوحات والبسالة ومن زمن الأردنيين العظيم.. من حقي أن أقول له: يا هذا الفتى كنت بحجم أمة كاملة.. ودمك يا معاذ.. ودم رفاقك في السلاح.. كان قمرنا الذي أضاء الليالي وشمسنا.. وكنت الملهم لهذا الجيل الجديد, كنت الشعلة والأمل والنصر.. والتعبير الحقيقي عن المملكة الرابعة, وعن زمن الملك عبدالله الثاني.., لن يولد من يعبر عن هذا الزمن وعن بسالة الأردني مثلك.. رحمك الله يا رمز الاستقلال وشعلته ومداده..
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/29 الساعة 00:50