كاتب مصري: دعم الأردن فرض عين وهو نقطة الضوء الوحيدة وسط الاضطرابات
مدار الساعة -قال الكاتب الصحفي المصري أسامة عجاج، في مقالة له بصحيفة الاخبار المصرية، إن احتفال المملكة بالعيد السادس والسبعين لاستقلالها، ورسالة المكاشفة والمصارحة والمشاركة من جلالة الملك للشعب الأردني يمنحان أهمية استثنائية للكتابة عن الأردن اليوم.
وأكد، في مقال يتزامن مع عيد الاستقلال بعنوان أمن الأردن واستقراره"، الأردن يحتاج إلى كل الدعم، لضمان أمنه واستقراره، باعتباره أولوية استراتيجية للعالم العربى ودول المنطقة.
وفيما يلي نص المقال:
أمن الأردن واستقراره
أسامة عجاج (صحيفة الأخبار)
عاملان أضافا أهمية استثنائية للكتابة عن الأردن، أولهما احتفال المملكة بالعيد السادس والسبعين لاستقلالها اليوم، والثانى رسالة المكاشفة والمصارحة والمشاركة، من الملك عبد الله للشعب الأردنى، بخصوص إغلاق ملف (الفتنة)، بإجراءات تخص آلية التعامل مع الأمير حمزة، وظنى أن هذا يدفعنا من منظور عروبى، إلى التأكيد على أن الأردن يحتاج إلى كل الدعم، لضمان أمنه واستقراره، باعتباره أولوية استراتيجية للعالم العربى ودول المنطقة، فى تلك المرحلة الاستثنائية، التى يمر بها، فهو نقطة (الضوء الوحيدة)، وسط حالة من الاضطراب، والتى تفاقمت على الأقل خلال العقدين الأخيرين، وتكفى نظرة إلى مجربات الأمور فى العراق وسوريا ولبنان، فهذا البلد الشقيق، لا يحتمل العبث من أى كان، مهما علا موقعه بأمنه واستقراره، وهو الذى يخوض تحديات قد لا تكون مسبوقة خلال مسيرة استقلاله، ونتوقف عند آخرها والتى تم الكشف عنها أثناء زيارة جلالة الملك الأخيرة إلى واشنطن، وقالها بصراحة (للأسف أمامنا تصعيد محتمل على حدودنا، لأن إيران ووكلاءها سيملأون الفراغ الحاصل من سوريا)، نتيجة استمرار حرب الاستنزاف، التى يخوضها الروس فى أوكرانيا، وللأمانة، رغم رفضنا للوجود الروسى فى الشقيقة سوريا، ولكنه كان ضمانة لخلق حالة استقرار ولو معقولا، وقد زادت المخاطر على الأردن، من خلال ارتفاع معدلات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية.
كما أنه سيدفع ثمن مواجهات - ثانيا - متوقعة بين إسرائيل وإيران، والميليشيات التابعة لها، مما يشعل المنطقة ويفاقم أزماتها، فى صراع ليس للعرب فيه (ناقة أو جمل)، كما سيضيف إلى معاناة المملكة، من تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، مضافة إلى حوالى مليون موجودين منذ الأزمة.
كما أن الأردن فى قلب صراع حقيقى مع إسرائيل، حول إجراءاتها الأخيرة، لتهويد القدس والنيل من الوصاية الأردنية على المقدسات، وكذلك ترسيخ فكرة التقسيم المكانى والزمانى على المسجد، المملكة - ثالثا - تعانى من ضغوط اقتصادية خانقة، نتيجة عوامل عديدة، وآخرها توابع الأزمة الاقتصادية العالمية، وفى تلك الأجواء يصبح دعم الأردن واستقراره (فرض عين) على كل عربى، كما أن الخلاف حول منصب، يبدو (ترفا فى غير محله).