شعارات فقدت معناها!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/10 الساعة 00:49
في التداول شعارات وطنية وسياسية كان لها معنى في يوم من الأيام، ثم فقدت معناها، وبقيت في التداول لمجرد السخرية.
حزب الله ( اللبناني) مثلاً عاش وازدهر سنوات على أنه المقاومة التي تقض مضاجع إسرائيل، لكن مقاومة حزب الله لإسرائيل انتهت وتحول إلى ميليشيا طائفية تأتمر بأمر الفقيه الإيراني الذي يموّلها ويسلحها كأداة لمقارعة خصوم إيران.
والتنظيمات الفلسطينية التي ازدهرت بعد هزيمة 1967، وتشظت إلى فروع وجبهات، تنتهي أسماؤها بعبارة (لتحرير فلسطين)، مع أنها لم تفعل وليست قادرة على أن تفعل شيئاً لخدمة هذا الشعار، بل أصبحت بمثابة دكاكين يتربع على رأس كل منها قائد بدون جنود، مهمته إصدار البيانات والتصريحات، قيادات بدون قواعد، وكلها محسوب على هذه الجهة أو تلك.
هذه نماذج من شعارات كان لها ذات يوم معنى، وهناك شعارات جديدة في المسرح السوري فاقدة سلفاً لمعناها: مسلحون من ثمانين دولة وجنسية منخرطون في عشرات التنظيمات والعصابات، يطلق عليها البعض اسم المعارضة المسلحة، ويخلع على أعضائها رداء المجاهدين.
نفهم أن يثور شعب ما على نظام الحكم في بلده، فهذا حقه، أما أن ُيسمى قطاع الرؤوس والمرتزقة الوافدون من الخارج ثواراً، فهذا ما لم يحدث في أي بلد في العالم غير سوريا.
الذين يحق لهم أن يثوروا ويعارضوا في سوريا هم السوريون وليس عشرات العصابات الممولة والمدربة والمسلحة من قبل أعداء سوريا، الذين يرفعون شعار الديمقراطية وهم لا يريدونها ولا يؤمنون بها.
الأم الشرعية لكل المليشيات المسلحة في سوريا هي القاعدة، أم الإرهاب العالمي، وقد وصلنا إلى حالة تقوم فيها دول كبرى مثل تركيا وأميركا وشقيقات عربيات بمحاربة الإرهاب في كل مكان ولكنها تدعمه في سوريا علناً.
يستحق الذكر في هذا المقام موقف مصر المتوازن، فهي لا تنحاز إلى النظام السوري أو خصومه، ولكنها منحازة للدولة السورية، وقد برز ذلك ليس في التصريحات السياسية على أعلى المستويات وحسب، بل في السلوك العملي خلال انعقاد مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ، حيث أبقت مصر مقعد سوريا فارغاً اكتفاء بعلم الدولة السورية، وكذلك فعل الأردن في قمة البحر الميت.
الصراع في سوريا ليس بين الاستبداد والديمقراطية، بل بين الدولة والإرهاب.
الرأي
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/10 الساعة 00:49