عبدالهادي راجي عن زيلنسكي: أشك أنه من الذين وقفوا في ميدان رابعة أو التحرير أو ممن ساروا مع ثوار (طرابلس)

عبدالهادي راجي المجالي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/24 الساعة 03:07
أتابع كل خطابات (زيلنسكي), كم يشبهنا هذا الرئيس... فهو محب للديمقراطية, ومحب للحرية, ويرفض ارتداء ربطة العنق والبدلة, ويطلق اللحية.. دمرت البنية التحتية في أوكرانيا, وما زال يأمل أن ينتصر, حوصرت كل الموانئ لديه.. وما زال يصر على أن روسيا ستهزم, نصف مدنه سقطت, لكنه ما زال يصدر التعليمات لرؤوساء البلديات والجيش...
قلت يشبهنا هذا الرئيس, تشعر أنه يتحدث ضمن ورشة لجمعية (أن جي أوز) وليس ضمن مشهد دولي, وتشعر أنه قبل أن يتسلم الحكم في أوكرانيا, تلقى دورة في شوارع العالم العربي.. عن أبجديات الربيع العربي, وكيفية الخطاب في الشوارع..
انهارت عملته تماما, لكنه رصيده من الخطب في ازدياد.. تم عزل شرق أوكرانيا عن وسطها وغربها, وما زال يتحدث عن وحدة التراب الأوكراني, حوصرت الكتائب القومية التي أنشأها معتبراً اياها طليعة النضال وأول أداة للتحرير في (ماريوبل).. وأخرجهم الروس بطريقة مذلة, لدرجة أنهم ظهروا على الشاشات ووجوهم مليئة بالخزي, وما زال يتحدث عن خسائر الجيش الروسي... تخلى العالم عنه تماماً, إلى الدرجة التي لم تجرؤ فيها طائرة واحدة من طائرات (الناتو) على الإقتراب من حدود أوكرانيا, وما زال يجري اتصالاته مع (بايدن)... الروس جربوا كل أسلحته? على المرافق والبنى التحتية لبلده, واستولوا على معظم محطاته النووية, وما زال يستقبل الوفود الأوروبية في مكتبه الرئاسي.
والغريب أن حكومات الغرب تقدمه في المشهد بصورة البطل, المدافع عن وطنه وعن قيم الحرية والعدالة والديمقراطية, السؤال الذي أود طرحه.. لو لم يكن هذا الرجل في المشهد, لو لم يقم باستفزاز روسيا وجرها للصراع, لو لم يقم بتقديم نفسه كطعم شهي للغرب.. وكأداة يلعبون بها مثل الدمية, فهل سيحدث كل هذا الخراب في أوكرانيا...؟ (زيلنسكي) وبعد سنوات, سيكتب عنه التاريخ... في إطار (اللهو السياسي) وليس في إطار البطولة التي نظن أنه يمتلكها, سيكتب عنه التاريخ أنه كان لعبة, والتاريخ سيعود لتناقضات الغرب, ولرفض (ترمب) تزويدهم بالمعونات..
تابعوا تاريخ أوكرانيا القريب والممهدات التي سبقت «الربيع العربي», ستكتشفون.. أن ما حدث في ليبيا من تدمير ممنهج للدولة وما حدث في سوريا واليمن, لايختلف تماماً عما يحدث في أوكرانيا الآن... النتيجة واحدة وهي: تشرد الشعوب وتحولها من شعوب تنعم بالكرامة والاستقرار إلى لاجئين في أصقاع الدنيا, وانهيار الدولة تماماً عبر تدمير بنيتها التحتية...
(زيلنسكي) يبدو أنه درس «الربيع العربي» جيداً, واعجب به... وأشك أنه من الذين وقفوا في ميدان رابعة أو التحرير, أو من الذين ساروا مع ثوار (طرابلس), أو من الذين غنوا.. في حماة: (حرية حرية)... والغريب أننا نتحدث عن الماكنة العسكرية الروسية, وننسى أن ماكنات المؤامرة والعمالة أسوأ في نتائجها من كل الأسلحة.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/24 الساعة 03:07