'دولة إسرائيل ضد اليهود'.. كتاب خطير 'يُشرِّح' الكيان العنصري (2)
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/24 الساعة 02:55
يُواصل «سيلفان سيبِل» الإضاءة على عُمق الهُوّة بين الصهيونية «النظرية» والصهيونية «الحقيقية», حيث تتجسّد الأخيرة في ارتكابات الدولة التي أقامتها وأحكمت قبضتها عليها، فقد نشرَ كتاباً في عام 2005 ويعالج في آنٍ واحد «تطوّر الصهيونية وتطور المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، لكن وبعد تسع سنوات من الكتاب أعلاه طلبَ منه الناشر استكمال تلك المعالجة لكنه - المؤلف - قاومَ طلب الناشر لفترة طويلة، مُفسراً مقاومته على النحو التالي: إنّه الأمر المُحيّر في الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي هو تواتر تطوراته بصفة شبه يومية، مضيفاً? صحيح أنّ إسرائيل قوية بحيث لا تخسر لكنّها لا تستطيع أن تربح، والفلسطينيون بدورهم يربحون ولكنّهم لا يستطيعون أن يخسروا..إذ أنّ -يُواصل- مجرد وجودهم يجعل من المستحيل تحقيق انتصار «نهائي» إسرائيلي وهزيمة «نهائية» فلسطينية، مع ذلك - يستطرِد - بدأت أتذكّر تدريجياً أحاديثي مع والدي وقادني ذلك إلى الاستنتاج بأنني كنتُ مُخطئاً، فالأشياء كانت تتغيّر وبرزت ظواهر وقوانين جديدة في إسرائيل، لم يكن أحد يتصوّر - قبل عشر سنوات - أنّها قد تحدث.
ما هي أبرز تلك الظواهر؟
هنا يؤشر المؤلف إلى التحوّل المتسارع الذي شهدته إسرائيل كي تصبح دولة فاشية تسلطية عمادها القوة, حتّى على مواطنيها المُعارضين لسياساتها ودولة فصل عنصري، ما دفعه إلى اتّخاذ قرار بتأليف كتاب يُخصصه عن المجتمع الإسرائيلي حصرياً، مُستنداً إلى وقائع كثيرة وعشرات المقابلات التي أجراها مع مسؤولين وقادة رأي عام من اليهود, في إسرائيل والولايات المتّحدة وفرنسا، بادئاً سرد أحداث العام 2018 بما هي نقاط الذروة التي بلغتها التحوّلات الجذرية في إسرائيل, ليأتي قرار الرئيس الأميركي السابق ترمب القاضي نقل السفارة الأميركية إ?ى القدس, ليكسِر «تحفظّات» أو تردد الإدارات الأميركية السابقة في تطبيق قرار الكونغرس.. ما شكّل -نقل السفارة- الذي ترافق مع عدم اعتراض أي من العواصم العالمية أو «الإقليمية المؤثرة» عليه، شكّل «لحظة قوة» جمعت معاً شريكين يؤمنان بأنّ القوة, والقوة وحدها هي التي يجب أن توجّه سياسة بلديهما.
الإيمان بالقوة والاعتماد عليها ليس جديداً على السياسة الإسرائيلية يؤكد المؤلف, مُضيفاً فقد «تمّ الاعتماد عليها منذ قيام إسرائيل، لكن الجديد في الأمر هو تحوّل ذلك إلى شعار لدى الإسرائيليين»، فحواه «ما لا تحصل عليه بالقوة.. فلسوفَ تحصل عليه باستخدام المزيد من القوة».. جاء ذلك (يقول) التطور في نظرية استخدام المزيد من القوة إسرائيلياً تحت تأثير الشعور العالي بالثقة بالنفس, وبسبب عدم محاسبة للجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين..
ماذا عن «خلاصة تجربة» الاحتلال الإسرائيلي من الانتفاضة الفلسطينية الأولى؟
مثير ما يكشفه المؤلف ليس فقط إجبار تلك الانتفاضة الأولى حكومة تل أبيب على الاعتراف بـ/والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعتبرها «إرهابية/تخريبية» وترفض مجرد الاعتراف بها، بل لفت إلى مسألة غاية في الأهمية (تمهيداً للإضاءة على ما فعله شارون في الانتفاضة الثانية/انتفاضة الأقصى/عام2000)، حيث أنّه خلال الانتفاضة الأولى «لم تدخل دبابة فلسطينية واحدة مدينة فلسطينية»، دون أن يعني ذلك بأنّ أساليب البطش والتعذيب والقتل وكسر أضلاع الأطفال وتدمير المنازل كان غائباً.. لكن أركان نظام الاحتلال «تعلّموا الدرس?.
ماذا فعل شارون؟
هنا يرصد المؤلف مسألة ذات أهمية خاصة عن كيفية تعلّم حكومة شارون الدرس: سارعَ شارون إلى استخدام أقصى درجات العنف لوأد الانتفاضة الثانية/2000, خوفاً من أن تقودها الأخيرة/كما الأولى إلى تقديم تنازلات إلى الفلسطينيين. وعليه قصفتْ طائرات/F16 نابلس وجنين ودخلت دبابات الاحتلال مخيم جنين والمُدن, وارتكبت المجازر بهدف منع الانتفاضة من الاستمرار والامتداد والتطور.
هو إذاً إيمان صهيوني مُطلق/وقديم بقدرة القوة على تحقيق كل شيء, وهو إيمان كان موجوداً زمن حكومات حزب العمل وتعزّز أكثر فأكثر خلال حكم الليكود منذ صعوده عام 1977، مُتزامناً ليس فقط مع تطوير قادة الجيش الإسرائيلي «عقيدة الضاحية» (تدمير ضاحية بيروت الجنوبية), بل الرفض المُطلق للقانون الدولي بذريعة رفض الذوبان العنصري/الإثني والديني لبلدهم». ما أثار إعجاب زعماء أنظمة التطرّف القومي كما يصِفها المؤلف، من أمثال زعماء الهند/البرازيل/بولندا والمجر، إذ غدت إسرائيل في نظرهم «قدوة» ومِثالاً في الحرب «ضد الإرهاب» خاصة ?ي عهد نتنياهو, الذي تحالف مع حكومات ومسؤولين «مُعادين للسامية», وفي الوقت ذاته عدم تورُّعه/نتنياهو عن اتهام كل من يُهاجِم الصهيونية بـِ«معاداة السامية».
..للحديث صلة.
kharroub@jpf.com.jo
ما هي أبرز تلك الظواهر؟
هنا يؤشر المؤلف إلى التحوّل المتسارع الذي شهدته إسرائيل كي تصبح دولة فاشية تسلطية عمادها القوة, حتّى على مواطنيها المُعارضين لسياساتها ودولة فصل عنصري، ما دفعه إلى اتّخاذ قرار بتأليف كتاب يُخصصه عن المجتمع الإسرائيلي حصرياً، مُستنداً إلى وقائع كثيرة وعشرات المقابلات التي أجراها مع مسؤولين وقادة رأي عام من اليهود, في إسرائيل والولايات المتّحدة وفرنسا، بادئاً سرد أحداث العام 2018 بما هي نقاط الذروة التي بلغتها التحوّلات الجذرية في إسرائيل, ليأتي قرار الرئيس الأميركي السابق ترمب القاضي نقل السفارة الأميركية إ?ى القدس, ليكسِر «تحفظّات» أو تردد الإدارات الأميركية السابقة في تطبيق قرار الكونغرس.. ما شكّل -نقل السفارة- الذي ترافق مع عدم اعتراض أي من العواصم العالمية أو «الإقليمية المؤثرة» عليه، شكّل «لحظة قوة» جمعت معاً شريكين يؤمنان بأنّ القوة, والقوة وحدها هي التي يجب أن توجّه سياسة بلديهما.
الإيمان بالقوة والاعتماد عليها ليس جديداً على السياسة الإسرائيلية يؤكد المؤلف, مُضيفاً فقد «تمّ الاعتماد عليها منذ قيام إسرائيل، لكن الجديد في الأمر هو تحوّل ذلك إلى شعار لدى الإسرائيليين»، فحواه «ما لا تحصل عليه بالقوة.. فلسوفَ تحصل عليه باستخدام المزيد من القوة».. جاء ذلك (يقول) التطور في نظرية استخدام المزيد من القوة إسرائيلياً تحت تأثير الشعور العالي بالثقة بالنفس, وبسبب عدم محاسبة للجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين..
ماذا عن «خلاصة تجربة» الاحتلال الإسرائيلي من الانتفاضة الفلسطينية الأولى؟
مثير ما يكشفه المؤلف ليس فقط إجبار تلك الانتفاضة الأولى حكومة تل أبيب على الاعتراف بـ/والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تعتبرها «إرهابية/تخريبية» وترفض مجرد الاعتراف بها، بل لفت إلى مسألة غاية في الأهمية (تمهيداً للإضاءة على ما فعله شارون في الانتفاضة الثانية/انتفاضة الأقصى/عام2000)، حيث أنّه خلال الانتفاضة الأولى «لم تدخل دبابة فلسطينية واحدة مدينة فلسطينية»، دون أن يعني ذلك بأنّ أساليب البطش والتعذيب والقتل وكسر أضلاع الأطفال وتدمير المنازل كان غائباً.. لكن أركان نظام الاحتلال «تعلّموا الدرس?.
ماذا فعل شارون؟
هنا يرصد المؤلف مسألة ذات أهمية خاصة عن كيفية تعلّم حكومة شارون الدرس: سارعَ شارون إلى استخدام أقصى درجات العنف لوأد الانتفاضة الثانية/2000, خوفاً من أن تقودها الأخيرة/كما الأولى إلى تقديم تنازلات إلى الفلسطينيين. وعليه قصفتْ طائرات/F16 نابلس وجنين ودخلت دبابات الاحتلال مخيم جنين والمُدن, وارتكبت المجازر بهدف منع الانتفاضة من الاستمرار والامتداد والتطور.
هو إذاً إيمان صهيوني مُطلق/وقديم بقدرة القوة على تحقيق كل شيء, وهو إيمان كان موجوداً زمن حكومات حزب العمل وتعزّز أكثر فأكثر خلال حكم الليكود منذ صعوده عام 1977، مُتزامناً ليس فقط مع تطوير قادة الجيش الإسرائيلي «عقيدة الضاحية» (تدمير ضاحية بيروت الجنوبية), بل الرفض المُطلق للقانون الدولي بذريعة رفض الذوبان العنصري/الإثني والديني لبلدهم». ما أثار إعجاب زعماء أنظمة التطرّف القومي كما يصِفها المؤلف، من أمثال زعماء الهند/البرازيل/بولندا والمجر، إذ غدت إسرائيل في نظرهم «قدوة» ومِثالاً في الحرب «ضد الإرهاب» خاصة ?ي عهد نتنياهو, الذي تحالف مع حكومات ومسؤولين «مُعادين للسامية», وفي الوقت ذاته عدم تورُّعه/نتنياهو عن اتهام كل من يُهاجِم الصهيونية بـِ«معاداة السامية».
..للحديث صلة.
kharroub@jpf.com.jo
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/24 الساعة 02:55