ملف العمال في قطر وكأس العالم.. من يصب الزيت على النار

مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/23 الساعة 18:38
مدار الساعة - وأنت في قطر لا تشعر بالفرق بين "مواطن" و"مقيم". هذا ما لا تجده بالطبع في كثير من الدول ومنها خليجية.
لقد ارتقت قطر في حمايتها الاجتماعية لجميع الفئات ومنهم العمال حتى بدت امامها دول اوروبية نفسها مقصرة سواء في ملف الحد الادنى للاجور او غيرها.
ما يثير الاعجاب حقا ان النماذج الأوروبية التي وضعتها قطر لنفسها كان على رأسها ألمانيا وهو ما يعني ان يكون العامل محمياً برعاية صحية ونقود وراتب تقاعدي.
في الحقيقة هذا ما أشار اليه الممثل السامي للعلاقات الخارجية والسياسات الأمنية في الاتحاد الاوروبي في تقرير خاص حول "حقوق الإنسان والديمقراطية في العالم 2021"، وهو يتحدث عن أبرز المنجزات التي تحققت في قطر.
التقرير نفسه أشار الى منجزات كثيرة تحققت، على رأسها إلغاء نظام الكفالة، واعتماد قرار الحد الأدنى للأجور لكل العمال في قطر الذي دخل حيز التنفيذ.
هي إنجازات وضعت قطر بصفتها النموذج الأول في منطقة الخليج العربي، التي تسمح لجميع العمال بتغيير وظائفهم قبل انتهاء عقودهم من دون الحصول على موافقة صاحب العمل. تخيلوا.
كل هذا أغمض عينيه من يراقب نجاحات قطر ويسيئه ذلك. لكن الدوحة لا تعبأ الا بالنجاحات. ومن النجاحات كذلك في ملف حقوق الانسان، آليات الصحة والسلامة في أماكن العمل، واستحداث صندوق لدعم وتأمين العمال، اللجان العمالية المشتركة التي من شأنها تنظيم المفاوضات الجماعية في الشركات وتمثيل العمال، وغير ذلك.
إنها إصلاحات لا يطيب للكارهين رؤيتها لكن من يكترث بهم. فنحن نتحدث عن دولة تعرف ما تسير اليه وتحترف الوصول له.
ويعتبر ملف العمالة في قطر من أكثر الملفات حساسية في منطقة الخليج؛ لما يحمله هذا الملف من شائعات وأقاويل استخدمت للضغط على الدوحة من جانب سياسي واقتصادي، أو ضغوط أخرى خاصة باستضافتها مونديال 2022.
إنها الدولة الرائدة على مستوى المنطقة، وعلى حد وصف تقارير عمالية عالمية فإن الدوحة الرائدة من حيث حجم مشاركة العمال في الحوار المجتمعي، وسهولة تنقل العمالة، وقانون العمل، والتعاون الدولي، والشفافية.
على اية حال نحن نتحدث عن نجاحات سنراها متوجة بكثير من البهجة مستقبلا. لكن دونا من كل ذلك واسمحوا لنا الاستمتاع لما سنراه في الدوحة في مونديال 2022 فهو ما يغيظ البعض. نجاح قطر به.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/23 الساعة 18:38