جدري القرود ينتشر في 14 دولة
مدار الساعة -توقع علماء بريطانيون استمرار ارتفاع حالات الإصابة بمرض جدري القرود خلال الأيام المقبلة، حيث يتم تعقب المزيد من المصابين من قبل السلطات الصحية في مختلف دول العالم، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية، الأحد 22 مايو/أيار 2022.
خبيرة الأمراض الناشئة في جامعة كامبريدج، شارلوت هامر قالت إنها متأكدة أن العالم سيشهد زيادة حالات الإصابة بمرض جدري القرود.
سبب انتشار الفيروس
هامر أرجعت سبب الانتشار إلى سعي السلطات الصحية في دول العالم للبحث بنشاط عن الحالات التي تعاني من أعراض خفيفة ولم يتم اكتشافها، بالإضافة إلى أن فترة حضانة جدري القرود تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع، لذلك من المحتمل أن تحدث إصابات جديدة بين أولئك الذين كانوا على اتصال مبكر بحالات التفشي الأولى.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و28 حالة يشتبه في إصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضواً لا يتوطن فيها الفيروس.
هامر أضافت أن العلماء يواجهون خيارين "إما أن الفيروس مختلف بطبيعته الآن أو ربما تغيرت قابليتنا له، وبدلاً من ذلك، قد يكون الأمر أننا واجهنا عاصفة كاملة من الظروف التي سمحت للفيروس بالانتشار بهذه الطريقة، وأعتقد أن السيناريو الأخير هو الأكثر احتمالاً".
كما أشارت هامر إلى أن أحد الاحتمالات هو أن تأثيرات اللقاحات الجماعية السابقة ضد المرض آخذة في التلاشي، مما يترك الكثير من الناس بلا حماية ضد هذا الفيروس.
ومرض جدري القرود يعد من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط إفريقيا، وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق، لذلك يمكن احتواؤه بسهولة نسبًيا من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة.
الاختلاط المباشر سبب الإصابة بالفيروس
من جانبه، قال ديفيد هيمان، رئيس المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية، لوكالة رويترز، إن المفهوم العملي لمنظمة الصحة العالمية المعتمد على الإصابات التي تم تسجيلها حتى الآن، هو أن التفشي الحالي ناجم عن الاتصال الجنسي.
وأكد هيمان أن الاختلاط المباشر هو الوسيلة الرئيسية لانتقال الفيروس لأن الطفح الجلدي المصاحب عادة للمرض معدٍ للغاية، مشيراً إلى أن الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى معرضون للخطر وكذلك العاملون الصحيون؛ وهذا هو السبب في أن بعض الدول بدأت في تطعيم الفرق التي تعالج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري.
وبحسب هيمان، فإنه يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال ملامسة البثور الجلدية أو لعاب شخص مصاب، وكذلك من خلال المخالطة والاستعمال المشترك للفراش أو المناشف.
ويسبب الفيروس حمى وآلاماً بالجسم وقشعريرة وإرهاقاً لدى معظم المرضى. ويمكن للأشخاص الذين يعانون من الحالات الشديدة أن يصابوا بطفح جلدي وبثور في الوجه واليدين وأجزاء أخرى من الجسم، وفقاً لبيان منظمة الصحة العالمية.
جدري القرود في 14 دولة
وخلال الأيام الماضية، رُصدت حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، ما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس.
إذ أعلنت بلجيكا فرض الحجر الصحي الإلزامي لمدة 21 يوماً ضد جدري القرود بعد أن أكدت 14 دولة الآن تفشي المرض الفيروسي، وفقاً لصحيفة ديلي ميل البريطانية، الأحد 22 مايو/أيار 2022.
وقالت السلطات الصحية البلجيكية إن الذين أصيبوا بالفيروس سيضطرون الآن إلى عزل أنفسهم لمدة ثلاثة أسابيع، بعد تسجيل ثلاث حالات في البلاد.
وفي إسبانيا أعلنت السلطات الصحية الأحد 22 مايو/أيار تسجيل 31 إصابة مؤكدة بـ"جدري القرود"، فيما بقيت 40 حالة أخرى قيد التحقيق.
وقال وزير الصحة بالعاصمة مدريد إنريكي رويز إسكوديرو، في تصريح صحفي، لقد "تم تسجيل 30 حالة مؤكدة بالفيروس، فيما تقوم السلطات المختصة بالتحقق من 40 حالة أخرى".
كما أعلنت سويسرا، السبت 21 مايو/أيار، تسجيل أول إصابة بجدري القرود في العاصمة برن.
إذ قال المكتب الفدرالي للصحة العامة، في تغريدة، إن جدري القرود يعد مرضاً بسيطاً، وأوصى من تظهر عليه الأعراض بمراجعة الطبيب.
وبإعلان سويسرا تسجيل أول إصابة، بلغ عدد الدول التي انتشر فيها المرض 13.
وفي منطقة الشرق الأوسط، أعلنت إسرائيل السبت 21 مايو/أيار 2022 تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود، وتوقع المسؤولون احتواء المرض.
الحالة كانت لرجل في الثلاثينات من عمره عاد من رحلة في غرب أوروبا، وفقاً لمركز تل أبيب الطبي سوراسكي (إيخيلوف) حيث يخضع للحجر الصحي ويعاني آلاماً بسيطة