الزيود يكتب: تيسير عطية ومنصور العبدالله
قبل قليل قرأتُ نعي الفنان الأردني تيسير عطية ، الذي غاب عن شاشتنا منذ عشرين عاما ، حيث أنا من جيل كان يتابعه جيدا في مسلسلاته وبرامجه على شاشة تلفزيوننا الأردني، ربما أستذكر دوره في مسلسل " الطواحين" وهو من روائع الثنائي المبدع؛ محمود الزيودي كتابة وسعود الفياض خليفات مخرجا .. في المسلسل الذي أنتج عام ١٩٨٥ يمثّل الشاب منصور العبدالله ( تيسير عطية) قوة التعليم والوعي في مجتمع قرية الطواحين الذي يحاول أن يلحق بالتغيير والتحديث والمدنية الزائفة ، عملت الحجة رضوة ( جوليت عواد) على مقاومة تيّار الثراء السريع والداعي لبيع الأرض الزراعية والتحوّل للمجتمع الإستهلاكي، وبيع "العقد" البيت التراثي في القرية كناية لبيع الجذور ، هذا التيار الجديد والذي صنعه المال والسلطة يتزعمه التاجر والمقاول سمران ( زهير النوباني) والذي يخطط له مدير أعماله وجيه ( إبراهيم أبو الخير) في تدمير وتحويل المجتمع وإخضاعه. بالنهاية يدفع منصور العبدالله الشاب المثقف حياته ثمنا لتيار الوعي في مجتمع يحابي التاجر والسمسار والمقاول ، ويقف مستسلما ومتفرجا على من يسرقون مستقبله ومستقبل أولاده .
يغيب تيسير عطية اليوم ولم يستذكره إلا زملاءه الفنانين على صفحاتهم ، ووزارة الثقافة تذكره اليوم بخجل "رفع عتب" ، يغيب كما غاب منصور العبدالله في الطواحين وترك كل هذا الخراب لتجار السلطة الجدد الباحثين عن الأمجاد على كومة قش وفساد وفقر الناس .
رحم الله تيسير عطية .