ما علاقة القادم إلى المنطقة بتقييد تحركات الأمير حمزة.. ولمَ تحمّل الملك كل هذا الوقت

مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/19 الساعة 20:08
مدار الساعة – كتب: محرر الشؤون المحلية - (لا نملك ترف الوقت للتعامل مع هذه الروايات؛ فأمامنا الكثير من الأولويات الوطنية والتحديات التي يجب أن نواجهها بشكل سريع وصارم) 21 كلمة تكشف الأسباب الكامنة وراء طي الأردن صفحة الفتنة بعد استجابة الملك، أخيراً، الى التوصيات التي قدمها المجلس المشكّل بموجب قانون الأسرة المالكة، بتقييد اتصالات الأمير حمزة وإقامته وتحركاته التي رفعها المجلس للملك عبدالله الثاني منذ الثالث والعشرين من شهر كانون الأول الماضي.

هنا يحق للأردني السؤال: لِمَ الآن الاستجابة، فيما كانت التوصية في الثالث والعشرين من شهر كانون الأول الماضي؟

الإجابة في أن مقام المنطقة تطلّب مقالاً مغايراً عما كانت عليه الأمور قبل أشهر.

لهذا، ربما من الفطنة الانتباه الى وجود خيط رئيسي، يصل الرسالة الملكية الموجهة الى الأردنيين حول الأمير حمزة، ومقابلة الملك الصحفية الأخيرة خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية.

بالطبع هناك معطيات داخلية ومنها اغلاق خض الماء الذي انشغلت فيه فئات أردنية داخلية وخارجية حاولت رسم مشهد كان الناظر إليه يدرك انه غير بريء، لكن يبقى المشهد الخارجي من الأسباب الرئيسية التي يجب النظر إليها، بعد ان استنفدت الجهود الملكية كل محاولات المعالجة الهادئة قبل الحسم.

الإرادة الملكية التي طوت ضمنياً ملف "الفتنة" الشهير والطلب من الأردنيين جعله خلف ظهورهم والاقبال على بناء المملكة، تقاطعت مع ما كشفته المقابلة الملكية مع الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر عن التحديات التي تواجه المنطقة بأسرها خلال الأشهر القليلة القادمة، والرغبة الملكية في التركيز عليها، فالمملكة لا تملك "ترف الوقت للتعامل مع الروايات" التي يقدمها الأمير حمزة.

بوضوح قال الملك: أمامنا الكثير من الأولويات الوطنية والتحديات التي يجب أن نواجهها بشكل سريع وصارم.

أول هذه التحديات الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والضفة الغربية ما يفرض على الأردن مشهداً ضخماً.

وإضافة الى تموضع الأردن لمواجهة ما يجري في فلسطين المحتلة؛ نجح الأردنيون سابقاً في الحصول على ضمانات روسية بابتعاد الميليشيات في سوريا عن حدوده، لكن انفجار ازمة أوكرانيا والتقديرات التي تتحدث عن انسحاب روسي بشكل مفاجئ من بعض المناطق في جنوب سوريا من دون تنسيق مع الأردن يبدو انه يقلق الأردن ذلك ان هذه الميليشيات لن تفوّت الفرصة وستنتشر بسرعة البرق على الحدود مع الأردن، وهو ما يعني خطراً حقيقياً على الامن الأردني برمته.

إعادة الانتشار الأردنية التي يبدو انها اتخذت في اغلاق آخر أوراق ملف الفتنة نهائياً وذلك بهدف رص صفوف الجبهة الداخلية ودعمها والحاجة المستمرّة لمعالجة الاختلالات وسدّ الثّغرات، وعدم السماح لأي كان إحداث أي حالة شغب فيها.

صحيح ان مشروع التغيير الديمغرافي في سوريا الذي أُنفقت عليه المليارات وعشرات آلاف الضحايا ينتهي، لكن شعور المليشيات بنهايتها قد يدفعها الى التقدم بخطوات متهورة، وهو ما عزز سرعة صانع القرار الأردني لاتخاذ ما من شأنه تمتين جدار الجبهة الداخلية تحضيرا لاي طارئ خارجي جديد.

يدرك الأردنيون ان الجبهة الجنوبية السورية مع الأردن جبهة مهمة جداً بالنسبة لجميع الأطراف وعلى رأسهم الاحتلال أولا والميليشيات المنتشرة في سوريا ثانيا، لهذا فمن المهم "التماسك والوئام والانتصار على التحديات، مهما عظمت".

مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/19 الساعة 20:08