عن التكريم الملكي لشيرين أبو عاقلة
أكثر من مرة كتبت أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو خير من يعبر عن إرادة شعبه ونبض هذا الشعب، خاصة في اللحظات والمفاصل التاريخية، وكثيرة هي الأدلة العملية الملموسة على هذا الذي نقوله، منها قرار جلالته بحماية الأردن من تداعيات ما سمي بالربيع العربي خاصة في طبعته السورية، ومنها أيضاً قرار جلالته بعدم تجديد اتفاقية الباقورة والغمر، ثم قرار جلالته بضرورة استغلالهما بما يعزز أمننا الغذائي، ومن الأدلة الفارقة عن تعبير جلالته عن نبض شعبه، بل وأمته موقف جلالته من صفقة القرن ودوره في إفشال هذه الصفقة، رغم ?ل الضغوط والمغريات التي تعرض لها جلالته، بل والأخطار التي واجهها جلالته بشجاعة وحنكة لإفشال هذه الصفقة، تعبيرا من جلالته عن نبض شعبه من جهة، ووفاء لإرثه الهاشمي، فهو سليل مفجر ثورة العرب الكبرى الذى ضحى بعرشه كي لا يفرط بفلسطين وحقها بالحرية، ليصعد بعد ذلك ابنه عبد الله الأول ابن الحسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية شهيداً على عتبات المسجد الأقصى تاج القدس عاصمة فلسطين الأبدية وها هو عبد الله الثاني يحمل هم قضية فلسطين وملفاتها وهموم أهلها وتطلعاتهم وأولها إقامتهم لدولتهم المستقلة الحرة وعاصمتها القدس على?كاهله، ويكاد يكون القائد الوحيد الذي تشغله قضية فلسطين ويجعل ملفها مفتوحا في كل المحافل، رابطا السلم العالمي بحل قضية فلسطين.
في هذه السباقات نفهم ما قام به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين تجاه الشهيدة شيرين أبو عاقلة، عندما قدم جلالته بنفسه التعازي لأسرتها باتصال هاتفي مع شقيقها، وجلالته يعبر بذلك وبحكم موقعه الدستوري عن موقف كل الأردنيين والأردنيات، ولأن جلالته وكما عرفناه قائد عملي صاحب رؤية استراتيجية، لم يكتف بالتعزية، بل أردفها بتوجيهاته السامية باستحداث منحة دراسة ماجستير في الإعلام باسم شرين ابو عاقلة، تخليداً حقيقياً من جلالته للشهيدة شيرين ولكل ما تمثله من مهنية، ومن مقاومة لظلم المحتل.
وجلالته بتكريمه للشهيدة شيرين يلقن حجراً لكل دعاة الفتنة، الذين يطلون برؤوسهم عند كل حدث من شأنه أن يوحد الأمة، ويظهر أجمل ما فيها من معان.