مجرد أسئلة

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/09 الساعة 01:56
التأمل في مجريات الأحداث في مجتمعنا يفرض على المتأمل جملة من الأسئلة، التي تحتاج إجابات حاسمة، تساعد في خروجنا مما نحن فيه، من ذلك على سبيل المثال أننا جميعاً نكثر من الحديث عن الإصلاح، وننادي به، وهو حديث يكاد يكون محل إجماع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماهو نموذج الوطن والمجتمع الذي نسعى إلى الوصول إليه من خلال عملية الإصلاح؟ خاصة وأن المشاهدة والتأمل والقراءة حول ما يقال عن الإصلاح كلها تقول أنه مامن فريق من دعاة الإصلاح يمتلك تصوراً متكاملاً عن النموذج الذي يريده للمجتمع والدولة التي نريد الوصول إليهما عبر عملية الإصلاح؟ ومثلما أنه ما من فريق يمتلك تصوراً للنموذج الذي يريد، فإنه أيضاً ما من فريق يمتلك تصوراً متكاملاً لأدوات ووسائل الوصول إلى النموذج الذي يريد، وهذا هو السؤال الأول: أي إصلاح نريد وأي نموذج نريد الوصول إليه، وماهي الوسائل والأدوات التي يجب أن نعتمدها لتحقيق هذا الإصلاح؟ • سؤال ثانٍ يطرح نفسه من القراءة والمشاهدة والتأمل في واقعنا وهو مرتبط بالسؤال الأول وهو كثرة استخدام مصطلح الوطن والوطنية والمشروع الوطني، ومثله مصطلح الإسلام والإسلامي، ومحاولة بعض الناس احتكار هذه المصطلحات لهم وإطلاقها كصفات يتصفون بها دون غيرهم والسؤال هو: ماهو مقياس الوطنية والإسلامية اللذان تحاول بعض الأحزاب وبعض التيارات بل وبعض المشاريع التجارية أن تحتكرهما لنفسها؟ وكأن من هو خارج هذه الأحزاب والتيارات ومن هو غير شريك في هذه المشاريع ليس وطنياً، وليس مسلماً مما يستدعي منا تجديد الدعوة إلى منع التسميات التي تربط المفاهيم المشتركة للناس جميعاً بمشاريع محدودة وهذا يقتضي أن لا يكون لدينا أحزاب أو مشاريع تجارية تحمل لقب الوطني أو الإسلامي لأن الوطن للجميع ولأن الدين لله. • سؤال ثالث يفرضه التأمل في واقعنا والقراءة في هذا الواقع ونحن نرى القومي واليساري يعمل في مؤسسة إمبريالية أميركية، تسعى إلى نشر قيم ومفاهيم الإمبريالية في مجتمعنا. ونرى إسلامياً ومتأسلماً يتحالف مع ملحد ومع إباحي ويعمل على نشر مفاهيم تتناقض مع تعاليم الإسلام والسؤال هو: كيف يبرر هؤلاء و هؤلاء تناقض سلوكهم مع أقوالهم، وممارساتهم مع شعاراتهم أم هو الزيف الذي يطبع حياتنا فيجعل باطنها غير ظاهرها؟ • سؤال رابع يفرضه التأمل في واقعنا وخطابنا هو: ماسر كل هذه الكراهية، والحقد والحسد، واغتيال الشخصية التي تعج به أحاديثنا، وتزدحم به مواقع التواصل الاجتماعي في بلادنا، التي صارت وسيلة تقطيع للأواصر، جراء خطاب الكراهية التي تعج بها، والتي لم يسلم من آذاها أحد. والسؤال المطروح هو: من أين مصدر كل هذه الكراهية؟ ومن هو الذي ينشر كل هذه الإشاعات والأقاويل عن شخوصنا ومؤسساتنا؟ هل هو مصدر محلي معروف لدينا، أم أننا ننساق جميعاً وراء مراكز غير محلية صارت متخصصة في ضخ خطاب الكراهية وفي نشر الإشاعات التي تدمر من الصفوف وتصب الزيت على نيران الطائفية والمذهبية والعرقية والجهورية؟ • سؤال خامس مرتبط ارتباطا مباشرا بالعيد وبما سبقه من بعض الأحداث، التي وقعت في رمضان ومنها حكاية فرقة «ليلى»، التي صارت مقرراً سنوياً على الأردنيين، بما يثور حولها من جدل نعتقد أنه يريد إيصالنا إلى نتيجة مقززة هي ترويض الأردنيين نفسياً وذهنياً للقبول بالشذوذ والاعتراف به اعترافاً قانونياً، بعد أن توفر الاعتراف الواقعي به، هذه واحدة أما الثانية فهي الخلاف الحكومي الذي تبرزه كل سنة فرقة «ليلى» ففي العام الماضي ومثله العام الحالي هناك من دافع في دوائر الدولة عن الشذوذ وطالب بالسماح لفرقته بأن تصدح في أجواء عمان، وهناك من انحاز إلى منع ذلك والسؤال هو: ماهي مرجعية القرار الحكومي في بلدنا خاصة على الصعيد القيمي والثقافي، مجرد سؤال من مئات الأسئلة التي يثيرها التأمل في واقعنا؟. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/09 الساعة 01:56