النفط في الأردن!
في كل مرة يطل علينا مجموعة من الخبراء يؤكدون في تصريحات مختلفة وجود كميات كبيرة من النفط، غير أنها سرعان ما تواجه بنفي مطلق اما من خبراء مثلهم او من قبل جهات حكومية مختصة تثبت عكس ما يقولون تماماً، ما يجعلنا دائما في حالة استفهام حول من نصدق واين الحقيقة؟
إذا ما اتبعنا المنطق والواقع وما نعيشه من ظروف اقتصادية صعبة بسبب التحديات الجمة التي نعيشها فاننا بالتأكيد لن نصدق ان هناك نفطا في المملكة وبالكميات التجارية التي يتحدث عنها الخبراء، وذلك مدفوعا بجملة من الاسئلة واولها لماذا لا تريد الحكومات والدولة استخراجه ونحن في أمس الحاجة اليه؟، وما سر الانتظار وراء تأخير استخراجه؟، وما هو السبب الذي يمنعنا من استخراجه والتنعم في الخير الذي سيدره علينا كما في الدول التي يوجد فيها هذا المورد الطبيعي؟، وكل هذه الاسئلة وما ستحصل عليه من اجابات استنتاجية او من خبراء او م?للين ستجدها غير مقنعة امام ما قد ينعكس على واقع الدولة وشعبها عند استخراج هذا المورد المهم ان وجد اصلا.
الحقيقة انني ومنذ كنت طفلا وانا اسمع ان الاردن يعوم على بحر من النفط، غير ان هناك من يمنع استخراجه ويقف امام حصولنا عليه، وها انا اليوم في الاربعين من عمري وما زلت اسمع نفس الحديث وتلك الحجج غير الواقعية لعدم انسجامها مع واقع وظرف اقتصادي نعيشه منذ سنوات ونحاول في كل السبل ان نتخطاها معتمدين في ذلك على مواردنا البشرية المؤهلة والواعية والمتعلمة والتي انعم الله علينا فيها بدلا من النفط وغيره من الثروات.
مؤخرا سمعنا ان مجموعة من الخبراء قد اكدوا ان هناك ما يقارب 100 مليار برميل من النفط في المملكة وهذه كمية كبيرة جدا بل انها تجعلنا من اكبر الدول انتاجا لهذه المادة، غير ان السؤال اين تلك الكميات ولماذا لا تظهر معالمها الا امامهم وحدهم ولماذا تغيب عن اعين الدولة او الشركات العالمية التي تنقب، والاهم من ذلك كله لماذا نضع جهودنا في آبار ما زال انتاجها لا يكفي 10% من احتياجات المملكة، بينما مليارات البراميل ما زالت تصرخ تحت اقدامنا تدعونا الى استخراجها؟، والاهم من ذلك كله من يمنع استخراجها واين توجد بالتحديد؟، ?لماذا دائما يترك مكان تواجدها في اماكن كثيرة من التضاريس ولا تحدد؟
محاولات حكومية مضنية وكثيرة تبذل في سبيل ايجاد بصيص امل في البحث عن كميات تكفينا فقط لا لكي نتاجر فيها ونحقق من ورائها عوائد كبيرة، غير انها مازالت تصدم بحقائق ان النفط غير موجود وان وجد فاما ان يكون غير تجاري او بكميات لا تستحق تكاليف البحث والتنقيب، وهذا ما بدأ به الاردن منذ سنوات بحفر بئري حمزة والريشة وها هو يعلن عن التوجه الى حفر آبار في مناطق السرحان والجفر للتأكد من وجوده وان وجد من جودته والكميات التي تتواجد فيها.
ختاما، ما بين سعي الحكومات المستمر للبحث عن هذا المورد المهم والجهود الكبيرة التي لم تثمر حتى الآن في ايجاد الكميات الكبيرة التي يتحدث ويصر عليها الخبراء ويؤكدون تواجدها بكميات كبيرة، سنستمر نحن المتابعين والمنتظرين في التفاؤل إلى ان تسفر تلك الجهود والآراء في ايجاد الحلم الذي لم يفسر بعد.