حدادين تكتب عن ذكرى النكبة

رانيا حدادين
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/15 الساعة 12:28
اليوم هو يوم الذكرى الكبرى للشعب الفلسطيني، ذكرى حولت مصير شعب للمجهول بحينها ومع مرور الزمن اصبح الواقع تراجيديًا اكثر فكل يوم نستيقظ على واقع بحجم الذكرى يهز الكيان الانساني قبل اي هوية.
فما زال حاضر النكبة ممتداً ومفتوحاً على مدى الزمن ولا نحتاج ان نذكر المأساة فقد جسدت النكبة بوفاة شيرين أبو عاقلة كإشارة اننا ما زلنا نعيشها الان لكن بمعايير مختلفة وما زلنا نقاوم ونرفض تقبل الحقيقة ونتائجها .
السؤال هل نسينا ام تعودنا ان ننسى؟ هل الذاكرة امتلأت بالمآسي والوجع اما تعبنا ونحتاج لفسحة من السعادة على ارض سلبت منها ادنى معايير حقوق الانسان وهو الامان المجتمعي، وهل هناك حقوق انسان وبداخل السجون طفل فلسطيني لا يدرك لمَ اعتقل وأي ذنب اقترف ومن الممكن أيضاً انه لا يعلم ما هو تاريخ النكبة فقط اصبح على واقع وجد فيه الحجر اماناً لقلبه وتعلم ان الصوت العالي بوجه العدو قوة مع انه بعلم النفس ضعف ليس القلب لكن العقل الباطني الذي يرفض الخوف والاستسلام واه يا وطن سلب منه الامان لمجرد انه قطعة مقدسة، رغم ان القداسة كما تعلمنا من الاديان وزرعوا فينا اهم عنصر للامان الداخلي.
غسان كنفاني ومحمود درويش والكثير من الادباء والكتاب كتبوا لفلسطين، بل قدّموا ارواحهم لفلسطين" بوعي ثوري مدرك كيف يشحذ الهمة غابوا عن الشارع وتركوا للسلام فسحة امل، قسمت الارض وقسمت الفصائل واهتزت القضية وتشعبت بين ابواق السياسيين الذي يرى كل منهم التحرير والسلام بمعايير مختلفة حتى النضال أصبح مختلفاً، لا ادري ماذا اكتب هل عدت لفوضى الحواس بداخلي هل هذا ما فعلته شيرين ابو عاقلة بداخل كل عربي قومي؟ باغتيالها؟ هل اغتيلت ام اغتالت قلوبنا برحيلها …
غسان كنفاني كتب فلسطين ضمن مجموعة أسئلة، باحثاً عن اجابات اصبحت ادركها الان لم يكن ينتمي لليبرالية الفكرية لكن كان مدرسة من حث الانسان على اثارة الفكر والوعي يتبع ما يمليه عليه احساسه اي الشعور ، اي الاخر اي تجسيد للإنسانية بالمقام الاول ، فالكتابة لمن يدرك هي اول فتيل الحروب وهي من حاربها كبار السياسيين وهي حجر الاساس بتنظيم الشعوب او اثارتهم.
عندما نقرأ الواقع الفلسطيني اليوم بصموده وانكساراته النفسية والاجتماعية نشاهد المأساة غير المعلنة لا يلمسها الا من عاش بين هذا الشعب العظيم، تعداد الهوية، اختلاف الاوطان، تغريبة الشعب اجحاد البشرية، قيود الحدود المحلية والدولية، غضب المحتل، عنفوان الشباب، القهر، التسامح، السماح، السلام المأزوم،
هذا ما تبقى من غسان الذي كان واعياً ومدركاً للحاضر والمستقبل جسدها بكتاباته من اول التغريبة الى زمننا هذا من خلال إرثه الثقافي والثوري، فكلما اعدنا القراءة بكتبه اكتشفنا فيها ما لم نفهمه من قبل واقعنا الحالي، وكلما اشتدت قبضة الاحتلال وجدناه ضعيفاً يحتاج لقوة طفل فلسطين يصرخ بخوف القوة دون ان يعلم هذه هي نكبتنا وانتصارهم لا ادري من الخاسر الاكبر هنا الواقع الحقيقي ام الواقع المبطن خلف السلاح المدجج .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/15 الساعة 12:28