المعارضة السورية ترفض الاتفاق (الأردني الأمريكي الروسي) جنوب سوريا
مدار الساعة - أبدى "وفد الفصائل العسكرية إلى أستانة" قلقاً كبيراً تجاه الاجتماعات والتفاهمات ما بين روسيا والأردن وأميركا، لعقد اتفاق في الجنوب السوري، مطالباً قادة الجبهة الجنوبية بـ"سحب الخرائط المسلّمة من قبلهم في عمّان، والتعاون مع إخوانهم في الشمال السوري".
وقال الناطق باسم وفد الفصائل إلى أستانة أيمن العاسمي: إن هذا الاتفاق يعني فصل جنوب سورية عن بقية البلاد، وإقامة ما يشبه الحكم الذاتي فيه، وهذا أمر خطير يحدث لأول مرة في تاريخ الثورة السورية.
وأوضح الوفد، في بيان له اليوم السبت ، أنّ "هذه الدول تسعى لتقسيم المعارضة إلى قسمين، كما تكرّس القبول بالوجود الإيراني في ما بعد المناطق العازلة المحددة بـ40 كم، والمتاخمة للحدود السورية مع فلسطين المحتلة والأردن، وتقبل بفتح معبر نصيب أو معبر آخر في السويداء لنظام الأسد".
فيما استنكر بيان الفصائل "إهمال الأطراف المجتمعة في عمّان لواقع القصف الهمجي ضد درعا، والذي ما كان سيتوقف، ولو بشكل مؤقت، لولا ضغط الحكومة التركية في مساندة منها لوفد الثورة لتلبية مطالبه قبل المشاركة في أستانة، كما طالب الأطراف الراعية لمفاوضات جنيف باتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالانتقال السياسي والشأن الإنساني، وبالخروج من حالة الاستعصاء التي تمضي على دم الشعب السوري وسط صمت مخز للمجتمع الدولي".
وأشار إلى أنّ "المعارضة شاركت في أستانة 5 لإفشال خطة النظام وإيران بإبادة إدلب، وحرق الغوطة، وتدمير درعا، وفرض مصالحات القهر والقتل والإذعان لإنهاء الثورة، وإفشال مخططات أطراف أخرى تسعى لتعطيل وقف إطلاق النار لإطالة أمد الصراع واستنزاف وتدمير ما تبقى من سورية، وتفويت فرص ومحاولات فرض ملفات التسوية السياسية والقضايا الدستورية في جولات أستانة وتركها لمكانها في جنيف".
وجدّد تأكيده على "أن إيران دولة مجرمة محتلة لسورية تنفذ مشروعاً طائفياً توسعياً يقوم على تهجير الشعب السوري أو إبادته لتغيير الديموغرافيا، ولا يمكن القبول بها طرفاً ضامناً أو راعياً، والاتفاق الموقع بهذا الشأن لم يوقع الوفد عليه، وقد أبرم ما بين عدد من الدول لتحميل إيران مسؤولية قانونية دولية جزائية ومدنية تجاه خروقات المليشيات الضامنة لها".
وفي ردّها على البيان المذكور، استنكرت فصائل "الجبهة الجنوبية" مشاركة المعارضة بأستانة 5، مشيرة إلى أنّ "المؤتمر لم يصدر عنه أي اتفاق أو إنجاز يحقق أي تخفيف تصعيد"، منوهة إلى استمرار النظام استهداف الغوطة الشرقية ودرعا خلال اليوم الأول للمؤتمر، وفق العربي الجديد.
وأوضحت الجبهة، في بيان، أنها "لم تشارك في المؤتمر بقرار داخلي صادر عن الفصائل التي تدافع عن أرض سورية"، موضحة أنها "قاطعت مؤتمر أستانة 3 "لأن مدينة حلب كانت تحت الحصار والقصف، وبهذا الموقف تثبت عدم تفريقها بين الشمال والجنوب".
وعن اتفاق الهدنة بين أميركا وروسيا في الجنوب، قالت إن تحقيق وقف إطلاق النار "لا ينتج إلا بقرار من الفصائل الحقيقية صاحبة الكلمة الفصل التي أجبرت إيران وروسيا والنظام على الاعتراف بهزيمتهم على الأرض". بحسب البيان.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني اعلن مساء الجمعة، أنه تم الاتفاق بين الاردن والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية على ترتيبات لدعم وقف اطلاق النار في جنوب غرب سورية.
وقال المومني أنه ووفقا لهذه الترتيبات التي تم التوصل إليها في عمان، سيتم وقف اطلاق النار على طول خطوط تماس اتفقت عليها قوات الحكومة السورية والقوات المرتبطة بها من جانب، وقوات المعارضة السورية المسلحة.
واتفقت الأطراف الثلاثة على ان يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول الى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الانسانية الى هذه المنطقة المحورية في سورية.