على الجيش الصهيوني أن يقتل جميع الفلسطينيين
اليوم بعد أن رأى العالم كله الجريمة البشعة ضد المراسلة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة برصاصة مباشرة اختارها قناص صهيوني حاقد تظهر من جديد جرائم الدولة المحتلة ضد المدنيين بلا تفريق، فقد قتلوا أكثر من خمسة وخمسين صحفياً في فترات سابقة دون أن يعاقب أي جندي، بل تتم تغطيتهم قانونيا اعتمادا على قانون الجيش لحماية الجنود من المساءلة، ليس الفلسطينيون فحسب بل من ضحاياهم صحفيون أجانب وناشطون سلميون.
ورغم أن أبو عاقلة تحمل الجنسية الأميركية فلن تشفع لها أي عدالة كما من سبقها، فقد داهمت قوات الاحتلال منزل ابو عاقلة في القدس ومنعت وضع العلم الفلسطيني والأناشيد الوطنية عقب ساعات من استشهادها.
هذا هو الدور الذي تلعبه قوات الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من سبعين عاماً في قتل العرب المجردين من السلاح منذ انطلاقهم كجيش منظم عقب إعلان نشوء الكيان الإسرائيلي 1948، فقد قتلوا السكان العرب بدماء باردة، ودفنوهم تحت الأرض وتحت أنقاض بيوت الضحايا العرب في حيفا ويافا واللد والرملة وطولكرم، وما زال هناك شهود تائبون تحدثوا عن مشاركتهم في تلك الجرائم البربرية ومنهم عجوز كان يبكي وهو يتحدث عن مشاركته في قتل أطفال ونساء وشيوخ لم يكونوا يملكون أي سلاح، لقد قال لا استطيع أن أتخيل اليوم كيف أنني شاركت في جرائم ضد سكان البلاد التاريخية وهم عُزل ولا حول لهم.
مشكلة المستعمرين اليهود أنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ وماتعرضو له من قبل شعوب أوروبا التي طردت خلال القرون السابقة من فرنسا وبريطانيا وشمال أوروبا تماما، قبل أن يسمحوا لهم مجددا بالعودة فيها، حيث أن الصهيونية لا تستطيع العيش إلا على مآسي الشعوب التي تجاورهم أو يعيشون معها، ليس المؤامرات والدسائس فقط بل بمعايير الاقتصاد والتجارة التي يتحكمون بها منذ سنين طويلة، ورغم أن كبار العلماء في جميع المجالات العلمية والحيوية يأتون من ذلك العرق ، فهم كالفيروسات التي لا تترك جسما سليما إلا وتحاول إفساده. لذا رأينا كيف سارع رئيس الحكومة نفتالي بينيت للدفاع عن الجنود الصهاينة الذين يقتحمون مخيم جنين، ويرفض الاعتراف بأن جيشه هو من قتل أبو عاقلة بدم بارد ونية مبيتة، تماما كما يستهدف النشطاء الفلسطينيين والمقاومين والمشتبه بهم، فهم يقتلونهم استباقيا دون أي تحقيق أو محاكمة ويراقبونهم على مدار الساعة ويقيمون فوق الأراضي الفلسطينية سحابة من التنصت والتجسس عليهم، وهذا مرجعه الخوف الدائم والتاريخي الذي يلازم المحتل والذي يدرك أنه يأخذ حقا ليس له، بل هو أشبه بالجرثومة التي يجب أن تكافح كي لا تستوطن تلك الأرض التي حوت تاريخيا كل الديانات بلا كراهية ولا قتال مجتمعي.
إذا أراد اليهود الصهاينة أن ينعموا بعيش هانئ، وهذا لن يحلموا به، فعليهم أن يطلقوا الجيش الصهيوني ليقتل جميع الفلسطينيين أصحاب الحق، شيوخا وأطفالا، وعليهم أن يقوموا بحرب إبادة كما فعل الأوربيون القدماء في البلاد التي استعمروها من أفريقيا حتى آسيا، ولكن هيهات أن ينعموا بالسلام، فهم لا يريدون سلاما كما بقية سكان العالم المتحضر، بل يريدون لعنصريتهم البغيضة أن تبقى هي المتفوقة، وقادتهم لا يرون السرطان الاجتماعي الذي يفتك بهم داخليا، وإلا لكان بقية اليهود في اميركا وأوروبا ليأتوا الى أرض الميعاد كما يظنونها، وهم لا يدركون أن الميعاد هو يوم القيامة الذي سيبتلعهم عاجلا أم آجلا.
Royal430@hotmail.com