عن عمق الدولة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/11 الساعة 01:59
ثمة خيط رفيع بين عمق الدولة وعقمها, وهناك الكثيرون ممن يصفون الدولة الاردنية بالدولة العميقة, ويحشدون عشرات المطبات والعوائق التي اجتازتها الدولة برشاقة, ليؤكدوا نظريتهم, بل ان هناك قيمة عليا للدولة الاردنية في الفضاء العالمي, يؤكد عمقها, فالاردن يحظى بمكانة عالمية تفوق امكاناته الاقتصادية والبشرية والجيوسياسية, فهي على نهاية الاقليم النفطي وعلى مشارف الخزان القابل للاشتعال في اية لحظة, شمالا وغربا وشرقا, فهناك براميل الازمات القابلة للاشتعال على تلك الحدود, ومع ذلك يعيش الاردن حالة استقرار, وهذا يؤكد عمق الدولة.
اليوم وبالفم الملآن نقول ان كل الاخطار الخارجية لم تعد تشكل خطرا, اولا لقوة ومنعة المؤسسة العسكرية والامنية, التي رأيناها بكل فخر على الحدود الشرقية والشمالية, وكذلك حجم العمليات الارهابية التي تم احباطها في الداخل او على الحدود, وثانيا المشهد الذي لم يُقرأ بحجمه ووزنه مؤخرا من لقاء الملك في الزيارة الاخيرة للولايات المتحدة مع المؤسسة العسكرية الاميركية, القوة الابرز في العالم, وكذلك قمته الثانية مع الرئيس الاميركي جون بايدن المرتقبة الجمعة القادمة, مرورا بالعلاقة المتميزة مع روسيا واوروبا, مما يؤكد ان الاردن دولة مستقرة على الخريطة الدولية, ورأينا قبلها حجم الاستنهاض العالمي لمجرد بروز حادثة الفتنة, واستشعار ان ثمة من يفكر في خلخلة التركيبة الوطنية المستقرة والثابتة سواء من الداخل او من الخارج.
الخطر الاكبر اليوم هو اجتماعي اي داخلي بامتياز, نتيجة الانسداد السياسي والازمة الاقتصادية التي عصفت بكل ركن من اركان المجتمع, وتأثير ارتداد هاتين الازمتين على الوضع الاجتماعي/ الداخلي, فمن يقرأ المواقع التواصلية يرى حجم السواد, ومدى تأثر وتأثير المجتمع بالغرابيب السود, التي تنشط في تقديم كل السوء وتزودها الاجراءات والقرارات على الارض بالاسلحة والذخائر وكل الالوان القاتمة, فنسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات العامة سواء البلدية او النيابية صادمة, بل وفي الانتخابات النقابية والعمالية ايضا, مما يعني ان الناس لا تثق بمخرجات الصندوق التي هي الوسيلة الوحيدة للتغيير السلمي الآمن, ومدى التزام الناس بالقانون العام متردية جدا, من قانون السير الى قانون المهن الى سائر القوانين المعمول بها, ومن يسير في شوارع واسواق الاردن يدرك ذلك جيدا.
هذا يدعونا الى مراجعة شاملة وعميقة في اسباب ذلك, للوصول الى معالجة حقيقية, فثمة احساس يقارب اليقين, بأن الازمة الاقتصادية ناجمة عن الفساد والافساد, وليس لكل الاسباب المطروحة عن ازمة كورونا وقبلها ازمة الحصار الجبري على الحدود الاردنية الشرقية والشمالية والغربية, كذلك ثمة احساس يقيني, ان المطلوب تهشيم وتهميش الطبقة الوسطى وما دون, لينعم الاثرياء بثرائهم, فالقطاعات التي يمكن لها ان ترفد هذه الطبقة يتم تهشيمها قطاعا تلو الآخر.
كل هذه الاسباب يقابلها انكار, مما شجع الغرابيب السود ومراكز صنع الاعتقاد على تكريس الاحباط والسوداوية, وبات الخطاب العقلاني والاصلاحي مُستباحاً لصالح خطاب الاغتراب وخطاب الاتهام, وادخل الطبقات الوسطى والفقيرة في حالة انسحاب عام من المشهد, واعلاء الهويات القاتلة في التعبير بعد ان فقدت الرغبة على التعبير السياسي وبناء التحالفات السياسية للوصول الى التمثيل والمشاركة في صنع القرار.
omarkallab@yahoo.com
اليوم وبالفم الملآن نقول ان كل الاخطار الخارجية لم تعد تشكل خطرا, اولا لقوة ومنعة المؤسسة العسكرية والامنية, التي رأيناها بكل فخر على الحدود الشرقية والشمالية, وكذلك حجم العمليات الارهابية التي تم احباطها في الداخل او على الحدود, وثانيا المشهد الذي لم يُقرأ بحجمه ووزنه مؤخرا من لقاء الملك في الزيارة الاخيرة للولايات المتحدة مع المؤسسة العسكرية الاميركية, القوة الابرز في العالم, وكذلك قمته الثانية مع الرئيس الاميركي جون بايدن المرتقبة الجمعة القادمة, مرورا بالعلاقة المتميزة مع روسيا واوروبا, مما يؤكد ان الاردن دولة مستقرة على الخريطة الدولية, ورأينا قبلها حجم الاستنهاض العالمي لمجرد بروز حادثة الفتنة, واستشعار ان ثمة من يفكر في خلخلة التركيبة الوطنية المستقرة والثابتة سواء من الداخل او من الخارج.
الخطر الاكبر اليوم هو اجتماعي اي داخلي بامتياز, نتيجة الانسداد السياسي والازمة الاقتصادية التي عصفت بكل ركن من اركان المجتمع, وتأثير ارتداد هاتين الازمتين على الوضع الاجتماعي/ الداخلي, فمن يقرأ المواقع التواصلية يرى حجم السواد, ومدى تأثر وتأثير المجتمع بالغرابيب السود, التي تنشط في تقديم كل السوء وتزودها الاجراءات والقرارات على الارض بالاسلحة والذخائر وكل الالوان القاتمة, فنسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات العامة سواء البلدية او النيابية صادمة, بل وفي الانتخابات النقابية والعمالية ايضا, مما يعني ان الناس لا تثق بمخرجات الصندوق التي هي الوسيلة الوحيدة للتغيير السلمي الآمن, ومدى التزام الناس بالقانون العام متردية جدا, من قانون السير الى قانون المهن الى سائر القوانين المعمول بها, ومن يسير في شوارع واسواق الاردن يدرك ذلك جيدا.
هذا يدعونا الى مراجعة شاملة وعميقة في اسباب ذلك, للوصول الى معالجة حقيقية, فثمة احساس يقارب اليقين, بأن الازمة الاقتصادية ناجمة عن الفساد والافساد, وليس لكل الاسباب المطروحة عن ازمة كورونا وقبلها ازمة الحصار الجبري على الحدود الاردنية الشرقية والشمالية والغربية, كذلك ثمة احساس يقيني, ان المطلوب تهشيم وتهميش الطبقة الوسطى وما دون, لينعم الاثرياء بثرائهم, فالقطاعات التي يمكن لها ان ترفد هذه الطبقة يتم تهشيمها قطاعا تلو الآخر.
كل هذه الاسباب يقابلها انكار, مما شجع الغرابيب السود ومراكز صنع الاعتقاد على تكريس الاحباط والسوداوية, وبات الخطاب العقلاني والاصلاحي مُستباحاً لصالح خطاب الاغتراب وخطاب الاتهام, وادخل الطبقات الوسطى والفقيرة في حالة انسحاب عام من المشهد, واعلاء الهويات القاتلة في التعبير بعد ان فقدت الرغبة على التعبير السياسي وبناء التحالفات السياسية للوصول الى التمثيل والمشاركة في صنع القرار.
omarkallab@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/11 الساعة 01:59