لماذا كذب نفتالي بينيت؟
بعد أن ادعى رئيس وزراء اسرائيل ان الرئيس الروسي بوتين اعتذر عن تصريحات وزير خارجية روسيا لافروف، نشر موقع الرئيس الروسي تفاصيل الحوار الهاتفي الذي دار بين الطرفين والذي يخلو تماما من اي اشارة للاعتذار او من اية اشارة للافروف او اي اشارة لموضوع "يهودية هتلر".
وبعد قراءتي للنص الانجليزي المنشور على موقع الرئيس الروسي، اخذت النص باللغة الروسية وقارنت ترجمته الى الانجليزية فلم أجد اي اختلاف في المضمون. ثم تداولت المصادر الغربية –آخرها نيوزويك- والمصادر الاسرائيلية –آخرها هآرتس- خبر نفي الاعتذار الروسي، فلماذا والحالة هذه كذب رئيس الوزراء الاسرائيلي؟
يبدو ان بينيت لجأ الى تأويل الحوار، وبخاصة اشارة بوتين لدور الجيش الاحمر في الانتصار على النازية والاشارة الى ان نسبة هامة من القتلى اليهود في الحرب العالمية الثانية كانوا من الجنسية السوفييتية، وفسر بينيت ذلك بأنه يعني تأكيد من بوتين على السردية الاسرائيلية، وتوسع في التأويل بانه اعتذار عن ما قاله لافروف.
لكن بوتين اصدر بيانا يكشف كل ما ورد في الحوار، واتبع ذلك توضيح الناطق باسم الكرملين بان الحوار لا يتضمن اي اعتذار، ولم ينجح بينيت في دق اسفين بين بوتين ولافروف.
مشكلة اسرائيل أنها دولة مهزوزة سيكولوجيا، وهو ما يتضح في ردات الفعل الانفعالية على اي توصيف لها، فقد دار النقاش طويلا في اسرائيل بين النخب والجمهور حين تم اطلاق تعبير أن اسرائيل " أوهى من بيت العنكبوت"، وقامت القيامة عندما شكك احد ابرز المؤرخين البريطانيين المتخصصين في النازية وهو David Irving بالرواية اليهودية عن المحرقة وطاردوه في المحاكم الى ان أوصلوه للسجن، كما فعلوا مع العديد من المؤرخين والكتاب الذي تبنوا هذا التوجه مثل Ernst Zündel وغيره الكثير.
والغريب أنه وبرغم ان عددا من الدراسات الغربية -أؤكد الغربية- الاكاديمية التاريخية والجينية تبرهن على يهودية هتلر والعرق اليهودي في نسبه، تجنب اليهود مناقشتها لأنها أكثر احراجا وتنزع قدر كبيرا من المصداقية عن روايتهم.