مسؤول كبير ينصح عبدالهادي راجي بترك شوربة العدس.. والسبب
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/08 الساعة 00:35
رمضان
رمضان غادرنا، وها أنا قد خرجت منه لكنه لم يخرج مني نهائيا.. وقد أمضيت وقتي أقلب في السوشيال ميديا، أحيانا اتابع مسلسل الاختيار المصري, وأحيانا أقرأ ما يكتب على المواقع الإخبارية لدينا..
في مصر كانت السلطة تقدم، وثيقتها التاريخية حول ما حدث مع (الإخوان), والبعض استحسن هذا الإنتاج الدرامي, والبعض الآخر اعتبره مغالطة تاريخية.. والتفافا على الحقيقية, ولكنك في النهاية لا تملك إلا أن تقف مطولا, أمام دراما حقيقية انفق عليها الملايين واحتوت على ملفات من المخابرات المصرية.. موثقة بالصوت والصورة.
نحن.. كانت المواقع لدينا تعج بأشياء مختلفة, أنتجنا مسلسلا اسمه المشراف.. لم يعجب الكثير من الناس والأهم أننا أنتجنا ما نسميه حوارات الولائم، وهي حوارات تتكرر كل عام.. وحين تقارنها بالسنوات الماضية تكتشف أن ربطات العنق واحدة, وأن من حضروا هم ذاتهم الذين كانوا في السنة الماضية, وأن الرعايات لذات الشركات ولم تتغير..
والغريب أنني في رمضان كنت أطوف على المواقع الإخبارية كلها, لم أجد مقالا واحدا يتعلق باللحظة التاريخية التي نعيشها, بانعكاسات الصراع في أوروبا علينا, بالأشكال الجديدة للنضال الفلسطيني وتطوير الصراع مع إسرائيل وضربها في العمق.. كل ما أجده هو صور الولائم والأراجيل، والمذيعات اللواتي استعدن شبابهن, والقطايف.. وبعض المسؤولين السابقين الذين جلسوا على (الكنب) بسبب ألم الركب.
زمان كان الإعلام مختلفا, كنت تقرأ لفخري قعوار عن أزمة الإشتراكية في العالم العربي.. كنت تقرأ لفهد الريماوي عن ملامح الناصرية الجديدة التي تتشكل, وكان طارق مصاروة يطربك حين يقدم نقدا لاذعا للدبلوماسية العربية, كان بدر عبدالحق أحيانا ينسى كل السياسة ويغوص في نص أدبي يبهرك..
في رمضان.. حين كانت مصر غارقة في مناقشة لحظة تاريخية عبرت, كنا نحن نغرق في صور الولائم, ونقرأ من عاد للساحة.. ومن لم يعد, ومن جدد شبابه من المسؤولين, ومن ينتظر موقعا جديدا, ومن يحظى بالرضا ومن لا يحظى به..
بالرغم من انشغال مصر بطلاق ياسمين صبري, بالرغم من انشغال العالم العربي بالإستهلاك.. إلا أنهم لم يتركوا التاريخ ولا الدراما الاجتماعية, بالمقابل نحن غرقنا في ولائم تنافسنا فيها على من يحضر أكبر كم من علية القوم..
أكثر ما نحتاجه في هذه اللحظة التاريخية من عمر القضية الفلسطينية والتي حملناها على أكتافنا وكانت قضيتنا الأولى, هو أن نعود مجددا في الإعلام للتحالف مع الوعي، نحن لم نستطع للآن إعادة إنتاج طارق مصاروة أو راكان المجالي, لم نعد نستطيع انتاج فهد الفانك الجديد.. لم نستطع للآن أن ننتج أيضا من يجرؤ على قراءة الواقع.
على كل حال في رمضان حضرت وليمة واحدة, والتقيت بمسؤول كبير هو الآخر حضرها.. وقد نصحني كثيرا، بترك (شوربة العدس).. كونها تزيد نسبة (اليوريك أسيد)... وشرح لي مطولا عن (العدس).. كانت تلك الحقيقة التاريخية الوحيدة التي طرقها مجتمع كبار المسؤولين لدينا في رمضان... بصراحة أبهرتني معلوماته التاريخية عن (شوربة العدس)..!
abdelhadi18@yahoo.com
رمضان غادرنا، وها أنا قد خرجت منه لكنه لم يخرج مني نهائيا.. وقد أمضيت وقتي أقلب في السوشيال ميديا، أحيانا اتابع مسلسل الاختيار المصري, وأحيانا أقرأ ما يكتب على المواقع الإخبارية لدينا..
في مصر كانت السلطة تقدم، وثيقتها التاريخية حول ما حدث مع (الإخوان), والبعض استحسن هذا الإنتاج الدرامي, والبعض الآخر اعتبره مغالطة تاريخية.. والتفافا على الحقيقية, ولكنك في النهاية لا تملك إلا أن تقف مطولا, أمام دراما حقيقية انفق عليها الملايين واحتوت على ملفات من المخابرات المصرية.. موثقة بالصوت والصورة.
نحن.. كانت المواقع لدينا تعج بأشياء مختلفة, أنتجنا مسلسلا اسمه المشراف.. لم يعجب الكثير من الناس والأهم أننا أنتجنا ما نسميه حوارات الولائم، وهي حوارات تتكرر كل عام.. وحين تقارنها بالسنوات الماضية تكتشف أن ربطات العنق واحدة, وأن من حضروا هم ذاتهم الذين كانوا في السنة الماضية, وأن الرعايات لذات الشركات ولم تتغير..
والغريب أنني في رمضان كنت أطوف على المواقع الإخبارية كلها, لم أجد مقالا واحدا يتعلق باللحظة التاريخية التي نعيشها, بانعكاسات الصراع في أوروبا علينا, بالأشكال الجديدة للنضال الفلسطيني وتطوير الصراع مع إسرائيل وضربها في العمق.. كل ما أجده هو صور الولائم والأراجيل، والمذيعات اللواتي استعدن شبابهن, والقطايف.. وبعض المسؤولين السابقين الذين جلسوا على (الكنب) بسبب ألم الركب.
زمان كان الإعلام مختلفا, كنت تقرأ لفخري قعوار عن أزمة الإشتراكية في العالم العربي.. كنت تقرأ لفهد الريماوي عن ملامح الناصرية الجديدة التي تتشكل, وكان طارق مصاروة يطربك حين يقدم نقدا لاذعا للدبلوماسية العربية, كان بدر عبدالحق أحيانا ينسى كل السياسة ويغوص في نص أدبي يبهرك..
في رمضان.. حين كانت مصر غارقة في مناقشة لحظة تاريخية عبرت, كنا نحن نغرق في صور الولائم, ونقرأ من عاد للساحة.. ومن لم يعد, ومن جدد شبابه من المسؤولين, ومن ينتظر موقعا جديدا, ومن يحظى بالرضا ومن لا يحظى به..
بالرغم من انشغال مصر بطلاق ياسمين صبري, بالرغم من انشغال العالم العربي بالإستهلاك.. إلا أنهم لم يتركوا التاريخ ولا الدراما الاجتماعية, بالمقابل نحن غرقنا في ولائم تنافسنا فيها على من يحضر أكبر كم من علية القوم..
أكثر ما نحتاجه في هذه اللحظة التاريخية من عمر القضية الفلسطينية والتي حملناها على أكتافنا وكانت قضيتنا الأولى, هو أن نعود مجددا في الإعلام للتحالف مع الوعي، نحن لم نستطع للآن إعادة إنتاج طارق مصاروة أو راكان المجالي, لم نعد نستطيع انتاج فهد الفانك الجديد.. لم نستطع للآن أن ننتج أيضا من يجرؤ على قراءة الواقع.
على كل حال في رمضان حضرت وليمة واحدة, والتقيت بمسؤول كبير هو الآخر حضرها.. وقد نصحني كثيرا، بترك (شوربة العدس).. كونها تزيد نسبة (اليوريك أسيد)... وشرح لي مطولا عن (العدس).. كانت تلك الحقيقة التاريخية الوحيدة التي طرقها مجتمع كبار المسؤولين لدينا في رمضان... بصراحة أبهرتني معلوماته التاريخية عن (شوربة العدس)..!
abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/08 الساعة 00:35