بوتين يحذر الغرب من 'يوم القيامة' الاثنين المقبل

مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/06 الساعة 22:26
مدار الساعة -سيهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بـ "يوم القيامة" عندما يقود الاثنين المقبل احتفالات الذكرى الـ77 لانتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية مستعرضاً قوة النيران الروسية الهائلة بينما تخوض قواته حرباً في أوكرانيا.
وسيتحدث بوتين، الذي يتحدى عزلة شديدة يفرضها الغرب، في الميدان الأحمر قبل استعراض الجنود والدبابات والصواريخ والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طيراناً استعراضياً فوق كاتدرائية القديس باسيل ستشارك فيه مقاتلات أسرع من الصوت وقاذفات تو-160 الاستراتيجية كما سيضم لأول مرة منذ 2010طائرة القيادة إل-80 "يوم القيامة" التي ستحمل كبار الضباط عند نشوب حرب نووية.
وصُممت الطائرة إل-80 لتصبح مركز القيادة الطائر للرئيس الروسي في مثل السيناريو. وهي زاخرة بالتكنولوجيا لكن تفاصيلها على وجه التحديد من أسرار الدولة الروسية.
وكثيرا ما شبه زعيم الكرملين الحرب في أوكرانيا بالتحدي الذي واجهه الاتحاد السوفييتي عندما غزت ألمانيا النازية بزعامة أدولف هتلر بلاده في 1941.
لا مهادنة
وقال بوتين في 24 فبراير (شباط)، عندما أعلن ما وصفه بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا: "اتضح أن محاولة مهادنة المعتدي عشية الحرب الوطنية العظمى، خطأ دفع شعبنا ثمنه غالياً".
وأضاف "لن نرتكب مثل هذا الخطأ مرة ثانية. لا مبرر لذلك".
ويصف بوتين الحرب في أوكرانيا بمعركة لحماية المتحدثين بالروسية في أوكرانيا من اضطهاد النازيين، وحماية روسيا مما يصفه بالتهديد الأمريكي المتمثل في توسيع حلف شمال الأطلسي.
وتنفي أوكرانيا والدول الغربية مزاعم الرئيس الروسي عن الاضطهاد النازي في أوكرانيا وتصفها بهراء وتقول إن بوتين يشن حرباً عدوانية.
وخسر الاتحاد السوفييتي 27 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية، وكانت خسارته أكبر من خسارة أي دولة أخرى، وشجب بوتين في السنوات الماضية ما تعتبره موسكو محاولات الغرب لتغيير تاريخ الحرب للحط من قيمة الانتصار السوفييتي.
وإلى جانب هزيمة إمبراطور فرنسا نابليون بونابرت في 1812 تعد هزيمة ألمانيا النازية أكثر انتصار عسكري تبجيلاً رغم أن الغزوين الكارثيين من الغرب جعلا روسيا شديدة الحساسية تجاه حدودها.
ظلال أوكرانيا
ستكون للحرب في أوكرانيا ظلال واسعة على عيد النصر هذا العام. فالغزو الروسي أودى بحياة الآلاف، وأرغم قرابة 10 ملايين أوكراني على النزوح. وتسبب أيضاً في ترك روسيا في قبضة عقوبات غربية صارمة، وأثار مخاوف من مواجهة أوسع بين روسيا والولايات المتحدة أكبر قوتين نوويتين في العالم.
ورغم أن 11 ألف جندي سيشاركون في العرض العسكري في الميدان الأحمر، وسيمثلون، بجانب ما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها 131 قطعة عتاد حربي، مشهداً ضخماً، فإن حرب أوكرانيا كشفت ضعفاً في القوات المسلحة الروسية رغم محاولة بوتين في العقدين اللذين قضاهما حتى الآن في الحكم، وقف التراجع في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي.
وأخفق الكرملين في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا، ويتعرض الاقتصاد الروسي لضعط شديد تحت وطأة العقوبات، ويواجه أسوأ انكماش منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.
ومنذ أقل من عقدين شارك الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بوتين في احتفالات 9 مايو (آيار) في موسكو. وهذا العام قال الكرملين إنه لم يدع أي زعيم غربي لحضور الاحتفالات.
وعززت الولايات المتحدة والدول الحليفة لها إمدادات الأسلحة لأوكرانيا.
وقال مصدران قريبان من القوات المسلحة الروسية إن "بوتين تلقى مطالبات من البعض في الجيش الروسي بإطلاق المزيد من قوة النيران على أوكرانيا".
وقالت موسكو للغرب إن "إمداداته العسكرية لأوكرانيا هدف مشروع".
قبيل 9 مايو (آيار)، ظهرت التكهنات في موسكو والعواصم الغربية بأن بوتين يجهز إعلاناً ما على درجة من الخصوصية عن أوكرانيا، ربما يكون إعلاناً مفتوحا للحرب أو حتى تعبئة وطنية.
ونفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف هذه الافتراضات أمس الأول الأربعاء واصفاً إياها بـ "هراء".
ورفض الكرملين الرد على طلب التعليق على ما يمكن أن يقوله بوتين في خطابه الذي سيوجهه من منصة الميدان الأحمر، أمام ضريح فلاديمير لينين.
وفي العام الماضي ذم بوتين أوضاع الغرب الغريبة وما قال إنه صعود النازية الجديدة، ورهاب روسيا، وهي مواقف تحدث عنها المرة تلو الأخرى، وهو يتناول قضية أوكرانيا.
24 - رويترز
مدار الساعة ـ نشر في 2022/05/06 الساعة 22:26