اغتنام الفرص

حازم غالب الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/30 الساعة 14:19
‏قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
إذا هبت رياحك فاغتنمها فعقبى كل خافقة سكون
‏إن اغتنام الفرص من المبادئ العامة التي تدعم إنتهاز الفرص واستثمارها والمبادرة إليها وهو أحد أساليب الحصول على الهدف و الغاية وتحقيق النجاح في الأمور التي نسعى إليها دائما
ومن متطلبات اغتنام الفرص السرعة والمباشرة في استغلال تلك الفرصة لأنها قد لا تتكرر وقد يسبقك إليها غيرك وتصبح على فقدانها نادما
‏كما ان اغتنام الفرص ليس مقصورا أو مقتصرا على الأفراد بل ويشمل الجماعات والمؤسسات والشركات والدول أيضا وهذا ما يحدث باستمرار فكل يوم هناك فرصة سانحه يمكن من خلالها تحقيق الاهداف وتلبيه الطموحات التي نسعى لها بشكل فردي او جماعي على مستوى الأفراد أو على مستوى الدول
‏وفي حالتنا هذه و وضعنا الراهن أعتقد انه يجب التركيز على الفرص التي تتاح للدولة كونها تعود بالفائده على المجتمع بأكمله و تأثيرها من المفروض أن يكون إيجابي على الجميع مؤسسات وأفراد وتكون المنفعة عامة
‏فلا يخفى على احد منا الفرص الكثيرة التي أتيحت لوطننا ولكن ‏لم نحسن استغلالها بالشكل الصحيح وذلك لأسباب قد يكون منها التباطؤ في اتخاذ القرارات أو عدم القدرة على التعامل مع المعيقات في كافة أشكالها وعدم معرفة كيفية تطويعها بالشكل المناسب ليتمكن من استغلال تلك الفرص بالشكل الأمثل وهناك أيضا الكثير من الفرص التي تم جلبها بمجهودات خارقة للملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وهذه أيضا لا تخفى على أحد
وذهبت تلك الفرص للأسف أدراج الرياح لمعيقات وأسباب كان من الممكن تفاديها وتجاوزها وتذليلها لينتفع من تلك الفرص ‏والتي كان من الممكن أن يكون لها دور كبير في تحسين وتغيير أوضاعنا للأفضل
‏ومن الغريب العجيب بهذا الخصوص أن هناك الكثير من الأفكار والفرص التي تقاعسنا عن استغلالها واستثمارها قد التقطها غيرنا واستفادوا منها واستثمروها واستغلوها أحسن استغلال وبعضها تم بسواعد وعقول أبناء هذا الوطن ولكن في دول أخرى غير أردننا الحبيب
وهذا ما يشير إلى أن ‏العقول و السواعد الأردنية قادرة على التعامل مع الفرص لا بل أنصاف الفرص وتحويلها إلى حقيقة واقعة ذات فائدة عظيمة ومردود قوي على وطننا الحبيب و ان المشكلة تكمن فقط في عدم القدرة على تطويع العقبات والتأخر في اتخاذ القرارات
‏فإذا ما عدنا إلى الماضي نجد أنه يذكرنا بالكثير من تلك الفرص التي اضعناها ‏وهي كثيرة جدا
‏وإذا كنا لا نريد إطالة الندم على ما فات والتحسر على الماضي وجب علينا تخطي ذلك والتعلم من الدروس السابقة و التطلع إلى الوضع الحالي وما يحمله من فرص و استشراق للقادم وما يمكن أن يحمله من فرص و استباق الأحداث و الأعداد السليم المبني على فكر جديد أساسه القدرة على تطويع العقبات وسرعة اتخاذ القرارات لأن الفرص ليس من طبعها الانتظار ولا تراعي روتين اتخاذ القرار
‏فالحياة فرص ‏أغتنامها نجاح لنا وتقدم ‏ولا نملك خيار ضياعها
‏فلنبتعد عن ‏المهاترات والتنظير ‏والأهواء والمصالح الشخصية و عن كل ما هو ثانوي ومن الممكن الصبر عليه ولنركز
‏ و لنرسخ في العقل ان خيارنا الوحيد المتاح هو اغتنام ‏الفرص صغيرها وكبيرها‏ ‏وأن مصلحة الأردن فوق كل شيء و لنبدأ العمل على هذا الأساس
‏حفظ الله الأردن ارضا وشعبا وقائدا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/30 الساعة 14:19