ذوقان عبيدات يكتب: لا لاستغلال الطلبة!

د. ذوقان عبيدات
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/29 الساعة 22:17
الطلبة هم كل العملية التعليمية، وكل أهداف التربية، وكل المدارس! ولذلك هم غايات وليسوا وسائل أو أدوات!
إننا حين ندمج الطلبة في خدمة المجتمع يكونون غايات، وحين ندمجهم في مشروعات بيئية وتطوعية فهم الغاية، ونموّهم الهدف، لكن حين نستغلهم في الدعاية والإعلان فهم أدوات ووسائل! هذا ما يحدث حين تتنافس بعض المدارس في إعلان صور طلابهم المتفوّقين في"الحفظ" للدعاية إلى سمعة المدرسة ومكانتها!
وهنا أود تقديم الملاحظات الآتية:
1- ما معنى إبراز صور المتفوّقين"في الحفظ" دون زملائهم الذين لا يحفظون؟
2- ما مشاعر هؤلاء؟ إن كانت المدرسة هي المسؤولة عن تفوق
الحُفّاظ، فمن المسؤول عن بقية غير الحافظين؟
للتفوق مجالات وأشكال عديدة: رياضي، فني، موسيقي، قيادي، تطوّعي، أدبي، وهذه كلها أشكال تفوّق ناتجة عن جهد، وربما بعض موهبة! لماذا لا نسمع عن تفوق شاعر، أو عازف، أو لاعب، أو دبِّيك، أو راقص، أو مطرب!!!
ولماذا لم نسمع أن مدرسة ما أنتجت واحدًا من هؤلاء؟
في هذه المجالات يظهر دَور المدرسة في الإعداد والإنتاج!
وكم باصِمٍ في تلقّي الدروس تلقى الحياة فلم يُنجِب!!
3- ومن ملاحظاتي وهي ليست قاعدة: لم أر واحدًا ممن كانوا من ذوي المعدلات العالية في صفي بارزًا في المجتمع! لم أره حزبيّا، أو رئيس منظّمة، أو جمعية أو قائد مشروع تطوّعي!! كلهم كانوا مغمورين اجتماعيّا وسياسيّا، وثقافيّا! قد يكونون ممن جمع مالًا وعدّده! أو تزوّج فتاة جميلة، أو تزوجت رجلًا شهيرًا، وقد نرى بعضهم مهندسًا في منظمة إرهابيّة أو طبيبًا،…إلخ
إذن: لماذا الحفاوة بهم؟
وقد تكون المدارس الإعلانية انعكاسًا لفتوحات وزارة التربية حين تعلن أسماء الأوائل في الامتحان الحفظي المسمّى التوجيهي، هل هي جوائز لهم؟
هؤلاء المتفوقون في كسر مئويّ لهم الصدارة، ومن أقل تحصيلًا بميلمتر علامات لهم الحسرات، وربما إعادة التوجيهي لتُذكر أسماؤهم في قائمة الحفاظ!
أذكر مدرسة أعطت طالبة شهادة رسوب مدرسيّة، وبعد شهر علّقت اسمها وصورتها في قائمة شرف المدرسة، وفي إعلاناتها الدعائية!
ملاحظة:
ليس من وظيفة لإعلان أسماء المتفوّقين حفظيّا سوى غايات تجارية! هذه المدارس تستقطب الحافظين، والحفاظ وتغريهم بخصومات لتستغلهم في إعلان تفوّقها المزعوم!
المطلوب وقف الممارسات الخادعة للمجتمع والمؤلمة جدّا لغير الحافظين! هذا ليس تنافسًا بل تلوثٌ تربويٌّ، مثله مثل الجوائز والمسابقات غير المتكافئة! ليقل لي أحدٌ: ماذا يشعر طالب بمدرسة لا ينجح بها أحد؟
وماذا يشعر طالب حين يرى مدرسته قد سرَقت تفوّقه الحفظيّ ونسبته إليها!!
لعل القوم يعقلون!
وختاما أقول:
التوجيهي بلاءٌ يجدر التخلّص من أضراره! والسمكة لن تصعد فوق الشجرة كالعصفور!!
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/29 الساعة 22:17