حفيد الأنباط ’عمر‘ يروي قصة البترا قبل وبعد فوزها بإحدى العجائب

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/06 الساعة 18:44
مدار الساعة - زياد الطويسي - 7/7/2007, كان البتراوي عمر الحسنات يبلغ من العمر آنذاك (12 عاما)، بينما كان التصويت جاريا ضمن مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة، التي أقيمت في لشبونة عاصمة البرتغال، ونافس فيها (21 موقعا) عالميا، من ضمنها البترا. ادخر عمر من مصروفه المدرسي كي يوفر ثمن بطاقة شحن خلوي ليصوت لمدينته ومسقط رأسه لتغدو بين عجائب الدنيا السبع، وبات يلحّ ورفاقه على معلم الحاسوب، كي يوصل أجهزة المختبر بالإنترنت لبعض الوقت ليصوتوا للبترا. فازت البترا قبل عشر سنوات وتوجت ثاني أعجوبة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.. فرحت البترا والأردن بأسرها بالفوز، فيما لم ينم عمر ليلة 7/7/2007 وهو يشارك البتراويين أفراحهم. سهر عمر وأهل حيّه مساء اليوم الثاني، وباتوا يخططون لمستقبل البترا ومصيرها بعد الفوز.. جارُهم رسَم شوارعَ وجسورا ومنتجعات سياحية ضخمة، وتخيل آخر بأن البترا ستصبح مدينة سياحة واقتصادية من الطراز الأول؛ لن تتوقف فيها السياحة ولن تتسع غرفها الفندقية للزوار القادمين.. الآن.. هنا.. وبعد مضي (10 سنوات) على الفوز، يتذكر عمر فرحته التي كبرت وكبرت معها آمال البتراويين وأبناء الوطن بأسرهم.. كبر الطفل عمر وأنهى دراسته وانخرط بالحياة العملية وبات شابا. يتذكر عمر الآمال التي بنتها البترا لحظة الفوز، وواقع المدينة الحالي، قائلا: «كأن البترا لم تفز، وكأننا لا نعيش في مدينة تعد من عجائب الدنيا السبع.. بل حتى أن آمالنا التي عولناها على الفوز لم يتحقق منها شيء، كانت أشبه بأحلام اليقظة». ليس هذا حال عمر وحده، بل اعتبر غالبية أهالي اللواء في منشورات وتغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهم يستذكرون مرور (10 سنوات) على تتويج البترا كإحدى عجائب الدنيا، بأن المدينة لم تحقق أي شيء من هذا الفوز بل انها ازدادت سوءا بسبب النكبات السياحية الناتجة عن الظروف السياسية للمنطقة والتي استمرت لسنوات. اليوم.. نسب البطالة ازدادت.. وكثرت أعداد مراجعي مديرية التنمية الاجتماعية بقصد الحصول على المساعدات، وهي مؤشرات واضحة بأن هذا اللقب لم يضف شيئا ملموسا للمدينة وأهلها. وانتقد الأهالي غياب الاستثمار، وقلة الاهتمام الحكومي بالبترا، ونمطية السياحة وموسميتها، معتبرين أن هذا الحدث لم ينهض بها، بل إن الأمور في المدينة تراجعت، وخصوصا بعد نكبة البيع الآجل التي تضرر منها السكان. وطالبوا الحكومة بتخصيص موازنة استثنائية للبترا لتمكينها من تنفيذ مزيد من المشروعات التنموية، وتحسين واقع البنى والخدمات، وإقامة المشروعات الإنتاجية التي توفر فرص العمل للعاطلين عنه. في حين اعتبر آخرون أن الاهتمام الحكومي «منقوص ولم يف البترا حقها»، وتمثل باستحداث سلطة إقليم البترا التنموي السياحي ورفع موازنتها ورفد المدينة ببعض الخدمات السياحية والعامة. النائب عن محافظة معان محمد الفلاحات شدد على أهمية أن يكون هناك دعم واهتمام أكبر من الحكومة للقطاع السياحي الذي تشكل البترا أساسه، وتعزيز دور القطاع في التنمية ودعم الاقتصاد الوطني. وقال الفلاحات، ان كل اهتمام وجهد تبذله الحكومة في سبيل البترا سيعود على الجميع بفائدة مضاعفة، بوصفها أهم مصادر الاقتصاد السياحي الوطني. «المحمية الأثرية» واقع متردٍّ آثار البترا الفريدة والنادرة التي تنال إعجاب الزوار من أربع جهات الأرض، وإرث حضارة الأنباط الشاهدة على أمجاد العرب وإنجازاتهم في القدم، لم يحققا لها الفوز شيئا ملموسا، ولم يحمياها من العوامل الطبيعية والبشرية التي تهدد بقائها. وتمثل التغيير في المدينة بزيادة كوادر المحمية من الجوالة والمراقبين والقيام بإجراءات تنظيمية عدة، غير أن الزائر للبترا سرعان ما يكتشف أن هذه الخطوات لم تنجح بعد في إدارة الموقع وحمايته كما ينبغي. مراقبون في المحمية، اعتبروا أن المخالفات التي تحدث في الموقع وتهدد الآثار قد ازدادت، فيما كثرت نسبة العمالة المخالفة وانتشار الدواب والعشوائية وغياب التنظيم. أما مدير سياحة البترا سابقا نيازي الشبعان، فيصف المدينة بعد مرور عقد من الزمان على فوزها بلقب ثاني عجائب الدنيا السبع، بأنها «حققت فشلا ذريعا وخصوصا في إدارة الموقع الأثري»، بدليل أن المدينة في فترة من الفترات «كانت مهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي». ويقول الشبعان أن الجهات المعنية والمسؤولة عن البترا لم تطبق أدنى معايير المحافظة على هذا الموقع الذي يعتبر الإرث الحضاري الأهم بالنسبة للمملكة وبوابتها إلى العالم بأسره. في حين يعتبر رئيس مجلس مفوضي إقليم البترا الدكتور محمد عباس النوافلة، أن السلطة تدرك التحديات كافة التي تعانيها المدينة وأنها وضعت الحلول المناسبة لها، غير أن هذه الحلول «تحتاج وقتا من أجل وقف حالة الفوضى والعشوائية المتراكمة عبر سنوات طويلة في الموقع الأثري. ويشير إلى أن مشروع القرية التراثية الذي يجري العمل عليه في منطقة البيضاء، من شأنه الحد من العمالة المخالفة وحال الفوضى في المحمية، كما أنها ستسهم بتنويع فرص العمل والاستثمار للسكان المحليين وكذلك تنويع المنتج السياحي. لا استثمار حقيقي منذ الفوز عوّل أهالي ومحبو البترا كثيرا على الاستثمار، وتوقعوا فترة فوزها باللقب، بأنها ستصبح محط أنظار المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال.. وتخيلوا ناطحات السحاب فيها والمدن المائية والترفيهية مملوءة بالسياح، إلا أن شيئا لم يحدث. منذ تتويجها بلقب إحدى عجائب الدنيا السبع لم تسجل البترا أي استثمار فعلي، في حين أغلقت بعض الفنادق أبوابها بسبب الأحداث السياسية في دول الجوار التي انعكست بشكل واضح على الحركة السياحية. ويؤكد النائب السابق عن لواء البترا الدكتور سامي الحسنات، أن البترا لم تحقق أي تقدم يذكر في مجال الاستثمار، وأن الجهات المعنية بحاجة إلى إعادة النظر بشكل جاد في هذا الجانب. ويشير الحسنات، إلى أهمية توفير البنية الأساسية والتشريعية والحوافز المتعلقة بجذب الاستثمار، والترويج لما تمتاز به المنطقة من خصائص يمكن أن تشكل بيئة استثمارية. ويقول الدكتور جهاد الفرجات، أحد أبناء المجتمع المحلي، أن مفوضية البترا ليس لديها خطة استراتيجية رئيسة وعلى مستوى الادارات الوسطى، ويعتقد بأن إدارة البترا في العشر سنوات الماضية «لم تحقق الطموح». ويتابع: نتطلع لأن يكون هناك تأهيل حقيقي للبترا من ناحية إدارة الموقع وسلطة الإقليم والاستغلال الأمثل للموارد المختلفة المتاحة في المنطقة. ويدعو الفرجات إلى ضرورة «تهيئة البيئة الاستثمارية وتشريعاتها بشكل أفضل، كي نتمكن من استقطاب الاستثمارات التي تجعل البترا وجهة أفضل للسياحة». ويبين أن هناك استثمارات بسيطة يمكن استقطابها والقيام بها كمدن الملاهي والتلفريك وغيرها، ومن شانها استقطاب السياحة وإطالة مدة اقامة السياح في المدينة. الدكتور النوافلة يوضح هنا أن سلطة الإقليم تسعى من خلال «المشروعات الكبرى» التي تنفذها إلى تهيئة البيئة المناسبة لاستقطاب الاستثمارات المختلفة. ويلفت إلى أن السلطة «طرحت عدة رؤى استثمارية ولأول مرة في تاريخ اللواء وأنها لا زالت تتلقى عروض الراغبين بالاستثمار». وتمثلت هذه الرؤى بحسب النوافلة، بمشروع «تلفريك البترا»، ومشروع قصر المؤتمرات مع فندق خمس وأربع نجوم، ومشروع ميدان الفروسية ومشروع حديقة العجائب. كما تتمثل هذه الرؤى، بمشروع «الواقع الافتراضي» من خلال إقامة مبنى متخصص لعرض حضارة البترا، ومشروع مركز النشاطات الرياضية الداخلية، وحديقة سياحية المغامرات، وتشغيل قرية «الجيّ» التراثية، إضافة إلى مشروع مسارات الدراجات رباعية الدفع ومشروع شركة تسويق منتجات البترا الحرفية. وكان قانون الاستثمار في البترا، الذي وافقت عليه الحكومة العام الماضي، قد أثار جدلا واسعا، وخصوصا فيما يتعلق بتأجير الأموال غير المنقولة لغير الأردنيين والأشخاص المعنويين في اقليم البترا، وحظر بيع الأراضي لغير الأردنيين. وشكل هذا القانون حين مناقشته جدلا نيابيا وشعبيا، فيما لا يزال يثير خلافا مجتمعيا واسعا، بين مؤيد للقانون الذي يسعى للحفاظ على أراضي اللواء، وبين معارض له كونه يقلل من فرص الاستثمار. الموسمية ما تزال عنوان السياحة لا ينكر ممثلو الفعاليات السياحية المختلفة، الدور الذي حققه تتويج البترا بلقب إحدى العجائب، بزيادة شهرة المدينة عالميا واستقطاب السياحة لها، غير أن المدينة لا تزال تعاني من موسمية السياحة وسرعة تأثرها بالظروف السياسية، وقصر مدة إقامتها، وقصرها على السياحة التاريخية الثقافية. وبهذا الصدد يقر رئيس جمعية مكاتب البترا السياحية سليمان الحسنات، أن الفوز أسهم بزيادة أعداد السياح القادمين إلى المدينة وخصوصا عامي (2009-2010)، مطالبا بضرورة منح مزيد من التسهيلات والدعم لجهود الترويج السياحي واستقطاب الزوار. ويدعو الحسنات إلى ضرورة العمل على تنويع المنتج السياحي في المدينة لاستقطاب مختلف أنواع السياحات لها، وكذلك تحفيز الأسعار، وتنويع المنتج لإطالة فترة إقامة السائح. ويصف الحسنات واقع السياحة قائلا: «مهما تقدم أعداد الزوار، إلا أننا لم ننجح بعد في تخطي موسمية السياحة، وقلة مدة إقامتها، واقتصارها على زيارة الآثار.. ونحتاج إلى جهد أكبر لنجعل من البترا مقصدا سياحيا حقيقيا». في حين يوضح محمود المشاعلة، وهو أحد وكلاء السياحة، ان البترا لم تحقق تقدما ملموسا في مجال السياحة وأعداد الزوار، إذا ما قارنّا ذلك بحجم فوز البترا بلقب إحدى العجائب. ويشير إلى أن مختلف المواقع الأخرى التي حصلت على ذات اللقب «قد تطورت وتقدمت السياحة فيها إلا البترا»، مبينا أن هناك تقصيرا واضحا في الدعاية والترويج والتسويق السياحي، وأننا نحتاج لبذل مزيد من الجهد من أجل التعريف بأهمية البترا وميزاتها. ويبين أن المنتج السياحي في المدينة لم يشهد أي تطور عقب الفوز، وأن البترا لا زالت تعتمد على سياحة الآثار، وأننا كنا نعول على الفوز بأن يسهم بتنويع السياحة إلا أن هذا لم يحدث. ويؤكد رئيس السلطة النوافلة، أن السلطة قد وضعت خطة متكاملة لترويج البترا واستقطاب السياحة لها، حيث نجحت جهودها بالشراكة مع الجهات المعنية المختصة بزيادة أعداد السياح الصينيين القادمين ونمو أعداد السياحة الأجنية والعربية إلى البترا خلال العام الحالي. ويأمل رئيس إقليم البترا، بأن ما تقوم عليه السلطة الآن من مشروعات كبرى في مجالات البنية التحتية والتنمية والسياحة، من شأنها إيجاد منتج سياحي أكثر تنوعا، وأن الفرص الاستثمارية التي طرحتها أيضا، من شأنها استحداث أنواع جديدة من السياحة حال بدء العمل بها. ويوضح النوافلة، أن هذه الخطوات التي قامت بها السلطة، تأتي للمرة الأولى في تاريخ المدينة، وأنها تحتاج لمزيد من الوقت كي تظهر على أرض الواقع، حيث لا تزال السلطة في مرحلة بناء المشاريع وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار وتنويع المنتج السياحي. ويشير إلى أن واقع الخدمات السياحية قد شهد تطورا وتنظيما أفضل بعد فوز البترا، حيث أقيم مركز زوار جديد يليق بمكانة المدينة، وشهد واقع الخدمات المقدمة للزوار اجراءات أكثر تنظيما من قبل. الفقر والبطالة في ازدياد آخر دراسة عملية حول واقع البطالة في البترا أجراها مركز الدراسات والاستشارات بجامعة الحسين بن طلال بدعم من إقليم البترا (عام2013)، وأشارت إلى أن مجموع نسبة البطالة في المنطقة نحو (28.6%)، وأن نسبة البطالة في صفوف الإناث تشكل ما نسبته (43.9%) و(21.5%) بين صفوف الشباب. هذه النسب ازدادت فيما بعد بسبب الظروف التي شهدتها المنطقة من تراجع مواسم السياحة، ونتيجة الخسائر التي تعرض لها الأهالي في تجارة البيع الآجل التي انهارت منتصف (العام 2015). في وقت يشير فيه الشاب محمد السلامين، أحد موظفي القطاع الفندقي، إلى أن عمل الشباب في قطاع الخدمات السياحية المحلي غير مستقر ولا يشكل عملا دائما، نتيجة عدم استقرار السياحة وارتباط دخل العاملين في القطاع الفندقي ببدل الخدمة. ويبين أن هناك ازدياداً ملحوظاً في نسب البطالة بين صفوف الشباب والإناث وخصوصا خريجي الجامعات، في وقت تفتقر فيه البترا للمشروعات التنموية والقطاعات الإنتاجية الرديفة للسياحة. أما نسب الفقر فقد شهدت هي الأخرى ارتفاعا، حيث يقر مدير تنمية لواء البترا أحمد الهلالات بأن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البترا، قد زادت مراجعي المديرية من المتقدمين لطلبات الحصول على المساعدات. وعود.. لم تنجز وعود كثيرة تلقتها البترا والأهالي من الحكومة بتعزيز الاهتمام بالبترا ورعايتها لتكون منتجاً سياحيا أكثر شهرة واستقطابا للزوار من شتى أنحاء العالم، غير أن هذه الوعود لا زالت تسير ببطء شديد. ولعل أبرز الوعود التي تلقتها البترا بعد فوزها بلقب إحدى العجائب (عام 2007) من الحكومة، هو بناء قصر للمؤتمرات في المدينة، يسهم باستقطاب سياحة المؤتمرات للمنطقة، غير أن هذا الوعد لم ينجز بعد، ما حدا بالإدارة الحالية لسلطة الإقليم لطرح قصر المؤتمرات كرؤية استثمارية لأي جهة ترغب بإقامته. مشروعات لأول مرة للانصاف، فإنه يسجل للإدارة الحالية لإقليم البترا برئاسة الدكتور محمد عباس النوافلة وهو أول شخص يتسلم رئاسة السلطة من أبناء المجتمع المحلي، البدء بتنفيذ مشروعات كبرى، ظلت حبرا على ورق على مدار سنوات طويلة، رغم تواضع الامكانات ومحدودية الموارد. وفي الوقت الذي ظلت خطى التنمية تسير في شوارع المدينة الوردية وممراتها الترابية والحجرية ببطء وتؤدة، إلا أن هذه المشروعات، التي لا تزال –قيد التنفيذ- كان لها الفضل بتسريع عجلة التنمية في اللواء بشكل أفضل. ولعل من أبرز المشروعات التي تعكف على تنفيذها السلطة حاليا؛ تأهيل وتطوير وسط المدينة، وإقامة شارع شرياني وجسر للحد من أزمات السير، وإقامة قريتين تراثية وبيئية، ومتحف البترا الأثري، وطريق النقل الخلفي من البترا. كما تمثلت المشروعات بمواصلة إقامة شارع بانورامي في المدينة، ووضع مخططات إقامة مجمع للحافلات السياحية، وتأهيل المجمع القديم، وإقامة مدخل يليق بمكانة البترا، وإطلاق حزمة من الرؤى الاستثمارية ولأول مرة في تاريخ المدينة. ويؤكد النوافلة، أن هذه المشروعات تسعى بمجملها إلى النهوض بالبترا خدميا وتحسين البنية الجاذبة للاستثمار وتنويع المنتج السياحي. ويوضح أن السلطة عززت شراكتها مع المجتمع المحلي ومختلف الجهات المعنية والقطاع الخاص، وفي سبيل وضع رؤى مشتركة للنهوض بالعمل التنموي والسياحي في اللواء. ويقر بأن البترا لا تزال تحتاج إلى مزيد من الجهد في سبيل تنميتها وتطويرها والنهوض بها، غير أن السلطة تواجه عدة تحديات وأبرزها التحدي المالي ومحدودية الموارد. ماذا بعد عشر عجاف؟ يشدد النائب الفلاحات على أن الحكومة يجب أن تعول على السياحة والاهتمام بالبترا باعتبارها مدينة السياحة الأردنية، وضرورة أن تدرك الدور المهم للسياحة في تعزيز مصادر دخل الاقتصاد الوطني، في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. ويتابع الفلاحات، المطلوب هو الاستغلال الأمثل للبترا باعتبارها وجهة سياحية نادرة ولا شبيه لها على مستوى العالم، والعمل على إدارة الموقع الأثري والسياحة فيها بالشكل الذي يليق بها. ويضيف: نأمل بأن نستذكر الذكرى السنوية لفوز البترا وهي أفضل حالا من قبل، ونعول على وعي الحكومة وإدراكها لخصوصية البترا والأهمية التي تشكلها. وعلى الرغم تواضع الانجاز الذي حققته البترا وبقاء الحال فيها يراوح مكانه منذ أن توجت بإحدى عجائب الدنيا السبع قبل (10 سنوات)، إلا أن الفرصة لا زالت متاحة أمام كافة الجهات المعنية لاستغلال هذا الكنز الوطني ودعمه والاهتمام به بشكل أكبر. وفي حيه السكني بلواء البترا الذي لم تتطور بنيته التحتية ولا خدماته يجلس الشاب عمر الحسنات، وهو لا يزال يتذكر فرحته بفوز البترا وما بذله البتراويين والأردنيين على اختلاف شرائحهم ومؤسسات الوطن، من جهد في التصويت لها. ويتساءل عمر، فترة الفوز كنت أبلغ من العمر (12 عاما) والآن بلغت الثانية والعشرين من عمري، فكم أبلغ من العمر حينما أجد في البترا التطور الذي تستحقه، وكم تحتاج المدينة من وقت، كي تصبح حاضنة للسياحة والتنمية والاقتصاد؟. ويبقى السؤال المفتوح كما في كل عام، هل ستستذكر البترا الذكرى القادمة لتتويجها كواحدة من العجائب، وهي بحال أفضل؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/06 الساعة 18:44