قرية إيطالية لا تتحدث الإيطالية
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/27 الساعة 23:49
مدار الساعة -هل كنت تعرف أن هناك قرية إيطالية لا تتحدث الإيطالية، قد يبدو ذلك غريباً بعض الشيء، لكن قرية كومبوسكورو الإيطالية، التي تحمل لقب "بروفنس الصغيرة"، شبه معزولة بالكامل، حيث تقع بالقرب من الحدود بين إقليم بييمونتي الإيطالي وفرنسا، ومن يريد الوصول إليها يسافر إما إلى مدينة تورينو الإيطالية، ويركب القطار ثم الحافلة، أو يقود جنوباً من مدينة بروفنس الفرنسية.
قرية إيطالية لا تتحدث الإيطالية.. عن كومبوسكورو
هذه القرية الإيطالية الواقعة على الحدود الفرنسية لا تتحدث الفرنسية أيضاً، إذ تعتبر اللغة الرسمية في كومبوسكورو هي البروفنسالية، وهي لهجة لاتينية قديمة في اللغة الأُكستانية تعود إلى القرون الوسطى.
ويعيش في القرية قرابة 30 شخصاً فقط، والحياة فيها ليست سهلة عليهم، إذ يعمل معظم السكان بالرعي وتتعرض قطعانهم في كثير من الأحيان لهجوم الذئاب التي تتجول في القرية، إذ لا تزال تسيطر عليها الحياة البدائية، وكثيراً ما تنقطع الكهرباء لأسابيع خلال فصل الشتاء، واتصال الإنترنت فيها محدود.
لكن مروج القرية الجبلية الهادئة وحقول اللافندر الأرغواني الزاهية مثالية للزوار الباحثين عن ملاذ منعزل مريح للأعصاب، وكذلك المناظر الخلابة من قمم جبال الألب التي تمتد إلى كوت دازور، فيما يعتنق السكان المحليون أسلوب حياة هادئ بسيط يتناغم مع الطبيعة.
"لا نملك أجهزة تلفاز. وأنت لا تفتقد ما لم تملكه أصلاً. وحين تنقطع الكهرباء لـ 15 يوماً متتالية، فلا يوجد ما يستدعي الشعور بالهلع، لأننا نُسرع بإخراج مصابيح الزيت القديمة التي كان يستخدمها أجدادنا" – أغنيس غاروني (25 عاماً)، الراعية التي تقطن القرية، لشبكة CNN Travel.
ورغم أن العديد من سكان القرية خصوصاً الأصغر سناً يتركونها بحثاً عن مستقبل أكثر إشراقاً في أماكن أخرى منذ سنوات عديدة، إلا أن أغنيس وإخوتها قررن البقاء والعمل في أرض أجدادهم، ويرحبون بالزوار الراغبين في استكشاف قريتهم وتراثهم، إذ تتوفر في القرية أكواخ خشبية تقليدية للإيجار للسياح.
أما المنطقة المحاطة بغابات أشجار البندق والمران، مقسمة إلى 21 قرية صغيرة متناثرة في وادي غرانا، كل منها تضم عدداً من المساكن الحجرية والخشبية، وهذه القرى تربطها ممرات تزينها رسومات، والقرية الرئيسية، التي تضم ثمانية أكواخ خشبية خلابة مزينة بجداريات وتحيط بكنيسة قديمة، تأسست عام 1018 على يد رهبان فرنسيين.
اللغة البروفنسالية مهددة بالاندثار
لغة البروفنسال، وهي مزيج من الفرنسية والإيطالية، إذ يعتبر سكان القرية أنفسهم ينتمون لمجتمع ثقافي ولغوي يعود تاريخه إلى قرون مضت، إذ انتقلت القرية الواقعة في إقليم بييمونتي بين الحكم الإيطالي والفرنسي عدة مرات في تاريخها، وهو ما يفسر كون السكان المحليين مثل أغنيس لا يشعرون بأنهم إيطاليين ولا فرنسيين، بل بروفنسال ببساطة.
وبعد حملات توعية نفذها السكان المحليون، اعترفت إيطاليا رسمياً بأقلية الأُكستان عام 1999، ولغة البروفنسال محمية بموجب القانون الوطني الآن، إلا أن أن لغة البروفنسال تظل من اللغات المهددة بالاندثار في المستقبل، وقد أدرجتها اليونسكو في أطلس اللغات العالمية المهددة بالاندثار عام 2010.
الرحلة السنوية إلى قرية كومبوسكورو
في شهر يوليو/تموز من كل عام، ينطلق الآلاف من المتحدثين باللغة البروفنسية مرتدين الزي التقليدي في رحلة روميج، وهي رحلة حج روحانية تنطلق من بروفنس في جنوب فرنسا على طول جبال الألب حتى كومبوسكورو.
وتأخذهم الرحلة عبر قمم ثلجية وأودية شديدة الانحدار وغابات الكستناء، وهو الطريق نفسه الذي كان يسلكه أسلافهم في الماضي، وكذلك تجار العصور الوسطى والمهربون عبر جبال الألب على مر السنين، وحالما يصل الحجاج إلى كومبوسكورو، يُستقبلون باحتفال ضخم، وتُنصب الخيام ليقيموا فيها مؤقتاً.
وكل عام أيضاً، تقيم كومبوسكورو معرض "فتات المعرفة"، وهو معرض شهير للطعام يعرض أشهى الأطباق الرئيسية في جبال الألب ذات الأصل البروفنسالي.
ومن الأطباق المحلية التقليدية، لا ماتو La Mato، أو "المجنون"، ويُحضر من الأرز والتوابل والكراث، وكذلك البطاطس المدخنة بودي أن بالو، التي تُطهى في المدفأة بطقوس قديمة.
وهناك أيضاً صلصة أيّولي Aioli، صلصة البحر المتوسط التي تُصنع من الثوم، وتُقدم بجانب الأطباق التقليدية، ودانديرولز Dandeirols- وهي عبارة عن مكرونة محلية الصنع تقدم مع الكريمة المخفوقة والمكسرات، من الأطباق المميزة أيضاً.
قرية إيطالية لا تتحدث الإيطالية.. عن كومبوسكورو
هذه القرية الإيطالية الواقعة على الحدود الفرنسية لا تتحدث الفرنسية أيضاً، إذ تعتبر اللغة الرسمية في كومبوسكورو هي البروفنسالية، وهي لهجة لاتينية قديمة في اللغة الأُكستانية تعود إلى القرون الوسطى.
ويعيش في القرية قرابة 30 شخصاً فقط، والحياة فيها ليست سهلة عليهم، إذ يعمل معظم السكان بالرعي وتتعرض قطعانهم في كثير من الأحيان لهجوم الذئاب التي تتجول في القرية، إذ لا تزال تسيطر عليها الحياة البدائية، وكثيراً ما تنقطع الكهرباء لأسابيع خلال فصل الشتاء، واتصال الإنترنت فيها محدود.
لكن مروج القرية الجبلية الهادئة وحقول اللافندر الأرغواني الزاهية مثالية للزوار الباحثين عن ملاذ منعزل مريح للأعصاب، وكذلك المناظر الخلابة من قمم جبال الألب التي تمتد إلى كوت دازور، فيما يعتنق السكان المحليون أسلوب حياة هادئ بسيط يتناغم مع الطبيعة.
"لا نملك أجهزة تلفاز. وأنت لا تفتقد ما لم تملكه أصلاً. وحين تنقطع الكهرباء لـ 15 يوماً متتالية، فلا يوجد ما يستدعي الشعور بالهلع، لأننا نُسرع بإخراج مصابيح الزيت القديمة التي كان يستخدمها أجدادنا" – أغنيس غاروني (25 عاماً)، الراعية التي تقطن القرية، لشبكة CNN Travel.
ورغم أن العديد من سكان القرية خصوصاً الأصغر سناً يتركونها بحثاً عن مستقبل أكثر إشراقاً في أماكن أخرى منذ سنوات عديدة، إلا أن أغنيس وإخوتها قررن البقاء والعمل في أرض أجدادهم، ويرحبون بالزوار الراغبين في استكشاف قريتهم وتراثهم، إذ تتوفر في القرية أكواخ خشبية تقليدية للإيجار للسياح.
أما المنطقة المحاطة بغابات أشجار البندق والمران، مقسمة إلى 21 قرية صغيرة متناثرة في وادي غرانا، كل منها تضم عدداً من المساكن الحجرية والخشبية، وهذه القرى تربطها ممرات تزينها رسومات، والقرية الرئيسية، التي تضم ثمانية أكواخ خشبية خلابة مزينة بجداريات وتحيط بكنيسة قديمة، تأسست عام 1018 على يد رهبان فرنسيين.
اللغة البروفنسالية مهددة بالاندثار
لغة البروفنسال، وهي مزيج من الفرنسية والإيطالية، إذ يعتبر سكان القرية أنفسهم ينتمون لمجتمع ثقافي ولغوي يعود تاريخه إلى قرون مضت، إذ انتقلت القرية الواقعة في إقليم بييمونتي بين الحكم الإيطالي والفرنسي عدة مرات في تاريخها، وهو ما يفسر كون السكان المحليين مثل أغنيس لا يشعرون بأنهم إيطاليين ولا فرنسيين، بل بروفنسال ببساطة.
وبعد حملات توعية نفذها السكان المحليون، اعترفت إيطاليا رسمياً بأقلية الأُكستان عام 1999، ولغة البروفنسال محمية بموجب القانون الوطني الآن، إلا أن أن لغة البروفنسال تظل من اللغات المهددة بالاندثار في المستقبل، وقد أدرجتها اليونسكو في أطلس اللغات العالمية المهددة بالاندثار عام 2010.
الرحلة السنوية إلى قرية كومبوسكورو
في شهر يوليو/تموز من كل عام، ينطلق الآلاف من المتحدثين باللغة البروفنسية مرتدين الزي التقليدي في رحلة روميج، وهي رحلة حج روحانية تنطلق من بروفنس في جنوب فرنسا على طول جبال الألب حتى كومبوسكورو.
وتأخذهم الرحلة عبر قمم ثلجية وأودية شديدة الانحدار وغابات الكستناء، وهو الطريق نفسه الذي كان يسلكه أسلافهم في الماضي، وكذلك تجار العصور الوسطى والمهربون عبر جبال الألب على مر السنين، وحالما يصل الحجاج إلى كومبوسكورو، يُستقبلون باحتفال ضخم، وتُنصب الخيام ليقيموا فيها مؤقتاً.
وكل عام أيضاً، تقيم كومبوسكورو معرض "فتات المعرفة"، وهو معرض شهير للطعام يعرض أشهى الأطباق الرئيسية في جبال الألب ذات الأصل البروفنسالي.
ومن الأطباق المحلية التقليدية، لا ماتو La Mato، أو "المجنون"، ويُحضر من الأرز والتوابل والكراث، وكذلك البطاطس المدخنة بودي أن بالو، التي تُطهى في المدفأة بطقوس قديمة.
وهناك أيضاً صلصة أيّولي Aioli، صلصة البحر المتوسط التي تُصنع من الثوم، وتُقدم بجانب الأطباق التقليدية، ودانديرولز Dandeirols- وهي عبارة عن مكرونة محلية الصنع تقدم مع الكريمة المخفوقة والمكسرات، من الأطباق المميزة أيضاً.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/27 الساعة 23:49