الصحة العالمية: 42% من سكان الشرق الأوسط تلقوا لقاح كورونا
مدار الساعة -أبلغ إقليم شرق المتوسط عن نحو 21,7 مليون حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وعمَّا يقرب من 342 ألف حالة وفاة. ومقارنةً بالأسبوع الماضي، شهد انخفاضًا بنسبة 21% في عدد حالات الإصابة المُبلَغ عنها حديثًا، وانخفاضًا بنسبة 24% في عدد الوفيات المُبلَغ عنها حديثًا.
وعلى الرغم من أن هذه الاتجاهات قد تبدو مُشجعة، فمن المهم الإشارة إلى أننا شهدنا زيادة في حالات الإصابة الجديدة في بلديْنِ، وزيادة في الوفيات في ستة بلدان.
ولكن، على الرغم من أن الوفيات تشهد انخفاضًا يصل إلى بعضٍ من أقل الأعداد التي سُجلت منذ بدء الجائحة، لا يزال سريان المرض مرتفعًا، ولا تزال التغطية بالتطعيم مُنخفضة في العديد من البلدان، ويُلاحَظ أيضًا استمرار التخفيف من تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية على نطاق واسع، وهو ما يسمح باستمرار سريان المرض وانتقاله وخطر ظهور تحورات جديدة.
وخلال الأشهر المقبلة، سيستضيف إقليمنا عددًا من الأحداث المهمة التي تستدعي التجمعات الحاشدة، منها العمرة والحج في المملكة العربية السعودية، وكأس العالم لكرة القدم في قطر. وبالتعاون مع المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية وشركائها، نعمل مع السلطات في هذين البلدين للتأكد من وجود أنظمة قائمة لحماية ملايين المسافرين من جميع أنحاء العالم، ولمنع استمرار انتقال مرض كوفيد-19 وغيره من الأمراض المُعدية المُستجدة. وفي إطار ولاية المنظمة المتمثلة في تعزيز الصحة والعافية، نعمل أيضًا مع كلٍّ من الاتحاد الدولي لكرة القدم وقطر لاستغلال هذا الحدث العالمي الذي يُعد فرصةً لنشر الوعي بشأن أنماط الحياة الصحية لجميع الفئات العمرية في جميع أنحاء العالم.
كذلك، نواصل رصد التحوُّرات المُنتشرة من فيروس كورونا-سارس-2 المثيرة للقلق عن كثب، وتشجيع جميع البلدان على مواصلة وتوسيع كلٍّ من جهود الترصُّد، والفحوص المختبرية، والقدرة على إجراء تسلسل الجينوم لتحديد هذه التحوُّرات في وقت مبكر.
وحتى تاريخه، أبلغ 20 بلدًا من بلدان الإقليم عن وجود تحوُّر "دلتا" المثير للقلق، وأبلغ 17 بلدًا كذلك رسميًّا عن وجود تحوُّر "أوميكرون" المثير للقلق. ولا يزال أوميكرون هو التحوُّر السائد المُنتشر إقليميًّا وعالميًّا، وتواصل منظمة الصحة العالمية رصد العديد من السلالات الفرعية المُنحدرة من هذا التحوُّر، التي أبلغت عنها عدة بلدان، منها الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أفريقيا، وبعض البلدان في أنحاء أوروبا.
ويمتلك سبعة عشر بلدًا في الإقليم حاليًّا قدرات محلية لإجراء تسلسل الجينوم من أجل اكتشاف التحوُّرات المثيرة للقلق، وتتلقى البُلدان الخمسة المتبقية دعم المنظمة لإجراء تسلسل الجينوم على عينات داخل المختبرات المرجعية الإقليمية لمتواليات الجينوم. وقد شرعت المنظمة في عملية إنشاء شبكة إقليمية قوية لترصُّد الجينوم بالتعاون مع الدول الأعضاء والشركاء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في الجهود الإقليمية لتعزيز وتوسيع نطاق القدرات الخاصة بإجراء تسلسل المُمرضات الشديدة الخطورة.
ولا يزال التلقيح والالتزام بتدابير النظافة الشخصية (مثل استخدام الكمامات، ونظافة الأيدي، والتباعد البدني) هما أفضل الطرق لمنع الفيروس من الانتشار والتسبب في العدوى أو الوفاة. كما أن الحصول على جرعة مُنشِّطة من لقاح كوفيد-19 يزيد الحماية ضد جميع النتائج.
لكن من المهم أن نشير هنا إلى أن الاستخدام المُكثف لجرعات مُنشطة مُتعددة في عدد قليل من البلدان لن يُنهي الجائحة. فالأولوية العالمية والإقليمية تتمثَّل في تحقيق الحماية الكاملة للمجموعات ذات الأولوية القصوى في جميع البلدان من خلال التلقيح الكامل وتلقِّي جرعة مُعزِّزة أولًا، ثم التقدم نحو المجموعات ذات الأولوية الأقل، بناءً على توفر اللقاحات وقدرات النظام الصحي.
وحتى 19 نيسان/ أبريل، تلقى 42% من سكان الإقليم التطعيم الكامل، بينما حصل 8% على التطعيم الجزئي، و9% على الجرعة المُعززة من التطعيم. ونجحت 5 بلدان فقط من بين 22 بلدًا بالإقليم في تحقيق الهدف العالمي المُتمثل في تلقيح 70% من السكان في كل بلد، على الرغم من توفر مخزونات كافية من اللقاحات. وينصبُّ محور تركيزنا الآن على العمل مع البلدان لضمان وصول حملات التلقيح إلى الجميع -ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا- ومعالجة تردد السكان في تلقي اللقاحات، من خلال عرض الحقائق التي مفادها: أن اللقاحات تُنقذ الأرواح، وأن الكثير من الناس، الذين يصابون بعدوى شديدة، أو يُحتَجزون في المستشفى، أو يُتوفون، هم ممَّن لم يتلقوا أي تطعيم، أو لم يتلقوا الجرعات الكاملة للتطعيم.
وفي مطلع هذا الشهر، اجتمعت لجنة الطوارئ المعنية بكوفيد-19، واتفقت على أن الجائحة لا تزال تُشكل طارئة صحية عامة تُسبب قلقًا دوليًّا. وهذا ليس الوقتَ المناسبَ للتخلي عن حذرنا. ونحن بحاجة إلى العمل معًا بجهد أكبر لإنقاذ الأرواح. فالأوبئة والجوائح حقيقة من حقائق الطبيعة، ونحن نعلم أن هذه قد لا تكون آخر جائحة. ولكن ما زال في أيدينا الحدُّ من الخطر المُحدِق بهذا الجيل وبالأجيال القادمة.
وينبغي أن نتذكر تجربتنا مع كوفيد-19 بوصفها درسًا إيجابيًّا أتاح لنا أن نتكاتف معًا، وأن نستخدم جميع الأدوات والموارد المُتاحة لنا، وأن نحقق تقدمًا مذهلًا في حماية الجميع في كل مكان، دون التخلي عن أي بلد، بغضِّ النظر عن الوضع السياسي أو الاجتماعي والاقتصادي.
ومنذ بداية الجائحة، شدَّدت منظمة الصحة العالمية على الدور الحاسم للأفراد والمجتمعات في الاستجابة العالمية والإقليمية. وقد رأينا كيف يمكن أن تؤثِّر الإجراءات الفردية على سريان الفيروس ومسار الجائحة. واليوم، ما زالت إجراءاتنا -أفرادًا ومجتمعات- تؤدي دورًا رئيسيًّا في هذه المعركة الجماعية ضد عدو مشترك. وأي إجراء نتخذه -بالالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية وتلقِّي التطعيم- يمكن أن يُحدِث فرقًا كبيرًا. وبينما نقترب من الخطوة الأخيرة، ليس هذا وقت التراخي. فينبغي أن يكون إنهاء هذه الجائحة وإنقاذ الأرواح على رأس أولويات الجميع.