قصة مصنع أزوف ستال وأهميته في قلب موازين الحرب الروسية بأوكرانيا
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/19 الساعة 22:52
مدار الساعة - كواحدة من أكبر وأهم المنشآت الصناعية في أوروبا بأكملها، لطالما لعبت منطقة مصنع أزوف ستال دوراً محورياً في تعزيز اقتصاد مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية.
المصنع الذي يُعد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا، كان يضخ أكثر من 4 ملايين طن من الصلب الخام سنوياً، ويوفر سبل العيش لعشرات الآلاف من الناس؛ لكنه أصبح اليوم ملاذاً لألف مواطن يحتمي من ويلات الحرب منذ أيام طويلة، وبات في اللحظة الراهنة هو آخر معقل للمقاومة الأوكرانية يحمي المدينة من السقوط.
أمام حرب حامية وحصار روسي قاسٍ منذ أسابيع، لم تعد المنطقة الصناعية تنتج الصلب.
بدلاً من ذلك، أصبحت المحطة بشبكتها من الأنفاق تحت الأرض مأوى ومعقلاً آخيراً للمواطنين والعديد من الكتائب المقاتلة.
ولكن ما هو مصنع أزوف ستال الذي يمتد منذ فترة الاتحاد السوفييتي، وكيف استطاع بمساراته تحت الأرض أن يكون مدينة سرية تقف منذ أسابيع في وجه تقدم القوات الروسية ويحمي مدينة ماريوبول من السقوط بشكل كامل؟
ما هو مصنع أزوف ستال؟
تعتبر مصانع أزوف ستال للحديد والصلب، التي أنشأها الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي وأعيد بناؤها بعد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، واحدة من أكبر مصانع التعدين في أوروبا.
وقد أصبحت المنطقة معقلًا رسمياً للقوات الأوكرانية المحاصرة منذ 7 أسابيع خلال غزو روسيا لأوكرانيا.
في شرق الميناء الجنوبي الذي استهدفه القصف الروسي لأسابيع، تقع المنشأة الضخمة في منطقة صناعية تطل على بحر آزوف وتغطي أكثر من 11 كيلومتراً مربعاً.
يحتوي الصرح على عدد لا يُحصى من المباني المقاومة للانفجارات ومسارات السكك الحديدية والأقبية والأنفاق تحت الأرضية، وفقاً لصحيفة The Guardian.
يوضح المحلل العسكري المقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، أوليه زادنوف أن مصنع أزوف ستال عبارة عن مساحة هائلة بها العديد من المباني لدرجة أن الروس لا يمكنهم العثور على القوات الأوكرانية فيه.
أكبر مصنع لإنتاج الحديد والصلب بأوروبا "حصن منيع"
في زمن السلم، كانت مصانع آزوف ستال للحديد والصلب تضخ 4 ملايين طن من الفولاذ سنوياً، و 3.5 مليون طن من المعدن، و 1.2 مليون طن من الفولاذ المجلفن. وهو مملوك لشركة Metinvest، المجموعة التي يسيطر عليها رينات أحمدوف، الملياردير وأغنى رجل في أوكرانيا.
وفي تصريحات لأحد القادة الانفصاليين الروس عبر التلفزيون الروسي الإثنين 18 أبريل/نيسان، قال إن موسكو استولت على 80% من ميناء ماريوبول، لكن المقاومة وكتائب آزوف استمرت وتترَّست بمصنع أزوف ستال.
فيما وصف مراقبون للمشهد في أوكرانيا المنشأة بأنها "حصن منيع" و"القلعة" التي تستعصي على القصف الروسي وحتى أي ضربات نووية محتملة، و"المدينة التي تقع تحت المدينة" وفقاً للصحيفة البريطانية.
يوضح المحلل العسكري سيرجي زغوريتس: "آزوف بالفعل على أراضي آزوف ستال.. وهي مناطق شاسعة بها ورش لا يمكن تدميرها من الجو. لهذا السبب يستخدم الروس القنابل الثقيلة".
يأتي ذلك في الوقت الذي يحتمي في المصنع وأنفاقه الممتدة تحت الأرض ما يناهز 1000 مدني أغلبهم من النساء والأطفال.
ستكون المدينة جائزة استراتيجية ضخمة بعد سقوط المصنع بمنطقته؛ إذ تربط المنطقة بالأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم، والتي سبق واستولت موسكو عام 2014.
تاريخ المصنع قبل الحرب العالمية الثانية
تم بناء أزوف ستال في الأصل منذ أوائل الحقبة السوفيتية تقريباً، وبحسب صحيفة Washington Post أٌعيد بناؤه لاحقاً بعد أن تركها الاحتلال النازي لماريوبول بين عامي 1941 و1943 في حالة خراب.
وبحسب يان جاجين، المستشار في جماعة دونيتسك الشعبية الانفصالية الموالية لموسكو، لشبكة الأخبار الروسية الحكومية ريا نوفوستي: "تحت المدينة ، توجد مدينة أخرى بشكل أساسي".
وأوضح جاجين أن الموقع مصمم لتحمُّل القصف والحصار، وأنه يحتوي على نظام اتصالات وأنفاق تسهل على القاطنين فيه الانتقال من وإلى المدينة.
بدوره، قال المحلل العسكري الأوكراني سيرجي زجوريتس لوكالة رويترز، إن الروس يستخدمون "قنابل ثقيلة" في منطقة أزوف ستال نظراً لحجمها الكبير وعدد ورشها وأنفاقها المدرعة.
أهمية ذلك المصنع بالنسبة لمقاومة ماريوبول
ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها قبل الحرب الجارية اليوم حوالي 450.000 نسمة، هي واحدة من آخر المناطق الحضرية في دونيتسك التي لا تخضع للسيطرة الروسية بشكل كامل.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الاستيلاء عليها سيمنح القوات الروسية جسراً برياً مباشراً بين روسيا والقرم، شبه الجزيرة التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014.
لذلك يُعد مصنع أزوف ستال والمواقع المماثلة في المدينة أمثلة رئيسية على سبب أهمية دونباس وتراثها الصناعي لكل من أوكرانيا وروسيا. وتُعد ماريوبول هي ثاني أكبر مدينة ساحلية في أوكرانيا، وقبل العقوبات الغربية كان لروسيا قطاع فولاذي مزدهر تم تقييمه باعتباره الخامس في العالم.
تشتهر دونباس بالفحم، لكن ماريوبول كانت لديها أيضاً صناعة معدنية مربحة. تم توظيف ما يقرب من 40 ألف مواطن في أزوف ستال ومصنع فولاذي آخر قريب يُدعى إيليتش مملوك لنفس الشركة.
في عام 2019، وفقاً لمواقع التحليل GMK Center، ساهم الصلب والصناعات المرتبطة به لهذين المصنعين بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا.
اقتحمت القوات الروسية مصنع إيليتش الأصغر مطلع أبريل/نيسان 2022. لكن شركة Metinvest المالكة قالت في بيان نشرته رويترز حينها إنها "لن تعمل أبداً تحت الاحتلال الروسي".
ليست تلك هي الحرب الأولى التي يشهدها أزوف ستال
شهد مصنع أزوف ستال الصراع والحروب قبل عقود من الهجوم الروسي على أوكرانيا اليوم.
فقد بدأ الإنتاج في الموقع عام 1933، ولكن بعد أقل من عقد من الزمان اجتاحت القوات الألمانية ماريوبول خلال الحرب العالمية الثانية، وتوقفت الأعمال وسط نزوح جماعي كبير للمواطنين من المدينة.
بحلول عام 1944، أي بعد عام واحد فقط من انتهاء الاحتلال، بدأ العمل لإعادة بناء المصنع الذي سرعان ما أصبح مركزاً مُنتجاً ومُربحاً لصناعة الصلب السوفييتي.
بعد سبعين عاماً تقريباً، نظّم عمال الصلب في أزوف ستال حركة لاستعادة السيطرة على مدينة ماريوبول بالقوة من الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2014.
فاجأت تلك المقاومة في مدينة تتحدث الغالبية فيها بالروسية وغالباً ما صوّتت للساسة المحسوبين على روسيا، العديد من المراقبين.
رينات أحمدوف، أغنى رجل في أوكرانيا وصاحب شركة Metinvest المالكة للمصنع كما أسلفنا، شغل منصب عضو في البرلمان عن حزب المناطق الموالي لموسكو، واتُهم بالتورط في عالم الجريمة الغامض وحتى بامتلاك صلات مع الرئيس دونالد ترامب حينها.
انقلب أحمدوف على الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2014. ورفض دعم الغزو الروسي حينها، وعلى الرغم من الخلاف العام مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فقد ساعد في تمويل الحكومة من خلال دفع 34 مليون دولار دفعة ضريبية بشكل مُقدم.
تراجعت صناعة الحديد والصلب في أوكرانيا بعد عام 2014، حيث انخفض إنتاج الصلب الخام من أزوف ستال بأكثر من مليون طن بين عامي 2013 و2015 ، وفقًا لمركز GMK نتيجة الوضع.
ولكن خططت الشركة لاستثمار مليار دولار في مواقع صناعة الحديد والصلب في المنطقة لإنعاش الإنتاج من جديد.
"أزوف ستال هو أوكرانيا"
في منتصف مارس/آذار الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة أزوف ستال، إنور تسكيتيشفيلي، إن القتال والاستهداف المباشر للمصنع يعني إغلاق الموقع لأول مرة منذ الاحتلال الألماني.
لكنه مع ذلك شدد في تصريحات نشرها عبر مقطع فيديو على الإنترنت حينها قائلاً: "سنعود إلى المدينة ونعيد بناء المشروع ونحييه".
وتابع: "سننتصر ونحقق المجد لأوكرانيا بالطريقة نفسها التي لطالما تبعناها، لأن ماريوبول هي أوكرانيا. وأزوف ستال هو أوكرانيا"، بحسب تعبيره.
عربي بوست
المصنع الذي يُعد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا، كان يضخ أكثر من 4 ملايين طن من الصلب الخام سنوياً، ويوفر سبل العيش لعشرات الآلاف من الناس؛ لكنه أصبح اليوم ملاذاً لألف مواطن يحتمي من ويلات الحرب منذ أيام طويلة، وبات في اللحظة الراهنة هو آخر معقل للمقاومة الأوكرانية يحمي المدينة من السقوط.
أمام حرب حامية وحصار روسي قاسٍ منذ أسابيع، لم تعد المنطقة الصناعية تنتج الصلب.
بدلاً من ذلك، أصبحت المحطة بشبكتها من الأنفاق تحت الأرض مأوى ومعقلاً آخيراً للمواطنين والعديد من الكتائب المقاتلة.
ولكن ما هو مصنع أزوف ستال الذي يمتد منذ فترة الاتحاد السوفييتي، وكيف استطاع بمساراته تحت الأرض أن يكون مدينة سرية تقف منذ أسابيع في وجه تقدم القوات الروسية ويحمي مدينة ماريوبول من السقوط بشكل كامل؟
ما هو مصنع أزوف ستال؟
تعتبر مصانع أزوف ستال للحديد والصلب، التي أنشأها الاتحاد السوفييتي في ثلاثينيات القرن الماضي وأعيد بناؤها بعد الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، واحدة من أكبر مصانع التعدين في أوروبا.
وقد أصبحت المنطقة معقلًا رسمياً للقوات الأوكرانية المحاصرة منذ 7 أسابيع خلال غزو روسيا لأوكرانيا.
في شرق الميناء الجنوبي الذي استهدفه القصف الروسي لأسابيع، تقع المنشأة الضخمة في منطقة صناعية تطل على بحر آزوف وتغطي أكثر من 11 كيلومتراً مربعاً.
يحتوي الصرح على عدد لا يُحصى من المباني المقاومة للانفجارات ومسارات السكك الحديدية والأقبية والأنفاق تحت الأرضية، وفقاً لصحيفة The Guardian.
يوضح المحلل العسكري المقيم في العاصمة الأوكرانية كييف، أوليه زادنوف أن مصنع أزوف ستال عبارة عن مساحة هائلة بها العديد من المباني لدرجة أن الروس لا يمكنهم العثور على القوات الأوكرانية فيه.
أكبر مصنع لإنتاج الحديد والصلب بأوروبا "حصن منيع"
في زمن السلم، كانت مصانع آزوف ستال للحديد والصلب تضخ 4 ملايين طن من الفولاذ سنوياً، و 3.5 مليون طن من المعدن، و 1.2 مليون طن من الفولاذ المجلفن. وهو مملوك لشركة Metinvest، المجموعة التي يسيطر عليها رينات أحمدوف، الملياردير وأغنى رجل في أوكرانيا.
وفي تصريحات لأحد القادة الانفصاليين الروس عبر التلفزيون الروسي الإثنين 18 أبريل/نيسان، قال إن موسكو استولت على 80% من ميناء ماريوبول، لكن المقاومة وكتائب آزوف استمرت وتترَّست بمصنع أزوف ستال.
فيما وصف مراقبون للمشهد في أوكرانيا المنشأة بأنها "حصن منيع" و"القلعة" التي تستعصي على القصف الروسي وحتى أي ضربات نووية محتملة، و"المدينة التي تقع تحت المدينة" وفقاً للصحيفة البريطانية.
يوضح المحلل العسكري سيرجي زغوريتس: "آزوف بالفعل على أراضي آزوف ستال.. وهي مناطق شاسعة بها ورش لا يمكن تدميرها من الجو. لهذا السبب يستخدم الروس القنابل الثقيلة".
يأتي ذلك في الوقت الذي يحتمي في المصنع وأنفاقه الممتدة تحت الأرض ما يناهز 1000 مدني أغلبهم من النساء والأطفال.
ستكون المدينة جائزة استراتيجية ضخمة بعد سقوط المصنع بمنطقته؛ إذ تربط المنطقة بالأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في الشرق بمنطقة القرم، والتي سبق واستولت موسكو عام 2014.
تاريخ المصنع قبل الحرب العالمية الثانية
تم بناء أزوف ستال في الأصل منذ أوائل الحقبة السوفيتية تقريباً، وبحسب صحيفة Washington Post أٌعيد بناؤه لاحقاً بعد أن تركها الاحتلال النازي لماريوبول بين عامي 1941 و1943 في حالة خراب.
وبحسب يان جاجين، المستشار في جماعة دونيتسك الشعبية الانفصالية الموالية لموسكو، لشبكة الأخبار الروسية الحكومية ريا نوفوستي: "تحت المدينة ، توجد مدينة أخرى بشكل أساسي".
وأوضح جاجين أن الموقع مصمم لتحمُّل القصف والحصار، وأنه يحتوي على نظام اتصالات وأنفاق تسهل على القاطنين فيه الانتقال من وإلى المدينة.
بدوره، قال المحلل العسكري الأوكراني سيرجي زجوريتس لوكالة رويترز، إن الروس يستخدمون "قنابل ثقيلة" في منطقة أزوف ستال نظراً لحجمها الكبير وعدد ورشها وأنفاقها المدرعة.
أهمية ذلك المصنع بالنسبة لمقاومة ماريوبول
ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها قبل الحرب الجارية اليوم حوالي 450.000 نسمة، هي واحدة من آخر المناطق الحضرية في دونيتسك التي لا تخضع للسيطرة الروسية بشكل كامل.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن الاستيلاء عليها سيمنح القوات الروسية جسراً برياً مباشراً بين روسيا والقرم، شبه الجزيرة التي ضمتها من أوكرانيا في عام 2014.
لذلك يُعد مصنع أزوف ستال والمواقع المماثلة في المدينة أمثلة رئيسية على سبب أهمية دونباس وتراثها الصناعي لكل من أوكرانيا وروسيا. وتُعد ماريوبول هي ثاني أكبر مدينة ساحلية في أوكرانيا، وقبل العقوبات الغربية كان لروسيا قطاع فولاذي مزدهر تم تقييمه باعتباره الخامس في العالم.
تشتهر دونباس بالفحم، لكن ماريوبول كانت لديها أيضاً صناعة معدنية مربحة. تم توظيف ما يقرب من 40 ألف مواطن في أزوف ستال ومصنع فولاذي آخر قريب يُدعى إيليتش مملوك لنفس الشركة.
في عام 2019، وفقاً لمواقع التحليل GMK Center، ساهم الصلب والصناعات المرتبطة به لهذين المصنعين بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا.
اقتحمت القوات الروسية مصنع إيليتش الأصغر مطلع أبريل/نيسان 2022. لكن شركة Metinvest المالكة قالت في بيان نشرته رويترز حينها إنها "لن تعمل أبداً تحت الاحتلال الروسي".
ليست تلك هي الحرب الأولى التي يشهدها أزوف ستال
شهد مصنع أزوف ستال الصراع والحروب قبل عقود من الهجوم الروسي على أوكرانيا اليوم.
فقد بدأ الإنتاج في الموقع عام 1933، ولكن بعد أقل من عقد من الزمان اجتاحت القوات الألمانية ماريوبول خلال الحرب العالمية الثانية، وتوقفت الأعمال وسط نزوح جماعي كبير للمواطنين من المدينة.
بحلول عام 1944، أي بعد عام واحد فقط من انتهاء الاحتلال، بدأ العمل لإعادة بناء المصنع الذي سرعان ما أصبح مركزاً مُنتجاً ومُربحاً لصناعة الصلب السوفييتي.
بعد سبعين عاماً تقريباً، نظّم عمال الصلب في أزوف ستال حركة لاستعادة السيطرة على مدينة ماريوبول بالقوة من الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2014.
فاجأت تلك المقاومة في مدينة تتحدث الغالبية فيها بالروسية وغالباً ما صوّتت للساسة المحسوبين على روسيا، العديد من المراقبين.
رينات أحمدوف، أغنى رجل في أوكرانيا وصاحب شركة Metinvest المالكة للمصنع كما أسلفنا، شغل منصب عضو في البرلمان عن حزب المناطق الموالي لموسكو، واتُهم بالتورط في عالم الجريمة الغامض وحتى بامتلاك صلات مع الرئيس دونالد ترامب حينها.
انقلب أحمدوف على الانفصاليين الموالين لروسيا في عام 2014. ورفض دعم الغزو الروسي حينها، وعلى الرغم من الخلاف العام مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فقد ساعد في تمويل الحكومة من خلال دفع 34 مليون دولار دفعة ضريبية بشكل مُقدم.
تراجعت صناعة الحديد والصلب في أوكرانيا بعد عام 2014، حيث انخفض إنتاج الصلب الخام من أزوف ستال بأكثر من مليون طن بين عامي 2013 و2015 ، وفقًا لمركز GMK نتيجة الوضع.
ولكن خططت الشركة لاستثمار مليار دولار في مواقع صناعة الحديد والصلب في المنطقة لإنعاش الإنتاج من جديد.
"أزوف ستال هو أوكرانيا"
في منتصف مارس/آذار الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة أزوف ستال، إنور تسكيتيشفيلي، إن القتال والاستهداف المباشر للمصنع يعني إغلاق الموقع لأول مرة منذ الاحتلال الألماني.
لكنه مع ذلك شدد في تصريحات نشرها عبر مقطع فيديو على الإنترنت حينها قائلاً: "سنعود إلى المدينة ونعيد بناء المشروع ونحييه".
وتابع: "سننتصر ونحقق المجد لأوكرانيا بالطريقة نفسها التي لطالما تبعناها، لأن ماريوبول هي أوكرانيا. وأزوف ستال هو أوكرانيا"، بحسب تعبيره.
عربي بوست
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/19 الساعة 22:52