عبدالهادي راجي يكتب عن طاهر المصري: شلة المحاسيب والاعلاميين

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/19 الساعة 19:05

مدار الساعة - كتب:عبدالهادي راجي

تحدث دولة طاهر المصري أول أمس عن دولة مفلسة أو على حافة الإفلاس ....

طبعا احترامنا وتقديرنا لدولة أبو نشأت مقدما ، ولكن سؤالي لدولة الرئيس ما هي المصادر التي استند إليها في وصف الأردن بالدولة المفلسة ، هل مثلا يقدم له البنك المركزي نشرة شهرية ، أو أن وزارة المالية الأردنية تزوده ببيانات عن الوضع المالي ؟ ...

حين كان وصفي التل في السلطة ، وكانت المليشيات تستولي على نصف عمان .. كان يؤكد في تصريحاته أن الوضع تحت السيطرة تماما ، مع أن الواقع كان غير ذلك وكانت المعارك مشتعلة ، وصفي انتصر بالروح المعنوية التي صنعها وأنتجها .. هذا الرجل شكل البناء المعنوي للشخصية الأردنية لهذا وثق به الشعب ..

وحين خرجنا من حرب الخليج الأولى عام ( ١٩٩١) وانهار الإقتصاد الأردني تماما ، كان الملك حسين يخرج من مؤتة ويطرز خطابا في فن الصمود القومي ، وتنسى الناس جوعها .. حين يتذكرون أن بلدا صغيرا استطاع أن يقارع الدنيا ويقف في وجه ذبح العراق ...

حتى صبيح المصري الإقتصادي العريق ، والذي بلغت خسارته في قطاع الفنادق أثناء أزمةكورونا (٨٥) مليون دينار ، كان يصرف رواتب الموظفين قبل موعدها ،ويطمئن الناس على أرزاقها ... ولم يبشر بانهيار الإقتصاد بل قدم خطابا في رفع الروح المعنوية ..

تعالوا إلى أدوية الحكمة ، والتي فتحت مستودعاتها لوزارة الصحة .. وحققت أرباحا في كل دول العالم ، وخسرت في الأردن .. بحكم تأخر مدفوعات وزارة الصحة ..وبلغت خسائرها الملايين لم ينطق صاحبها سعيد دروزة ببنت شفة ، وهو يدرك عجز وزارة الصحة عن الوفاء بالإلتزامات .. ومع ذلك صمت ، حتى لايقول الناس أن الوزارة مفلسة ..

وظيفة السياسي في الأزمات تشبه وظيفة القائد العسكري الناجح ... وظيفته تتلخص برفع الروح المعنوية لا هدمها ، حتى لو كان الأمر على حساب الحقيقة ...

دولة أبو نشأت من أنقى الناس ، ولكنه مؤخرا تأثر بما نسميه شلة المحاسيب ، والتي فقدت مواقعها في الدولة .. وبدأت بممارسة ( الزن على رأسه ) ومعظمهم من جمهور الإنتهازية السياسية ونخبتها .. تأثر أيضا ببعض الإعلاميين الذي يكرهون كل شيء في الأردن .. حتى اسم الوطن يكرهونه ، ويبنون في كل جلسة ألف مدماك للعنصرية والكره ..

وخطأنا أنا تركناه أيضا لهذه الفئات ، التي تأتي صباحا لمكتبه ..وفي المساء تعود لمنزله ..

هذا الرجل كان مثال النزاهة في الدولة ، وكان أكثر ما كان الرجل الجامع لكل الأطياف والأسماء ..

طاهر المصري هو الوحيد الذي كان له حصةفي كل محافظة وقرية ومدينة ، وهو الوحيد ...الذي عاش العمر ولم يمر على لسانه لفظة تخدش شخصا ، لم يتحدث بإساءة عن أحد .. لم يتورط بالشتم والإسترجال والإستزلام ، والمال السحت الحرام ..

لهذا نعاتبه بحب .. ونقول له : كان يجب ألا تقول هذا أيها الحبيب ، فينا من البؤس ما يكفي .. ولا نحتاج لإضافة المزيد من البؤس على بؤسنا

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/19 الساعة 19:05