ارتياح إسرائيلي لعودة دحلان إلى غزة
مدار الساعة - أبدت دوائر رسمية في تل أبيب ترحيبا بالتفاهمات المتبلورة بين حركة المقاومة "حماس" وتيار القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، وعادة ما يخدم هذا التطور المصالح الإسرائيلية.
وقال الصحفي أساف جيبور إن أي تفاهمات تفضي إلى عودة محمد دحلان إلى قطاع غزة "ستكون مفيدة لإسرائيل"، مشيرا إلى أن تاريخ دحلان يعزز من حجم الرهانات على دوره المستقبلي في القطاع.
وفي مقال نشرته صباح الأربعاء، صحيفة "ميكور ريشون" الإسرائيلية اليمينية، نقل جيبور عن محافل رسمية في تل أبيب قولها إن دحلان، الذي عمل في الماضي قائدا لجهاز "الأمن الوقائي" في قطاع غزة ارتبط بعلاقات وثيقة بالأمن الإسرائيلي.
وأشارت المحافل إلى أن وجود دحلان في القطاع سيغير من طابع العلاقة القائم بين قطاع غزة وإسرائيل.
وأعاد جيبور للأذهان حقيقة أن الأزمة الحالية بين قطر وجيرانها الخليجيين إلى جانب مصر مثلت فرصة سانحة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمحاولة تقليص مستوى الارتباط بين قطر وغزة وتحسين مكانة محمد دحلان في القطاع.
وفي السياق اعتبر مركز أبحاث مرتبط بدوائر صنع القرار في تل أبيب أن التفاهمات الثلاثية بين كل من دحلان و"حماس" والسيسي تمثل "صفعة" لعباس وتضعف مكانته.
وفي ورقة تقدير موقف نشرها، الثلاثاء، نوه "مركز يروشليم لدراسات الجمهور والدولة" إلى أن السيسي يتعامل مع محمود عباس باستخفاف ويتعاطى معه "وكأنه أنهى دوره منذ زمن بعيد وأنه بالتالي لم يعد ذا صلة بالواقع".
ونوه معد الورقة المستشرق يوني بن مناحيم، الرئيس الأسبق لسلطة البث الإسرائيلية إلى أن المزاج الشخصي لمحمود عباس بات عصبيا إلى حد كبير بسبب سلوك مصر ودورها في توصل "حماس" ودحلان للتفاهمات الأخيرة، مشيرا إلى أن السلطات المصرية رفضت طلبا تقدم به عباس مؤخرا لإرسال وفد من حركة فتح للاحتجاج على استضافة القاهرة اللقاءات التي جمعت ممثلين عن "حماس" ومعسكر دحلان.
وبحسب بن مناحيم فإن السيسي لم يغفر لعباس رفضه العرض الذي تقدمت به الرباعية العربية بإجراء مصالحة بينه وبين دحلان.
ويرى بن مناحيم أن تعلق السيسي بدحلان يرجع إلى اعتقاده أنه الوحيد بين قادة "فتح" الذي يمكن أن يخدم المصالح المصرية.
من ناحيته قال آفي سيخاروف، معلق الشؤون العربية في موقع "وللا" الإخباري إن تفاهمات "دحلان-حماس" مهمة لإسرائيل "لأنها تقلص فرص اندلاع مواجهة" بين إسرائيل والحركة.
وفي مقال نشره الموقع الثلاثاء، توقع سيخارف أن يفضي تحسن الأوضاع الاقتصادية في القطاع بعد تطبيق التفاهمات إلى تفكيك مسوغات التصعيد بين تل أبيب وغزة. (صالح النعامي / عربي 21)