الغل.. والحقد.. والضغائن

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/05 الساعة 12:15
اسماعيل الخوالدة ليس فساد العقل وتحريف العقيدة ينحصر بالشرك فقط، ولكن ينحصر ايضا بامراض القلوب ومنها ما قد يكون سببا للنار والعياذ بالله ومن هذه الأمراض الغل والحقد والحسد والضغائن فيكون ذلك بالغيرة او الخصومه من الناس.. ونرى كثيرا محاولات للصلح والتسامح ولكنها في الغالب لا تجدي نفعا لأن الشخص إذا تملكه الحقد والحسد والغيرة في آن واحد لو قدمت له ذهب الدنيا او حاولت بشتى الطرق كالحوار والنقاش وبعث له الكثير من رسائل الاعتذار تأخذه العزة بالنفس وتزداد نفسه كبرا ورب العزة وعد لا تدخل الجنة نفسا فيها ذرة كبر واهم ما في الموضوع هو القلب ( هو مضغة إن صلحت صلح سائر الجسد والأعمال وإن فسدت كان العكس تماما ونسأل الله ان يصلح قلوبنا جميعا ) واحيانا نرى من الناس التظاهر بنقاء القلب ولكن في الحقيقة عباره عن كلمات تقال يقولها اللسان لكن الحقد والغيرة مغروسة في قلب الانسان فلا يتمنى للشخص الحاقد عليه غير الضرر فيفرح ان وقع له مكروها ويتتبع اخطائه ساعة بساعة او يستفزه بطريقة قبيحة وتكون النتيجة ردة فعل الشخص المستفز بصورة غاضبة ويظهر ما ليس فيه من خطأ نتيجة الغضب الشديد وعندها يستغل الشخص الحاقد ذلك الموقف ويلصق ذلك الخطأ بالشخص ويجعلها صفة فيه امام الناس ليصبح مكروها من الناس نتيجة تلك المكيده من هذا المريض الحاقد. لذلك يجب ان تبقى المحاولات لعلاج تلك النفس الحاقده الحسودة النتنة حتى نجد الحل الجذري لكي ننقذ هذه النفس من شر اعمالها . ولعل اهم سبب يولد الحقد لدى الانسان هو قيامة بمهمة ما ويفشل فشلا ذريعا فشلا يجعل الناس تنفر منه فيبدأ بإسقاط فشله على غيره حتى لو كان اقرب الناس اليه . ومن بعض الحلول الجذرية لتطهير تلك النفس : اولا: ان نفهمه بان الله لا يرضى غل المؤمن للمؤمن والدليل على ذلك تنقية الناس من رب العزة قبل دخول الجنة قال تعالى : (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) عندها لعل قلبه يلين ويعرف انه واقع في خطأ جسيم. ثانيا : ان نفهمه ان ترك الغل والحسد والحقد من شيم الصالحين حتى يرق قلبه ويلين ليكسب رضا الله ومن ثم عباد الله ثالثا: ان نفهمه ان صفاء القلب ومحبته للمؤمنين سسببا لدخوله الجنة فقصة احد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بشره الله على لسان النبي بدخول الجنة لمجرد ان ينام وليس في قلبه شيء لأحد ، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ليطلعن عليكم رجل من هذا الباب من اهل الجنة فجاء سعد بن مالك فدخل منه قال البيهقي فذكر الحديث فقال : فقال عبد الله ابن البيهقي ابن عمرو رضي عنهما: ما انا بالذي انتهي حنى ابايت هذا الرجل، فأنظر عمله فقال: فذكر الحديث في دخوله عليه قال : فناولني عباءة فاضجعت عليها قريبا منه وجعلت ارمقه بعيني ليلة
كلما تعار سبح وكبر وهلل وسبح الله حتى إذا كان في وجه السحر قام فتوضأ وصلى اثنتي عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل ليس من طواله ولا من قصاره يدعو في كل ركعتي بعد التشهد بثلاث دعوات يقول : اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم اكفنا ما أهمنا من آخرتنا ودنيانا ، اللهم انا نعوذ بك إنا نسألك من الخير كله ونعوذ بك من الشر كله حتى إذا فرغ قال : فذكر الحديث في استقلاله عمله وعوده اليه ثلاثا الى أن قال: فقال: اخذ مضجعي وليس في قلبي غمر على احد كلام من لا ينطق على احد فهل هناك مجال للتكذيب. رابعا : هل ينقصنا حقد المسلم عل اخيه المسلم ؟ يؤدي غل القلوب وحقد النفوس على هتك المسلم لعرض اخيه المسلم هل هذه اخلاق المسلم ؟ لا والله ديننا الحنيف امر بالتسامح وستر عورات المسلم فكل حقود حسود يشوه صورة الاسلام ديننا الحنيف. خامسا: يجب تذكيره بقصة سيدنا يوسف حين غار منه اخوته ففكروا في قتله قال تعالى ( اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا ) وكيف كان ندم اخوة يوسف عليه السلام وتوبتهم وفوق كل هذا سامحهم نبي الله يوسف عليه السلام سادسا : يجب ان يعرف انه يعيش في ضنك فكل وقته كشف عورات الناس دون فائدة بل يعود كل حقده عليه ضررا. وحتى لا اطيل عليكم اقول اخيرا يجب ان يفهم الحقود والمغلول ان التسامح وتجاوز الزلات من شيم الانبياء جميعا فلا تسامح وتفوض امرك لله نقي النفس والقلب فيرتفع قدرك عند الله ومن ثم عباده واقسم بالله لا تنفعك صلاة ولا عبادة وقلبك مملوء بالكراهية والحقد والغل والحسد لاخيك المسلم نقي قلبك لتكسب جنة الدنيا والاخرة.
  • لب
  • أعمال
  • صورة
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/05 الساعة 12:15