'الأقصى' يستباح والمجتمع الدولي على مقاعد المتفرجين!

فايز الفايز
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/17 الساعة 01:03

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة تلك الاعتداءات الممنهجة من قبل الإرهابيين اليهود المتطرفين حتى النخاع الذين ليس لهم همّ إلا أن يقتحموا ويدنسوا باحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة ويتلذذوا بمهاجمة المصلين ويعتدوا بحماية شرطة الاحتلال على العجائز العرب بأيدي جنود تم تدريبهم على القتل والبطش فقط، فيما العالم كله يرى ماذا يحدث كلما حلّ شهر رمضان، لتندفع قطعان الإرهابيين غير المصنفين لاستفزاز المصلين، ولا أحد من دول العالم الحرّ أو غير الحرّ يهدد يوما بقطع علاقاته مع تل أبيب خشية من رد فعل واشنطن على ما يبدو، فأي طريق سيكون السلام بين شعب أعزل ومحاصر ودولة وشعب مُحتل ومختل؟

هناك دول عربية وأوروبية انضمت الى الأردن والسلطة الفلسطينية للتنديد بالاجراءات الإسرائيلية واقتحاماتها للمسجد الشريف وإطلاق النار فيه وترويع المصلين واعتقال غير قانوني لمئات الشباب، فيما تترك عصابات ايتامار بن غفير المتطرف تجول بحرية خارج حدودهم الدينية، وهي ترى بعين واحدة ما كان يريده متطرفو يهود من ذبح للقرابين في باحات ودواخل المسجد، فهل رأينا يوما فلسطينيا واحدا اعتدى على كنيس أو قتل مصلين عند حائط البراق؟ أي معايير هذه التي تحكم أخلاقيات فئة متطرفة في الحكومة والكنيست والمؤسسة الأمنية الاسرائيلية؟ ولماذا تدافع واشنطن عن الإرهاب الإسرائيلي ضد أطفال قاصرين؟

في نهاية الشهر الماضي جاء كل مسؤولي الكيان الإسرائيلي إلى عمان، وجميعهم كانوا حريصين على أن يقدموا للملك عبدالله الثاني ضمانات لعدم التصعيد من قبل قوات الأمن الداخلي أو جماعات الهيكل والأعضاء المتطرفين، وحملوا معهم رسائل الملك التي تضع القيود الصارمة لمنع أي تماس أو استفزاز للفلسطينيين والسماح لهم بالصلاة بكل هدوء وسلام خلال الشهر الفضيل، ولكن يبدو أن المعايير عندهم مرة أخرى ليست مرتبطة مباشرة بقيادة تمنع التهديدات الصهيونية، بل إن المساومات بين الحكومة واعضاء الكنيست يربح بها دائما الطرف المتطرف جداً، وهذا محرج لجميع الأطراف الضامنة للا شيء.

في المقابل تقف غزة ممثلة بقيادة حماس والفصائل الفلسطينية على ركبة ونصف، فحالة التبريد واضحة على الساحة رغم البيانات والاستنكارات لما يجري في الضفة الغربية والقدس، ويبدو أن الطرف القطرّي يحاول قدر الإمكان منع الانفجار الذي سيبدد الهدوء رغم أن النار تتأجج تحت الرماد، ولكن القضية باتت مهزلة مفتوحة، حيث لا يحترم الطرف الإسرائيلي التزاماته التي أصبحت مجرد تعابير لفظية لا معنى لها، فالإغلاقات العامة والهجوم على مخيم جنين والقتل المباشر الواقع على الشباب الفلسطيني في عقر داره لا يعطي الأمل بأن هناك طرفاً يريد السلام، فالمزايدات بين الأحزاب ودفاعاتها اليمينية ستسد كل أفق السلام بين عرب فلسطين المسلحين بالحجارة والجانب الإسرائيلي المدجج بالسلاح المرخص للقتل فورا.

لنلتفت الى روسيا التي كشفت حربها خداع العالم الغربي وانحيازه وازدواجيته، قدمت لنا درسا يفضح سياسة الكيان المحتل، إذ أكدت على أن مسار إسرائيل في الحفاظ على أطول احتلال في تاريخ العالم بعد الحرب يتم بتواطؤ ضمني من الدول الغربية وبدعم فعلي من الولايات المتحدة، واتهمت إسرائيل بأنها تستخدم تصريحاتها ضد روسيا في الأمم المتحدة كمحاولة لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حيث لا تزال تواصل الاحتلال غير القانوني وضم الأراضي الفلسطينية ما أدى إلى مقتل الآلاف من الفلسطينيين، وجعلت من غزة «سجنًا في الهواء الطلق» لملايين الناس على قيد الحياة لمدة 14 عاما في ظل ظروف الحصار البحري والجوي والبري الذي تفرضه إسرائيل.

من المخزي أن ننتظر من دول العالم موقفا يدعم حق الشعب الفلسطيني بأرض ودولة كما كل بلاد العالم، في الوقت الذي صمت البعض صمت القبور، وما خرج من غيرها ليس سوى تكرار لجملّ لا تقدم ولا تؤخر، في الوقت الذي يدافع الفلسطينيون بأرواحهم ونحن جالسون على مقاعد المتفرجين، نشاهد الترويع والقتل بالسلاح الإسرائيلي عبر الفيديوهات ثم نعود الى مسلسلاتنا التي لا ينتهي عنها الفجور حتى طلوع الفجر، فأي دعاء مستجاب إذا لم يكن هناك إيمان حقيقي بأن فلسطين كلها وقف إسلامي لا يمكن التنازل عنه للصوص جاءوا من شتات أوروبا ليسرقوا أرض فلسطين من أهلها.

دمتم بنوم عميق وأحلام لا تنتهي..

Royal430@hotmail.com

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/17 الساعة 01:03