المفوضية: الأوضاع في سوريا ليست جاهزة لعودة اللاجئين بأمان وكرامة
مدار الساعة - تشهد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتجاهاً ملحوظاً إلى العودة التلقائية إلى سوريا وداخلها خلال النصف الاول من العام.
اعلنت المفوضية ان وكالات الإغاثة قدرت أكثر من (440) الف نازح داخلي عادوا إلى ديارهم في سوريا خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام.
ورصدت المفوضية أكثر من (31) الف لاجئ سوري عادو طواعية من الدول المجاورة خلال ذات الفترة، منهم حوالي الفي لاجئ من الاردن، ومنذ عام 2015، عاد نحو (260) الف لاجئ تلقائيا إلى سوريا، من تركيا إلى شمال سوريا بشكل أساسي.
وقال تقرير المفوضية ان العوامل الرئيسية التي تؤثر على القرارات المتعلقة بالعودة الطوعية إلى اللاجئين في معظم الأحيان إلى حلب وحماة وحمص ودمشق والمحافظات الأخرى ترتبط أساسا بالبحث عن أفراد الأسرة والتحقق من الممتلكات، وفي بعض الحالات تحسن حقيقي أو متصور في الظروف الأمنية في أجزاء من سوريا.
وبدأت المفوضية في توسيع قدراتها التشغيلية داخل سوريا، لتلبية الاحتياجات الاولية للعائدين من النازحين داخليا، وستوسع المفوضية كجزء من الاستجابة الشاملة من جانب الامم المتحدة داخل سوريا استجابتها الانسانية والحماية مع التركيز الشديد على توفير خدمات الحماية وتحسين ظروف المأوى والمساعدة في إعادة تأهيل بعض والهياكل الأساسية الأساسية والخدمات الأساسية الأساسية، بالتعاون مع الوكالات الرائدة في القطاع المعني.
وتعزز المفوضية خارج سوريا، مراقبة التحركات على الحدود وتحليل نوايا اللاجئين لتكون على اطلاع على التغييرات التي قد تؤدي إلى عودة اللاجئين، مع ضمان إعطاء الأولوية لآراء اللاجئين في أي تخطيط للعودة.
وتعتقد المفوضية مع تزايد الآمال بمحادثات السلام الأخيرة في أستانا وجنيف، أن الأوضاع في سوريا ليست جاهزة بعد لعودة اللاجئين بأمان وكرامة، ولا تزال استدامة التحسينات الأمنية في العديد من مناطق العودة غير مؤكدة، وهناك مخاطر كبيرة تتمثل في عدم بلوغ عتبات الحماية المناسبة للعودة الطوعية والآمنة والكريمة في أجزاء من البلاد. ويبقى الوصول إلى السكان النازحين في سوريا تحدياً أساسياً، بما أن قوافل الإغاثة غير قادرة بعد على الوصول بانتظام حتى إلى المناطق التي أصبح من الممكن الوصول إليها مؤخراً.
وقالت تشمل التحديات الأخرى التي تواجهها حالات العودة المستدامة والواسعة النطاق الفرص المحدودة لكسب العيش والنقص في الأغذية والمياه وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية والخدمات الأساسية بشكل متقطع أو انقطاعها تماماً. وقد تضررت أو تدمرت العديد من المدارس في سوريا وباتت غير مناسبة للتعليم ، وفق الراي.
وتساهم المفوضية في هذه المرحلة، في المساعدة مع شركاء آخرين لتحسين الأوضاع في المناطق التي يمكن الوصول إليها في سوريا، لا يمكن للمفوضية أن تعزز ولا أن تسهل عودة اللاجئين من البلدان المضيفة في هذه المرحلة.
بالنسبة إلى الـ(5) ملايين لاجئ الذين تم استقبالهم في المنطقة، وعلى الرغم من بعض حالات العودة المنظمة ذاتياً، هناك حاجة واضحة إلى مواصلة برامج التمويل والدعم في الدول المضيفة، لا سيما عبر الاستراتيجية والنداء الإقليمي المشترك بين الوكالات لخطة الاستجابة الإقليمية لدعم اللاجئين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم.
لا يزال من الضروري ضمان حصول اللاجئين السوريين على فرص اللجوء والحفاظ على قدرتهم للبقاء في الدول المضيفة. وفي هذه الأثناء، سنستمر في مراقبة تحركات العودة وفي تخطيط وتنفيذ استجابتنا داخل سوريا وخارجها بالشراكة مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية كجزء من الاستجابة الشاملة للأمم المتحدة في سوريا.
وتتخذ المفوضية عدداً من الخطوات التحضيرية، استعداداً للوقت الذي تصبح فيه ظروف العودة الطوعية للاجئين في ظروف آمنة وكريمة متوفرة.