هل يشهد مونديال قطر 2022 أفضل مشاركة عربية في التاريخ؟

ينتظر الجميع ما ستقدمه قطر للعالم في البطولة، التي ستنطلق في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، على أن تختتم البطولة في اليوم الوطني لدولة قطر، 18 ديسمبر/كانون الأول 2022.

ومن أجل كأس العالم خصَّصت قطر ملاعب جديدة، أبرزها ملعب "لوسيل"، الذي سيستضيف المباراة النهائية، بالإضافة إلى تطوير وإعادة بناء ملاعب أخرى كما هو الحال مع استاد "الريان".

مونديال العرب لكل العرب

يؤكد القائمون على تنظيم مونديال قطر 2022، وعلى رأسهم أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن مونديال قطر هو لكل العرب، وشرف تنظيمه يفخر به كل عربي. وكانت هذه المقولة حاضرة في حفل القرعة، حيث دمجت الموسيقى العربية مع الفلكلور القطري، كما تجلى التوجه القطري في العديد من المظاهر الأخرى، مثل تميمة المونديال "لعيب"، ذات الملامح والملابس العربية.

ستشهد البطولة تكنولوجيا متقدمة، تُستخدم لأول مرة في ملاعب كرة القدم، حيث سيتم تكييف الهواء عند درجات حرارة معتدلة وتنقية الهواء، كما سيتم استخدام تكنولوجيا متقدمة لكشف التسلل، تقلل من الوقت المستغرق للتأكد من صحة قرار حكام الساحة.

تحليل قرعة البطولة فنياً

أسفرت القرعة التي أقيمت يوم الجمعة، 1 أبريل/نيسان، عن المجموعات التالية:

المجموعة الأولى: (قطر- الإكوادور- هولندا- السنغال)

المجموعة الثانية: (إنجلترا- إيران- الولايات المتحدة الأمريكية- الفائز في الملحق الأوروبي (أوكرانيا أو اسكتلندا أو ويلز)

المجموعة الثالثة: (السعودية- الأرجنتين- المكسيك- بولندا)

المجموعة الرابعة: (تونس- فرنسا- الدنمارك- الملحق العالمي (الإمارات أو أستراليا أو البيرو)

المجموعة الخامسة: (إسبانيا- ألمانيا- اليابان- الملحق العالمي (نيوزيلندا أو كوستاريكا)

المجموعة السادسة: (المغرب- بلجيكا- كرواتيا- كندا)

المجموعة السابعة: (البرازيل- صربيا- سويسرا- الكاميرون)

المجموعة الثامنة: (البرتغال- غانا- الأورغواي- كوريا الجنوبية)

وبنظرة حالية للمجموعات وتوزيع الفرق، وقبل ما يزيد عن 7 أشهر من البطولة فإنني أرى فرصة المنتخبات العربية كبيرة للتأهل للأدوار التالية.

بطل آسيا ضد بطل إفريقيا

في المجموعة الأولى يتسلح المنتخب القطري بعامل الأرض والجمهور والانسجام الفني بين اللاعبين والمدرب الإسباني فيليكس.

المنتخب القطري بطل آسيا يمتلك عدداً من اللاعبين المميزين، أمثال المهاجم المعز علي، والجناح أكرم عفيف، بالإضافة إلى قائد الفريق حسن الهيدوس.

وأصبح للمنتخب القطري خبرات كبيرة عالمية، اكتسبها بعد مشاركته في كأس أمم آسيا والفوز بها، وكذلك كأس العرب، وكوبا أميركا، والكأس الذهبية، وتصفيات أوروبا لكأس العالم. وهو الأمر الذي منح الفريق الفرصة للاحتكاك بمدارس متنوعة كروياً.

وفي حال أراد المنتخب القطري كتابة التاريخ فسيتعين عليه الفوز في المباراة الأولى ضد الإكوادور، وفي حال استطاع خطف نقطة من هولندا سيكون قد وضع قدماً في دور الـ16، لكن تقتضي الأمانة القول إن السنغال وهولندا هما المرشحان للتأهل عن المجموعة الأولى.

إيران وأمريكا: هل تُصلح الرياضة ما أفسدته السياسة؟



ستشهد مباريات المجموعة الثانية مباراة متكررة من مونديال 1998، وستجمع بين الغريمين سياسياً إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث نتطلع أن تصلح الرياضة ما أفسدته السياسة بين البلدين.

منتخب إيران كان أول المتأهلين للمونديال عن قارة آسيا، ويعتمد على توليفة من اللاعبين بالدوري المحلي، بالإضافة إلى عدد من المحترفين في أندية خليجية وأوروبية. أما الولايات المتحدة فتعتمد على بعض النجوم مثل ماكيني، لاعب اليوفي، وبولسيتش لاعب تشيلسي، وتضم المجموعة أيضاً منتخب إنجلترا، وصيف بطل أوروبا والمرشح الأوفر حظاً لصدارة المجموعة.

الأخضر على قدر التحدي

ستكون دعوات العرب جميعاً لمنتخب المملكة العربية السعودية، الذي أوقعته القرعة في مجموعة قوية للغاية، ولكنّ لاعبي الأخضر بمدربهم المتمرس في البطولات الكبرى هيرفي رونار "قد التحدي".

مجابهة الأرجنتين، بطل كوبا أميركا بقيادة ميسي، وبولندا بقيادة ليفاندوفسكي، والمكسيك بقيادة المخضرم تشيتشاريتو هيرنانديز، تحتم على السعودية الاستعداد بشكل خاص للقتال على خطف بطاقة تأهل من المجموعة الصعبة.

تونس الخضراء تواجه بطل العالم

بعدما حسمت تونس تأهلاً صعباً للمونديال، أوقعتها القرعة في مواجهة صعبة مع بطل العالم، منتخب الديوك الفرنسي، المدجج بكتيبة من النجوم، يلعبون في أكبر أندية العالم، وفي مقدمتهم النجم كيليان مبابي.

كما سيواجه نسور قرطاج منتخب الدنمارك، القوي والرهيب، والذي حقق الفوز في جميع مباريات التصفيات عدا مباراة واحدة، والذي يمتلك العديد من النجوم، ويعتمد على منظومة لعب جماعية، بالإضافة إلى المتأهل من الملحق العالمي.

هل يرعب زئير أسود الأطلس المجموعة السادسة؟

المنتخب المغربي يمتلك شخصية كبيرة في المواجهات الصعبة، وأتوقع أن تساعدهم قوة شخصيتهم في مواجهة منتخبات مجموعتهم، التي تضم منتخب بلجيكا المرعب، ومنتخب كرواتيا، وصيف بطل العالم، ومنتخب كندا، أول المتأهلين عن تصفيات أمريكا الشمالية (الكونكاكاف)، وتتسم هذه المجموعة بمواجهة تنافسية بين لاعبين يتزاملون في نفس النادي (لوكاكو- كوفاسيتش- حكيم زياش)، (مودريتش- كورتوا)، (راكيتيتش- ياسين بونو- يوسف النصيري).

عربي بوست