ستكون أول هدف للصين في حال نشوب الحرب
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/13 الساعة 23:33
مدار الساعة -أعلنت البحرية الأمريكية، في بيان أصدرته في 10 أبريل/نيسان 2022، أنها ستُرسي غواصة إضافية خامسة من فئة لوس أنجلوس في جزيرة غوام، وذلك من أجل تعزيز دفاعات الجزيرة أمام الصين. فما هي جزيرة غوام؟ ولماذا قد تكون هذه الجزيرة الأمريكية الصغيرة أول هدف للصين إذا ما قامت حرب بين واشنطن وبكين؟
ما هي جزيرة غوام؟
تقع جزيرة غوام أو "Guam" في غرب المحيط الهادئ، وهي أرض أمريكية وعاصمتها "هاغاتنيا"، تقع في مجموعة جزر ماريانا، حيث توجد فيها قاعدة بحرية وجوية أمريكية حيوية في المحيط الهادئ. وتبلغ مساحة الجزيرة 549 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها 169 ألفاً (بحسب تقديرات في عام 2021).
تاريخياً، قاد المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان أول بعثة أوروبية لغوام، ووصل فريقه هناك في عام 1521. وجعلت إسبانيا من غوام ملكية إسبانية عام 1561، وتنازلت عنها للولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب الإسبانية الأمريكية في عام 1898، ومن ثم وُضِعَتْ تحت إدارة البحرية الأمريكية.
وخلال الحرب العالمية الثانية هاجمت اليابان جزيرة غوام واحتلتها في عام 1941، ولم تسترجع القوات الأمريكية الجزيرة تماماً حتى عام 1944.
وفي عام 1954، أنشأت القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الأمريكي قاعدة أندرسن الجوية في الجزيرة، واتخذت منها مقراً لقيادتها في منطقة المحيط الهادئ.
وأعلنت الولايات المتحدة أن غوام جزء من أراضيها، في الأول من أغسطس/آب 1950، ونقلت الإشراف عليها من البحرية إلى وزارة الداخلية، وأصبح سكانها مواطنين أمريكيين. وينتخب الناخبون في غوام هيئة تشريعية من مجلس واحد، وينتخبون حاكماً ونائباً له، مرة كل أربع سنوات.
وقبل عام 1970 كان الرئيس الأمريكي هو الذي يتولى تعيين حكام غوام، ولكن منذ عام 1972م، بدأ سكان غوام في انتخاب وفد لمجلس النواب الأمريكي. ويحق للنواب التصويت في اللجان التابعة لمجلس النواب، ولكن ليس في المجلس ذاته.
وسكان جزيرة غوام الأصليون هم "الشامورو"، وهم منحدرون من أصول ميكرونيزية (من جزر المحيط الهادئ)، والإسبانية والفلبينية، ولكن سكان هذه الجزيرة المتنوعين يضمون في صفوفهم أيضاً يابانيين وصينيين وآخرين قادمين من جزر أخرى في المحيط الهادئ.
وتشكل السياحة، إضافة إلى الوجود المتصاعد للقوات العسكرية الأمريكية هناك، عمادَ الاقتصاد في هذه الجزيرة النائية، حيث توفر المنشآت العسكرية العديد من الوظائف للغواميين، ويزورها آلاف السياح، ومعظمهم من اليابانيين، كل عام.
ما أهمية جزيرة غوام الاستراتيجية؟
تعد جزيرة غوام من أعمدة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ تعتبر الجزيرة مركزاً مهماً لجحافل الجيوش الأمريكية، ما يُتيح للأمريكيين الوصول بسرعة إلى مناطق التأزم في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان على سبيل المثال.
ويحتفظ الجيش الأمريكي بقواعد عسكرية والعديد من المنشآت البحرية الأخرى على الجزيرة، وتقع قواعد القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأمريكية على بعد حوالي 2800 كيلومتر فقط من الصين، ما يجعلها أقرب القواعد على الأراضي الأمريكية إليها.
وبحسب تقديرات سابقة، تنشر الولايات المتحدة نحو 6000 جندي في قاعدتين جوية وبحرية (قاعدتا أندرسن وأبرا) في جزيرة غوام، وهي تؤوي منشآت أمريكية استراتيجية من قاذفات ثقيلة بعيدة المدى ومقاتلات وغواصات، تشارك بانتظام في تدريبات ومناورات في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، وهو ما يثير غضب كوريا الشمالية والصين.
وتسعى الولايات المتحدة على الدوام لحمايتها وتحصينها من الصواريخ الكورية الشمالية والصينية قصيرة المدى، حيث تحظى الجزيرة الأمريكية الصغيرة بحماية درع مضادة للصواريخ من طراز "ثاد"، كما تقوم مدمرات البحرية الأمريكية بدوريات في المياه حول غوام، لتوفير دفاع صاروخي فعال أمام التهديدات الخارجية.
وفي عام 2017، وسط اشتعال الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون، هددت بيونغ يانغ بقصف جزيرة غوام، التي تبعد نحو 3500 كلم من كوريا الشمالية.
ومن أجل ذلك، وفي خضم التنافس مع الصين واحتمالات غزو بكين لجزيرة تايوان المدعومة من الولايات المتحدة، تحاول واشنطن الحفاظ على تفوقها العسكري في منطقة المحيط الهادئ، وقدرتها على تحقيق توازن القوى المطلوب في المنطقة.
البحرية الأمريكية تعزز دفاعاتها في جزيرة غوام أمام الصين
تعتبر غواصة "يو إس إس أنابوليس" الهجومية التي أعلنت البحرية الأمريكية إرساءها في جزيرة غوام مؤخراً، خامس غواصة سريعة الهجوم من فئة لوس أنجلوس تتمركز في الجزيرة، لتنضم إلى الغواصات: "يو إس إس آشفيل"، و"يو إس إس كي ويست"، و "يو إس إس جيفرسون سيتي"، وأخيراً "يو إس إس سبرينغفيلد".
وتم تصميم الغواصات الهجومية، مثل يو إس إس أنابوليس USS Annapolis، للبحث وتدمير غواصات العدو والسفن السطحية، وكذلك نشر القوات واستدامتها بشكل سريع وفعال في مواقع متعددة للاستجابة للأزمات، والمساهمة في الردع، وتعزيز الاستقرار الإقليمي (Power projection)، وتسليحها بصواريخ كروز من نوع توماهوك، وقوات العمليات الخاصة (SOF). كما تقوم هذه الغواصات بعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، بالإضافة إلى دعم عمليات المجموعات القتالية والانخراط في حرب الألغام.
وتقول الولايات المتحدة إن إرسال هذه الغواصة الآن إلى جزيرة غوام، جاء كجزء من خطة البحرية الأمريكية لوضع الوحدات الأكثر تقدماً وقدرة في المقدمة، من أجل دعم مهمات قواتها في المحيطين الهندي والهادئ.
ويقول قائد غواصة "يو إس إس أنابوليس"، بحسب ما نقلت مجلة national interest الأمريكية، إن إرساء الغواصة الجديدة في جزيرة غوام، جاء في إطار مراقبة "البحرية الأمريكية عن كثب للأحداث العالمية، لا سيما تلك الواقعة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مضيفاً: "نحن جاهزون للعمل".
وبشكل عام، تشكل الغواصات سريعة الهجوم من فئة "لوس أنجلوس" العمود الفقري لقوة الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية. رغم أن بعض الغواصات من فئة لوس أنجلوس السابقة قد تقاعدت، فإن الغواصات هذه لا تزال من أكثر الغواصات هدوءاً وقدرة في العالم، وهو ما يدفع البحرية الأمريكية إلى حاجتها في المحيط الهادئ.
في أعماق المحيط الهادئ، تعتبر جزيرة غوام معرضة للخطر، فبحسب تقديرات البحرية الأمريكية فإنه في حالة نشوب صراع في غرب المحيط الهادئ، ستكون الجزيرة هدفاً رئيسياً لبحرية الجيش الصيني.
وتعتبر الجزيرة مهمة للغاية، لدرجة أن البحرية الأمريكية طرحت مؤخراً فكرة نشر طرادات الصواريخ القديمة الموجهة من فئة Ticonderoga (تيكونديروغا)، بشكل دائم على الجزيرة الصغيرة، للاستفادة من قدرات الدفاع الجوي القوية لهذه السفن أمام القدرات الصينية.
ورغم أن الدفاع عن جزيرة غوام لن يكون سهلاً فإن إضافة غواصة خامسة سريعة الهجوم إلى الجزيرة سيعقد حسابات بحرية الجيش الصيني، كما يقول الخبراء الأمريكيون.
وفي مارس/آذار 2021، حذّر قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "إندوبام"، الأدميرال فيليب ديفيدسون، من أن الصين قد تغزو تايوان خلال 6 سنوات، وتهدّد جزيرة "غوام" الأمريكية في المحيط الهادئ.
وقال ديفيدسون في إشارة إلى الصينيين: "أخشى أن يكونوا بصدد تسريع مشروعهم الرامي للحلول مكان الولايات المتحدة، بقدوم عام 2050". وأضاف خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي: "أخشى أن يكونوا يريدون بلوغ هدفهم في وقت أبكر. واضح أن تايوان هي جزء من طموحاتهم، وأعتقد أن التهديد بديهي في العقد المقبل، لا بل خلال السنوات الست المقبلة".
وقال ديفيدسون إن "غوام هي هدف اليوم"، مذكّراً بأن الجيش الصيني نشر العام الماضي تسجيلاً مصوّراً دعائياً، يظهر فيه طيارون صينيون وهم يتدربون على مهاجمة قاعدة عسكرية في الجزيرة، مطالباً المشرعين الأمريكيين بتوفير "المزيد من الدعم عبر نشر قدرات دفاعية جوية وصاروخية إضافية في غوام، بالنظر إلى قدرة الصين المتزايدة على تهديد الجزيرة المهمة".
وتعتبر الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، بعدما انفصلت عنها خلال حرب أهلية في عام 1949، ولا تزال تهدد باستعادتها، ولو بالقوة. وتنفذ بكين مناورات عسكرية مكثفة، وتوغلات شبه يومية لمقاتلات صينية في المجال الجوي قرب تايوان، التي يقطنها نحو 23 مليون فرد.
وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه (عاصمة تايوان)، في عام 1979، لكن الولايات المتحدة لا تزال أبرز حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، كما أن الكونغرس يُلزم الإدارة الأمريكية ببيع الجزيرة أسلحة، لتمكينها من الدفاع عن نفسها.
ما هي جزيرة غوام؟
تقع جزيرة غوام أو "Guam" في غرب المحيط الهادئ، وهي أرض أمريكية وعاصمتها "هاغاتنيا"، تقع في مجموعة جزر ماريانا، حيث توجد فيها قاعدة بحرية وجوية أمريكية حيوية في المحيط الهادئ. وتبلغ مساحة الجزيرة 549 كم مربع، ويبلغ عدد سكانها 169 ألفاً (بحسب تقديرات في عام 2021).
تاريخياً، قاد المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان أول بعثة أوروبية لغوام، ووصل فريقه هناك في عام 1521. وجعلت إسبانيا من غوام ملكية إسبانية عام 1561، وتنازلت عنها للولايات المتحدة عقب انتهاء الحرب الإسبانية الأمريكية في عام 1898، ومن ثم وُضِعَتْ تحت إدارة البحرية الأمريكية.
وخلال الحرب العالمية الثانية هاجمت اليابان جزيرة غوام واحتلتها في عام 1941، ولم تسترجع القوات الأمريكية الجزيرة تماماً حتى عام 1944.
وفي عام 1954، أنشأت القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الأمريكي قاعدة أندرسن الجوية في الجزيرة، واتخذت منها مقراً لقيادتها في منطقة المحيط الهادئ.
وأعلنت الولايات المتحدة أن غوام جزء من أراضيها، في الأول من أغسطس/آب 1950، ونقلت الإشراف عليها من البحرية إلى وزارة الداخلية، وأصبح سكانها مواطنين أمريكيين. وينتخب الناخبون في غوام هيئة تشريعية من مجلس واحد، وينتخبون حاكماً ونائباً له، مرة كل أربع سنوات.
وقبل عام 1970 كان الرئيس الأمريكي هو الذي يتولى تعيين حكام غوام، ولكن منذ عام 1972م، بدأ سكان غوام في انتخاب وفد لمجلس النواب الأمريكي. ويحق للنواب التصويت في اللجان التابعة لمجلس النواب، ولكن ليس في المجلس ذاته.
وسكان جزيرة غوام الأصليون هم "الشامورو"، وهم منحدرون من أصول ميكرونيزية (من جزر المحيط الهادئ)، والإسبانية والفلبينية، ولكن سكان هذه الجزيرة المتنوعين يضمون في صفوفهم أيضاً يابانيين وصينيين وآخرين قادمين من جزر أخرى في المحيط الهادئ.
وتشكل السياحة، إضافة إلى الوجود المتصاعد للقوات العسكرية الأمريكية هناك، عمادَ الاقتصاد في هذه الجزيرة النائية، حيث توفر المنشآت العسكرية العديد من الوظائف للغواميين، ويزورها آلاف السياح، ومعظمهم من اليابانيين، كل عام.
ما أهمية جزيرة غوام الاستراتيجية؟
تعد جزيرة غوام من أعمدة الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إذ تعتبر الجزيرة مركزاً مهماً لجحافل الجيوش الأمريكية، ما يُتيح للأمريكيين الوصول بسرعة إلى مناطق التأزم في شبه الجزيرة الكورية ومضيق تايوان على سبيل المثال.
ويحتفظ الجيش الأمريكي بقواعد عسكرية والعديد من المنشآت البحرية الأخرى على الجزيرة، وتقع قواعد القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأمريكية على بعد حوالي 2800 كيلومتر فقط من الصين، ما يجعلها أقرب القواعد على الأراضي الأمريكية إليها.
وبحسب تقديرات سابقة، تنشر الولايات المتحدة نحو 6000 جندي في قاعدتين جوية وبحرية (قاعدتا أندرسن وأبرا) في جزيرة غوام، وهي تؤوي منشآت أمريكية استراتيجية من قاذفات ثقيلة بعيدة المدى ومقاتلات وغواصات، تشارك بانتظام في تدريبات ومناورات في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، وهو ما يثير غضب كوريا الشمالية والصين.
وتسعى الولايات المتحدة على الدوام لحمايتها وتحصينها من الصواريخ الكورية الشمالية والصينية قصيرة المدى، حيث تحظى الجزيرة الأمريكية الصغيرة بحماية درع مضادة للصواريخ من طراز "ثاد"، كما تقوم مدمرات البحرية الأمريكية بدوريات في المياه حول غوام، لتوفير دفاع صاروخي فعال أمام التهديدات الخارجية.
وفي عام 2017، وسط اشتعال الحرب الكلامية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونغ أون، هددت بيونغ يانغ بقصف جزيرة غوام، التي تبعد نحو 3500 كلم من كوريا الشمالية.
ومن أجل ذلك، وفي خضم التنافس مع الصين واحتمالات غزو بكين لجزيرة تايوان المدعومة من الولايات المتحدة، تحاول واشنطن الحفاظ على تفوقها العسكري في منطقة المحيط الهادئ، وقدرتها على تحقيق توازن القوى المطلوب في المنطقة.
البحرية الأمريكية تعزز دفاعاتها في جزيرة غوام أمام الصين
تعتبر غواصة "يو إس إس أنابوليس" الهجومية التي أعلنت البحرية الأمريكية إرساءها في جزيرة غوام مؤخراً، خامس غواصة سريعة الهجوم من فئة لوس أنجلوس تتمركز في الجزيرة، لتنضم إلى الغواصات: "يو إس إس آشفيل"، و"يو إس إس كي ويست"، و "يو إس إس جيفرسون سيتي"، وأخيراً "يو إس إس سبرينغفيلد".
وتم تصميم الغواصات الهجومية، مثل يو إس إس أنابوليس USS Annapolis، للبحث وتدمير غواصات العدو والسفن السطحية، وكذلك نشر القوات واستدامتها بشكل سريع وفعال في مواقع متعددة للاستجابة للأزمات، والمساهمة في الردع، وتعزيز الاستقرار الإقليمي (Power projection)، وتسليحها بصواريخ كروز من نوع توماهوك، وقوات العمليات الخاصة (SOF). كما تقوم هذه الغواصات بعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع (ISR)، بالإضافة إلى دعم عمليات المجموعات القتالية والانخراط في حرب الألغام.
وتقول الولايات المتحدة إن إرسال هذه الغواصة الآن إلى جزيرة غوام، جاء كجزء من خطة البحرية الأمريكية لوضع الوحدات الأكثر تقدماً وقدرة في المقدمة، من أجل دعم مهمات قواتها في المحيطين الهندي والهادئ.
ويقول قائد غواصة "يو إس إس أنابوليس"، بحسب ما نقلت مجلة national interest الأمريكية، إن إرساء الغواصة الجديدة في جزيرة غوام، جاء في إطار مراقبة "البحرية الأمريكية عن كثب للأحداث العالمية، لا سيما تلك الواقعة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مضيفاً: "نحن جاهزون للعمل".
وبشكل عام، تشكل الغواصات سريعة الهجوم من فئة "لوس أنجلوس" العمود الفقري لقوة الغواصات التابعة للبحرية الأمريكية. رغم أن بعض الغواصات من فئة لوس أنجلوس السابقة قد تقاعدت، فإن الغواصات هذه لا تزال من أكثر الغواصات هدوءاً وقدرة في العالم، وهو ما يدفع البحرية الأمريكية إلى حاجتها في المحيط الهادئ.
في أعماق المحيط الهادئ، تعتبر جزيرة غوام معرضة للخطر، فبحسب تقديرات البحرية الأمريكية فإنه في حالة نشوب صراع في غرب المحيط الهادئ، ستكون الجزيرة هدفاً رئيسياً لبحرية الجيش الصيني.
وتعتبر الجزيرة مهمة للغاية، لدرجة أن البحرية الأمريكية طرحت مؤخراً فكرة نشر طرادات الصواريخ القديمة الموجهة من فئة Ticonderoga (تيكونديروغا)، بشكل دائم على الجزيرة الصغيرة، للاستفادة من قدرات الدفاع الجوي القوية لهذه السفن أمام القدرات الصينية.
ورغم أن الدفاع عن جزيرة غوام لن يكون سهلاً فإن إضافة غواصة خامسة سريعة الهجوم إلى الجزيرة سيعقد حسابات بحرية الجيش الصيني، كما يقول الخبراء الأمريكيون.
وفي مارس/آذار 2021، حذّر قائد القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "إندوبام"، الأدميرال فيليب ديفيدسون، من أن الصين قد تغزو تايوان خلال 6 سنوات، وتهدّد جزيرة "غوام" الأمريكية في المحيط الهادئ.
وقال ديفيدسون في إشارة إلى الصينيين: "أخشى أن يكونوا بصدد تسريع مشروعهم الرامي للحلول مكان الولايات المتحدة، بقدوم عام 2050". وأضاف خلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي: "أخشى أن يكونوا يريدون بلوغ هدفهم في وقت أبكر. واضح أن تايوان هي جزء من طموحاتهم، وأعتقد أن التهديد بديهي في العقد المقبل، لا بل خلال السنوات الست المقبلة".
وقال ديفيدسون إن "غوام هي هدف اليوم"، مذكّراً بأن الجيش الصيني نشر العام الماضي تسجيلاً مصوّراً دعائياً، يظهر فيه طيارون صينيون وهم يتدربون على مهاجمة قاعدة عسكرية في الجزيرة، مطالباً المشرعين الأمريكيين بتوفير "المزيد من الدعم عبر نشر قدرات دفاعية جوية وصاروخية إضافية في غوام، بالنظر إلى قدرة الصين المتزايدة على تهديد الجزيرة المهمة".
وتعتبر الصين أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، بعدما انفصلت عنها خلال حرب أهلية في عام 1949، ولا تزال تهدد باستعادتها، ولو بالقوة. وتنفذ بكين مناورات عسكرية مكثفة، وتوغلات شبه يومية لمقاتلات صينية في المجال الجوي قرب تايوان، التي يقطنها نحو 23 مليون فرد.
وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه (عاصمة تايوان)، في عام 1979، لكن الولايات المتحدة لا تزال أبرز حليف لتايوان ومزوّدها الأول بالأسلحة، كما أن الكونغرس يُلزم الإدارة الأمريكية ببيع الجزيرة أسلحة، لتمكينها من الدفاع عن نفسها.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/13 الساعة 23:33