عاد الفاسدون والفلول والمستبدون!
عندما قلب الشعب العربي الصخرة الجاثمة على صدره، وجد تحتها الخمج والعفن و الروائح الزاكمة.
ووجد الديدان والعقارب والأفاعي والفطريات والعلق والجرذان.
ووجد تحت الصخرة وحولها وفي ظلالها، النظام الوحشي القديم المغرق في الظلمة والظلم،
ووجد أنظمة الزمرة الإقطاعية والطائفية والمذهبية والجهوية.
ووجد انظمة «العقداء» الذين فاقوا الأباطرة في إطلاق ايديهم وأيدي عصاباتهم، في دماء الشعوب واعراضهم وأموالهم وارزاقهم.
ووجد دولة الأقبية والزنازين والأشباح والتعذيب والأنين، والاغتيالات والمقابر الجماعية وامتهان الكرامة الإنسانية.
ووجد فلولا وفاسدين ومستبدين وجلادين ومنافقين وشبيحة، يحتاج تطهيرهم إلى أيادٍ من حديد ومكانس من فولاذ، وإلى اكثر من شمس، وإلى أكثر من مبيد حشري، وإلى مطهر اخلاقي، وإلى صرامة لا ترحم.
والطاغية ظالم بالضرورة، الطاغية وحش بالتأكيد.
والطاغية هو الزعيم الأوحد، هو الحرب والسلام، هو الشرعية الثورية، هو الدستور والقانون والقضاء والعسس وبيت المال، هو الجحيم والنعيم، هو العقاب والثواب.
قيل: من يعش بالسيف بالسيف يمت.
وقيل: الطاغية يستطيع أن يقطع بالسيف ما يشاء من الرقاب، وأن يضرب به ما يشاء، إلا أن يجلس عليه عندما تكل يداه وتنهار قواه.
والطغاة دائما ما يحولون المحاريث إلى سيوف، والجدائل إلى مشانق، والضعفاء إلى زعماء، والسفلة إلى سادة.
الطغاة يغرقهم المنافقون في أوهام الولاء والرضى والضرورة والبقاء إلى الأبد.
قال عمرو بن العاص: «إن سقوط الف من علية القوم، لأخف ضررا من إرتفاع واحد من السفلة».
وقالت العرب: قوّي ضعيف حلالك ولا تقوي ضعيف رجالك. ضعيف رجالك إن قويته أكلك، وضعيف حلالك إن قويته أكلته.
وكما ضربت الحقيقة والحتمية والحياة، انظمة الفساد والطغاة والإستبداد، ستضرب الحقيقة والحتمية والحياة، الأنظمة العربية الوحشية القديمة، الغارقة في الدم والفساد، و في وهم الخلود والتأبيد.
وللتذكير فقط، دفع الشعب السوداني الطيب في ليلة واحدة ثمن اقتلاع الطاغية البشير 21 شهيدا و 150 جريحا.
أي عداء للشعب العربي السوداني، أكثر من هذا العداء ؟!