ما اجمل ان نتعود العد للعشرة..
في اول زيارة له بعد ان استلم ادارة المصنع الذي ورثه عن ابيه.. شاهد احد الشباب لا يعمل.. ويستند على الحائط.. وغير مكترث بمن هو يشاهده او يراقبه..
فتوجه اليه على الفور.. وقال له بصوت أسمَعَ الجميع..
كم راتبك الشهري؟!..
فرد عليه دون تفكير.. 300 دينار..
فقام المدير على الفور باخراج محفظته.. وتناول منها 300 دينار.. واعطاها للشاب.. وقال له هذا راتب الشهر مقدما.. ولا اريدك في المصنع بعد اليوم.. فانت مثال للموظف السيء.. الذي لا يؤتمن على عمله..
ثم اردف قائلا.. نحن ندفع للموظفين لكي يقوموا بالعمل المطلوب.. وليس لإضاعة الوقت والنظر هنا وهناك..
التفت المدير الى باقي الموظفين.. وكان الذهول يخيم عليهم..
وبنبرته ونظراته الحادة قال.. هذا مصير كل واحد لا يقوم بعمله بشكل صحيح.. ولن اتردد في طرده مهما كانت خبرته وكفاءته..
في وسط هذا المشهد.. قام احد الموظفين واقترب من المدير.. وقال له.. هل تعرف هذا الشاب الذي طرته الان.. من يكون؟!..
رد المدير لا..
فقال له الموظف.. انه يعمل سائق توصيل حاجيات.. ولا يعمل في المصنع..
سُقت عليكم هذه الحادثة كي نستنتج انه من صفات الشخص الذي يتبوأ المراكز المتقدمة.. اكان مسؤولا في مؤسسة... او شخصا اجتماعيا بارزا.. عليه ان يتريث ويتفكر ويدرس جميع جوانب وظروف الموقف قبل اتخاذ القرار.. وان يَغلُب عليه الرزانة والرصانة والتبصر والاناة..
فالخفايا دائما كثيرة.. والاحاطة السريعة بكل شيء شبه مستحيلة.. وتقود في كثير من الاحيان الى التسرع في اتخاذ القرار..
كما انه من الخطأ ان تتخذ اي قرار وانت غاضب.. فالغضب يلغي امكانية اتخاذك الصحيح من القرارات..
لان محاولة فرض وابراز قوة الشخصية.. والاصرار على تبني النظرة الشخصية للموضوعات.. دون الاستشارة من قبل اهل الاختصاص.. يجعل من التفكير السليم شبه معطل..
اضافة الى ذلك.. فان اثبات الوجود لا يكون في التعسف بالقرارات.. والوصول الى الحد الاقصى من العقوبات.. فالتدرج في العقوبة له الاثر الطيب على المخطيء.. وفيه امكانية لتدارك ما يعتري القرار من اخطاء..
وختاما.. ماذا يعيبنا ان استشرنا من هم حولنا؟!.. فقد تغيب عنا اشياء ونحن نعتقد اننا اصحاب الخبرة والدراية المطلقة.. ونجدها عند اناس نعتقد يقينا بعنجهيتنا انهم غير ملمين بها..
فما اجمل ان نعد للعشرة -كما يقولون- قبل اتخاذ اي قرار..