رمضان 'بلاد الرافدين': عادات وتقاليد لم تغيّبها قسوة الايام

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/03 الساعة 22:14

مدار الساعة -للشهر الفضيل في بلاد الرافدين، نكهة التكافل الإجتماعي وتوطيد صِلات الرحم وتقوية أواصر الألفة والصداقة بين أطياف المجتمع العراقي، من خلال عادات وتقاليد رمضانية متوارثة يحرص أهل بلاد ما بين النهرين على المحافظة عليها رغم تطور أساليب الحياة. التكافل الإجتماعي في العراق يتجلّى بأبرز حلله عن طريق تبادل أطباق الطعام بين الأهل والأقرباء والجيران، بحيث يقوم كل بيت بتحضير طبق من أفضل " المأكولات العراقية" لتقديمها الى الجيران أو الأقارب الذين يسكنون في نفس الحي أو المنطقة، وهي عادة تحافظ على نمطها التراثي المستدام رغم الظروف التي يمر بها العراق.

العادة الثانية المترافقة مع الأولى هي الزيارات المتبادلة خلال شهر رمضان المبارك، والمقصود زيارة الأقرباء والأصدقاء التي تكثر خلال الشهر الفضيل، وهي تبدأ مع الإفطار وتستمر أحياناً الى وقت السحور الذي

لا تختلف طقوسه كثيراً عن طقوس باقي الدول العربية، وهو يرتكز الى تقديم وجبات تساعد على تحمل أو مقاومة ساعات الصيام.

بعد الإفطار، يستعيد العراقيون أمسيات رمضان كجزء من الثقافة التراثية العراقية، هذه الأمسيات التي تبدأ بعد صلاة التراويح وتتخللها ألعاب تراثية تميّز رمضان العراق عن باقي الدول العربية والإسلامية، وتبدأ ببث أغانٍ شعبية إيذاناً بإنطلاق الألعاب بين المجموعات الشبابية في المنازل أو المقاهي أو الحدائق العامة، ولعل أشهرها لعبة "المحيبس" أو الخاتم التي تُعتبر من التراثيات العراقية، وهي تُقام بين فريقين من اللاعبين عن طريق إخفاء المحبس أو الخاتم في يد أحد اللاعبين من الفريق الأول، وعلى الفريق الثاني القيام بمحاولات لإيجاد الخاتم، وهي لعبة تتميز بآداب الجلوس وحسن التعامل مع الخصم المقابل وتتميز بتحفيز عنصري الذكاء والقدرة على التخمين ، وفي نهاية اللعبة يحصل الفريق الفائز على أطيب الحلويات العراقية ومنها تحديداً زنود الست، الزلابية والبقلاوة، على أن يدفع ثمنها بالتكافل والتضامن الفريق الخاسر.

لعبة أخرى تحوز على شعبية واسعة في المناطق العراقية هي لعبة الصينية أو السيني سينياني وهي أيضاً مستقاة من التراث الشعبي العراقي وتنتشر في محافظات شمال العراق، واللافت في هذه اللعبة هو مشاركة مختلف القوميات المحلية فيها.

من مكونات هذه اللعبة صينية دائرية خفيفة الوزن ترمز الى السنة أو العام، يوضع فوقها ١١ فنجاناً نحاسياً في إشارة الى أشهر السنة، ينقصها شهر رمضان، أما قاعدة هذه اللعبة التي يشارك فيها فريقان فهي إخفاء نردٍ أو حجر صغير تحت أحد الفناجين من قبل الفريق الأول الذي يتألف من ١٥ لاعباً كما الثاني، وعلى الفريق الخصم تقدير وكشف مكان النرد، وهي لعبة ترتكز الى علم الفراسة.

الإستراحات بين الأشواط في كل الألعاب تشكل بدورها مساحة فنية للغناء الشعبي التراثي الذي يتميز بأغاني الشجن العراقية الشهيرة.

أما مسك الليلة العراقية الرمضانية فهو الصوت الجهوري "لأبو دمام"، وهي التسمية التي يطلقها العراقيون على المسحراتي الذي يجوب الشوارع والأحياء ويقرع الطبل لإيقاظ الصائمين الى سحور ويوم جديد من شهر الخير والبركة.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/04/03 الساعة 22:14