تنظيم الوقت بين العبادة والعمل خير استعداد لرمضان
مدار الساعة -شدد عدد علماء الدين، على أهمية حرص الإنسان على أن يستعد روحانياً لاستقبال هذا الشهر المبارك، وذلك من خلال عقد العزم على ترك المعاصي وتجديد التوبة، والعهد مع الله سبحانه وتعالى على الاستقامة أيضا، والإكثار والاستزادة من أعمال الخير وفضائل الأعمال، مشيرين إلى أن الموفقين فقط من يستقبلون شهر رمضان بالفرح والسرور والبشر والحبور، لأنهم رأوا فيه فرصة بقدوم شهر رمضان وفرصة لمغفرة الذنوب، فهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار.. وقالوا لـ الشرق: إنه تجب تهيئة وإعداد النفس للدخول في الشهر الفضيل، من خلال استشعار الفضل العظيم وكثرة الدعاء بأن يبلغنا الله شهر رمضان، حيث كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم، منوهين بأهمية تنظيم الوقت ما بين العبادة والعمل وقراءة القرآن الكريم والصدقة، وغيرها من الأعمال الصالحة المستحبة في رمضان.
استثمار أوقاته
قدوم رمضان
من جانبه قال فضيلة الشيخ عايش القحطاني، لقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يبشر أصحابه بقدوم رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه يفتح فيه أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم" رواه أحمد والنسائي، مشيرا إلى ان النبي كان يبشرهم بقدوم هذا الشهر المبارك والأجور العظيمة التي اختص الله بها شهر رمضان، لذلك يجب التنبيه والتذكير والتبشير بقدوم الشهر، ولذلك كان الصحابة يدعون الله ستة اشهر أن يبلغهم رمضان وبعده يسألونه أن يتقبل منهم رمضان هكذا كانوا ينتظرون رمضان بفارغ الصبر.
ونوه بأهمية استقبال الشهر الكريم بالفرح وبالعادات والتقاليد، والأجواء حتى نستحضر عظمة الشهر، ونغرسه في نفوس الأبناء، موضحا انه يجب على الأبوين الحديث عن فضل الشهر وحكمة الصوم، كما يجب الحرص على عمل جدول لتنظيم الوقت في رمضان، فيكون ما بين المذاكرة والصلاة وقراءة القرآن والصدقة والعبادة، بدلا من الانشغال بالملهيات، وفتح باب التنافس في الطاعات بين اأراد العائلة.. وأردف قائلا: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أجودَ الناسِ بالخيرِ، وكان أجودَ ما يكون في شهرِ رمضانَ، ولذلك يجب أن يحرص الإنسان على أن يستعد روحانياً لاستقبال هذا الشهر المبارك بعقد العزم على ترك المعاصي والحرام وتجديد التوبة، والعهد مع الله سبحانه وتعالى على الاستقامة أيضا والإكثار والاستزادة من أعمال الخير وفضائل الأعمال.
بدوره أكد فضيلة الشيخ جاسم بن محمد الجابر، أنه يجب علينا أن نفرح بهذا الشهر الكريم، ونحذو حذو الصحابة والسلف الصالح، ونستقبل هذا الشهر بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا، وان نقول كما كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول حين يرى هلال رمضان كان يقول "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله".
وشدد على أهمية العمل الصالح والقيام وصلاة التراويح، هي قيام الليل جماعة في ليالي رمضان، والتراويح جمع ترويحة، سميت بذلك لأنهم كانوا أول ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كل تسليمتين، مشيرا إلى أن الفقهاء قد اتفقوا على سُنية صلاة التّراويح للرجال والنساء، وهي من أعلام الدّين الظّاهرة، وقد واظب الخلفاء الراشدون والمسلمون من زمن عمر رضي الله تعالى عنه إلى وقتنا هذا على صلاة التّراويح.. وقال: أما عن فضلها فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم ورغب في قيام رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قـال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن رمضان "من قامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، وفي رواية في الصحيح كذلك عنه: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، وزاد النسائي في رواية له: "وما تأخر" كما قال الحافظ في الفتح.