ما الذي عليكِ توقعه بعد الولادة القيصرية ومتى يمكنك الحركة؟

مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/31 الساعة 17:29

مدار الساعة -يمكن أن يكون للولادة القيصرية، والتي غالباً ما يشير إليها الناس على أنها ولادة C-Section، تأثير كبير على صحة الأم العقلية والجسدية في الأسابيع التي تلي إجراء العملية.

ولتسريع عملية التعافي يمكن للسيدات تجربة أساليب ونمط حياة مختلف قد يساعد في تسهيل وتعجيل القدرة على الشفاء، إلا أن بعض النساء يحسبن أن المشي وبذل الجهد البدني من شأنه تعطيل تلك العملية، إلا أن العكس هو الصحيح مادام بشروط محددة.

تنامي "وباء" الولادة القيصرية عالمياً

تعتبر عمليات الولادة القيصرية شائعة بشكل واسع حول العالم، فقد زاد معدل الولادة القيصرية في أنحاء العالم بمقدار الضعف تقريباً في 15 سنة، ليصل إلى مستويات "مثيرة للقلق" في بعض الدول، بحسب دراسة حديثة.

وارتفع عدد عمليات الولادة القيصرية من 16 مليون حالة من الولادة، وهو ما يعادل 12% من الولادة حول العالم في عام 2000، إلى 29.7 مليون بنسبة 21% من حالات الولادة العالمية في عام 2015، بحسب تقرير منشور في دورية "لانسيت" الطبية عام 2018.

وعلى الرغم من شيوع العملية القيصرية فإنها تنطوي على جراحة كبرى في المعدة. صحيح أنه يمكن أن ينقذ هذا الإجراء حياة كل من الأم والطفل، ولكنه قد ينطوي على مخاطر، وقد يستغرق وقتاً طويلاً للتعافي منه بعد ذلك.

يمكن للرعاية الذاتية والحركة بوعي وحكمة، ووجود فريق طبي داعم أن يجعل التعافي من العملية القيصرية أسهل وأسرع للمرأة بعد ولادتها.

ما الذي عليكِ توقعه بعد عملية الولادة القيصرية؟

معظم النساء يكنّ مستيقظات خلال إجراء عملية الولادة القيصرية، ويجب أن تكون المرأة قادرة على حمل طفلها على الفور بعد خروجه للعالم.

لاحقاً يتم اصطحاب المرأة إلى غرفة الإنعاش، حيث ستفحص الممرضات ضغط الدم ونبض القلب والتنفس ويراقبن معدلاتها الحيوية.

وبعد العملية قد تشعر المرأة بالغثيان في معدتها، أو بالدوار، أو الحكة من الأدوية المستخدمة في التخدير أثناء الجراحة.

كما قد يتم إعطاء المرأة مضخة تحكُّم أو "ريموت" لكي تتمكن من تغيير كمية مسكنات الألم التي تمر عبر أنبوب رفيع في أوردتها خلال ساعات البقاء في المستشفى وحتى وقت إعلان قدرة الأم الحديثة على العودة لمنزلها بعد العملية.

وفي الأيام التي تلي الجراحة يمكنك توقع ما يلي وفقاً لموقع WebMD للطب:

إفرازات مهبلية: من المحتمل أن تعاني الأم الجديدة من نزيف مهبلي لعدة أسابيع بعد الولادة القيصرية. هذه هي الطريقة التي يتخلص بها جسمك من الأنسجة الزائدة والدم في الرحم والتي كانت تحافظ على صحة طفلك أثناء الحمل.

الآلام اللاحقة: من الطبيعي الشعور بأشياء تشبه تقلصات الدورة الشهرية لبضعة أيام بعد الولادة. وهي تضيق الأوعية الدموية في رحمك للمساعدة في منع النزيف.

تورم وألم الثدي: في أول 3-4 أيام بعد الولادة، يصنع ثدياك شيئاً يسمى اللبأ، وهو مادة غنية بالمغذيات تساعد على تعزيز جهاز المناعة لدى طفلك.

بعد ذلك سوف ينتفخ ثدياك عندما يمتلئان بالحليب، ويمكنك المساعدة في تخفيف الألم عن طريق الرضاعة أو الشفط ووضع مناشف باردة على ثدييك بين فترات الرضاعة.

كما تعاني المرأة من كافة أعراض ما بعد الولادة بشكل عام، بما يشمل: فقدان الشعر، والتغيرات الجلدية نتيجة اضطرابات الهرمونات، واكتئاب ما بعد الحمل، والتوتر والقلق والأرق، وغيرها.

ومع ذلك قد يكون الألم الجسدي الناجم عن العملية حاداً لدى بعض السيدات وفقاً لحساسيتهن للألم. ما قد يتطلب الحصول على مسكنات آمنة للمرأة الحامل، وتوخي المزيد من الحذر فيما يتعلق بالحركة والمشي بعد الولادة القيصرية.

العودة تدريجياً للحركة البسيطة بعد الولادة القيصرية

ستكون المنطقة المحيطة بالغرز أو الدبابيس أو الشريط اللاصق على بطنك مؤلمة في الأيام القليلة الأولى، حافظي على نظافتها لمنع الالتهابات.

كما يمكنك القيام ببعض الأشياء الأخرى لتسريع عملية الشفاء:

الحركة البسيطة: الولادة القيصرية عملية جراحية كبرى، لذلك لا ينبغي أن ترفعي أي شيء أثقل من طفلك في الأسبوعين الأولين، واحتفظي بكل ما قد تحتاجينه في متناول اليد.

دعم معدتك: يجب على الأم الحديثة أن تمسك بطنها عند العطس أو السعال أو الضحك للحفاظ على ثباتها وعدم إعادة فتح الجرح مرة أخرى.

التخفيف من آلام الولادة: يمكن أن تساعد وسادة أو قربة المياه الدافئة أو منشفة دافئة في تخفيف الألم حول بطنك في منطقة الجرح.

كما قد تحتاج الأم إلى تناول المسكنات مثل إيبوبروفين وأسيتامينوفين، أو مسكنات الآلام الأخرى. معظمها آمن إذا كنت ترضعين طفلك طبيعياً.

العودة إلى النشاط البدني والمشي بعد القسم القيصري

بعكس ما قد يُشاع عن أن الحركة والمشي بعد الولادة القيصرية قد يعيد فتح الجرح ويؤذي الأم ويبطئ عملية التعافي، إلا أنه من المهم النهوض من السرير والتجول في غضون 24 ساعة بعد الجراحة لتعزيز صحة الجسم العامة.

ويمكن أن يساعد المشي البطيء لبضع دقائق خلال اليوم في تخفيف آلام البطن، ومساعدة المعدة على العمل بشكل طبيعي، ما يحمي الأم من آلام الإمساك والانتفاخات، كما يساعد ذلك في منع تجلط الدم.

إضافة لذلك يمكنك تجربة التمارين اللطيفة بعد أيام قليلة من إجراء العملية القيصرية، وبينها ما يلي بحسب موقع Medical News Today:

1- التنفس العميق: خذي نفسين أو ثلاثة أنفاس عميقة وبطيئة كل نصف ساعة. يمكن أن يساعد ذلك في منع احتقان الرئة من الجلوس في السرير لساعات طويلة.

2- تمارين دوائر الكتفين: اجلسي في وضع مستقيم وقومي بتدوير كتفيك 20 مرة في كلا الاتجاهين كل ساعة، للمساعدة في التخلُّص من التصلُّب وآلام العنق والكتفين.

3- تمارين التمدد اللطيفة: قفي مقابل الحائط وارفعي كلتا ذراعيكِ ببطء فوق رأسك حتى تشعري بتمدد عضلات بطنك بشكل رقيق وتدريجي.

استمري في ذلك التمرين لمدة 5 ثوان، ثم استرخي ثم عاودي الكرة. ويمكنك القيام بذلك حتى 10 مرات في اليوم لتعزيز المرونة حول الغرز وقدرة الجلد على التعافي.

4- حاولي ألا تقومي بالكثير من النشاطات الحركية خلال الأسبوعين الأولين من عملية الولادة القيصرية. واستشيري طبيبك قبل العودة إلى أي من الأنشطة المتوسطة أو الشديدة، مثل تنظيف المنزل أو العودة للعمل.

ولكن بشكل عام سيكون على المرأة التي ولدت ولادة قيصرية حديثة أن تنتظر من 4 إلى 6 أسابيع قبل القيام بتمارين ثقيلة تتضمن البطن، أو رفع أي شيء أثقل من حجم الطفل حديث الولادة.

5- الحصول على الراحة: الراحة أمر حيوي للتعافي من أي عملية جراحية، لكن بالنسبة للعديد من الآباء الجدد فإن الراحة تكاد تكون مستحيلة مع وجود مولود جديد في المنزل. كما يعاني الأطفال حديثو الولادة من الحصول على ساعات غير منتظمة للنوم، وقد ينامون لمدة ساعة أو ساعتين فقط في كل مرة.

لذلك يجب أن تحاول الأم أن تنام كلما نام الطفل، أو الحصول على مساعدة من أحد أفراد الأسرة والمقربين حتى تتمكن الأم من أخذ قيلولة.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/31 الساعة 17:29