الضغط النفسي هاجس يطارد طلبة الثانوية العامة
مدار الساعة - كتب: د.ثروت المعاقبة
مع قرب امتحانات التوجيهي التي تعقد في كل عام، يعيش الطالب والأهل أزمة تتمثل بظاهرة الضغط النفسي والعصبي التي يعاني منها طلبة هذه المرحلة، ولا سيما المجتهدين منهم، والذين يسعون لتحقيق معدلات مرتفعة في ضل التخوف الكبير من طبيعة الأسئله والأجواء العامة للإمتحان .
ومن المهم هنا تسليط الضوء على هذه الأزمة التي يعاني منها الطلبة وذويهم ومحاولة التعرف على أهم مسبباتها ووضع مجموعة من الإجراءات والحلول التي تخفف الضغط لديهم ومنحهم فرصة للمغامره المليئة بالحماس والمثابرة والجديه.
إننا نعلم تماما أن هذه المرحلة مختلفة عن المراحل الدراسية السابقة خاصة أنها تحدد مصير ومستقبل الطالب فيما بعد .
وكما نعرف أيضا أن طلاب التوجيهي يكون معدل دراستهم باليوم متفاوتة من طالب لآخر ولا يشعر أغلبهم بإنجاز ما هو مطلوب منهم وهذا يزيد من قلقهم وتوترهم بشكل أكبر ويزيد العبئ لديهم.
وبالمقابل فإن العديد من الطلاب يعاني من كآبة الوضع، وضغط الأهل والمجتمع لأن المطلوب منه هو الحصول على درجات عالية مما يعرضة لضغط عصبي ونفسي مستمر.
كما أن الكثير منهم يعد نفسة بمكان أشبه بالسجن والحبس الانفرادي ومن المفترض هنا أن يعيش الطالب حياته بصورة طبيعية دون أي ضغط لكن ما يحصل هو العكس تماما.
ومن هنا يجب أن تعمل وزاراه التربية والتعليم على اتخاذ خطوات مدروسة ووضع تدابير وخطط مستقبلية لأزمة الطلبة والعمل على الحد من الخوف الذي ينتاب طلبة هذه المرحلة من خلال اتباع استراتيجيات واضحة لهذه المرحلة وعدم تذبذب القرارات وطبيعة الأسئلة من عام إلى عام.
وفي الجانب الذي يخص الأسرة فغالبا ما تجد الأهل يضغطون على أبنائهم بالدراسة من أجل مصلحتهم لأنها سنة مفصلية في حياتهم وتترتب عليها المراحل الأخرى مما يدفع الأهل دائما
إلى توفير كل ما يلزم أبناءهم من أجل التركيز بدراستهم وتحقيق معدل يستطيعون من خلاله التنافس للحصول على المقعد الجامعي.
وهنا يكون عامل التوتر والقلق الذي تسببه هذه المرحلة للطلبة لا يكون سببه الأسرة فقط وإنما هناك مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية .
ومن هنا فإن الضغط النفسي الذي يشعر به الطالب هو حالة من التوتر الجسمي والنفسي تحدث نتيجه للأحداث الضاغطة المحيطة به.
وتختلف درجة الضغط النفسي للحدث من طالب لآخر، ويتوقف ذلك على مدى قدرته على السيطرة والتحكم بالمواقف والوفاء بما هو مطلوب منه بالاعتماد على إمكاناته الشخصية وخبراته السابقة في التعامل مع الضغوط النفسية .
كما أن هناك الكثير من الأعراض التى يشعر بها الطالب وتتمثّل ب( الخوف من الامتحانات، وعدم الميل لبعض المواد الدراسية، الخوف من الفشل، وصعوبة الفهم، ضعف الانتباه، التأخر الدراسي، الخوف من المستقبل، الإفراط في أحلام اليقظة، ضعف الثقة بالنفس، العصبية والميل إلى العنف في أغلب الأحيان، عدم قبول الذات الاجتماعية، الاكتئاب كلها أعراض وصور للضغوط العصبية التي يعيشها طلاب الثانوية العامة)وهنا يكون الطالب بحاجة إلى الإرشاد العام ليتغلب على التحديات التي تواجهه.
كما أن هناك مجموعة من الإجراءات التي تعمل على التخفيف من حدة التوتر والقلق في هذه المرحله منها: تخفيف ضغط الأهل على أبنائهم ومساعدتهم ورعايتهم بأسلوب أكثر ايجابية، توفير جو مناسب للدراسة وعدم الضغط عليهم، مساعدتهم على التقليل من السهر واختيار مواعيد الدراسة بعناية، التركيز على الدراسة الصباحية بشكل أكثر من الدراسة في الليل، الابتعاد عن المنافسة السلبية والمقارناتالتي تحبط الفرد ، تشجيع الأبناء على الخروج من المنزل في أوقات الفراغ وممارسة الرياضة والحياة الطبيعية وكل هذا في ضوء البرنامج الدراسي الذي يضعه كل طالب لنفسه، ومعرفة قدرة الطالب وعدم تحميله فوق طاقته في الفهم والحفظ.
وأهم إجراء يمكن تقديمه للأهل هو الإبتعاد عن أهانه الطالب من قبل الأسرة والاستهانة بقدراته وأن قيمته تساوي ما يحصله من درجات فهي من المحطات القاتله للطلبه.