لقاء الملك والسيسي وابن زايد والكاظمي بالعقبة.. قمة اللاعب الأمهر
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/24 الساعة 20:44
مدار الساعة - كتب – هبوب الجنوب
....انتفضت الإمارات فورا, واتجه محمد بن زايد لمصر, كان عنوان القمة المصرية – الإماراتية الحقيقي هو إنقاذ الاقتصاد , فما تعرضت له مصر من سحب مليارات الدولارات من الاستثمارات الخارجية... يمثل أسئلة غريبة جدا , كلها تصب في أن ما حدث ليس نتيجة حتمية للحرب في أوكرانيا بقدر ما هو تواطؤ ..ومحاولة للانقضاض على مصر , ربما استدركت الإمارات الأمر مبكرا , وهي تدرك جيدا أن أية هزة سياسية في مصر لن تتحملها المنطقة.. وبالتالي عليها انقاذ المشهد , وهذا ما فعله محمد بن زايد ....والسؤال هل ستكون قمة العقبة استكمالا لقمة شرم الشيخ بين الرئيس المصري ومحمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي , الذي هرول مسرعا ...دون إذن أمريكي , علما بأن إسرائيل في كل حواراتها العربية كانت تأخذ الإذن أو النصيحة الأمريكية.. أو تتسلح بالضغط الأمريكي , قمة شرم الشيخ إسرائيل ذهبت لها منفردة ...دون إخطار واشنطن بالأمر .
إذا السؤال المطروح ماذا تعني قمة الغد في العقبة ..
أولا : الحضور الإماراتي يعني الحضور السعودي حتما , فالسياسة الخارجية للدولتين واحدة , وثمة تنسيق على أعلى المستويات , والسعودية هي الطرف الأساس واللاعب الرئيسي , وهي تدرك الان أن المنطقة يجب أن تدير نفسها بنفسها ..وأن إسرائيل لم تعد طرفا , تهابه الأطراف بقدر ما هي خائفة مرعوبة ..من إيران وحماس وحزب الله , وبالتالي يجب أن تجلس على الطاولة كطرف متضرر وتستمتع للكل وتنفذ, وليس كطرف يقرر هو منفردا وينفذ ..هل هذا يعني أن إسرائيل ستحضر القمة , ربما ستصلها النتائج وعليها أن تنفذ فقط.
ثانيا: السعودية والإمارات, وبعد غرور بايدن وموقفه المبهم الذي تمثل بشطب (الحوثيين) من قائمة الإرهاب , أدركوا جيدا أن الإملاءات الأمريكية لم يعد لها صدى يسمع , وأن المنطقة تستطيع ترتيب أوراقها بنفسها , دون رجوع للأمريكان .. بمعنى أن السعودية تستطيع ترتيب المشهد الإيراني والعلاقة معها ,وتستطيع كبح جماح النفوذ الإيراني, بالتفاوض وجها لوجه دون الاعتماد على الضغط الأمريكي , ودون التعويل على العقوبات...
ثالثا: زيارة الرئيس بشار الأسد للإمارات لم تكن إعادة سوريا إلى المشهد العربي بقدر ما هي مقدمة للترطيب مع إيران , وبقدر ما هو تكليف واضح للسوريين بأن يكونوا وسيطا قادما في المفاوضات القادمة ... والسعوديون والإماراتيون يدركون جيدا أن سحب الورقة السورية من الإيرانيين ووضعها في الحضن العربي, سيجعل إيران تجلس على الطاولة , متخففة من شروطها ومن سطوتها ...بالمقابل الرئيس الأسد يدرك أن إيران هي مجرد حليف فقط , ويدرك أن سوريا تمثل للإيرانيين ورقة ضغط وليس حليفا استراتيجيا , ويؤمن أن العالم العربي هو عمقه .. وهو الذي يستطيع أن يعيد له بعض الشرعية ..
خامسا : الأردن ...ماذا ستعني له هذه التطورات ؟ ...ظل الملك على حالة ودية مع السعوديين والإماراتيين , وهم يدركون بأنه صوت مسموع في الغرب.. وأنه حلقة الوصل الجغرافية بين العراق ومصر ..وبين سوريا والخليج , والملك عبدالله ...هو الزعيم الوحيد في العالم العربي , الذي لم ينتج خصومات مع الأطراف في المنطقة .. بل ظل يشكل مرجعية لهم في كيفية خطاب الغرب....
سيكون دور الملك مهما وخطيرا ..في المرحلة القادمة , فهو اللاعب الرئيسي في كل ماذكرناه, الأردن ستكون هي الجغرافيا التي ستعود من خلالها سوريا للمشهد العربي, والعراق بحكومته الحالية التي تؤمن باستقلالية القرار العراقي وبتخفيف سطوة النفوذ الإيراني أو شطبه, تدرك أن الملك عبدالله هو الوحيد القادر على إقناع المجتمع الغربي والأمريكان بضرورات دعمها.. بمعنى اخر , الملك عبدالله هو الوحيد في المنطقة الذي يمتلك استشرافا وفهما ..للتفكير الاستراتيجي الأمريكي والأوروبي ..اتجاه المنطقة , هو الوحيد الذي يستطيع تغيير تفكير الإدارة الأمريكية ..وتغيير تفكير الإدارات الأوروبية ...لهذا فهو في كل التغييرات القادمة , سيكون المهندس الذي يؤسس المشهد , بتركيبته وشكله وحركته ...
هل هذا يعني أن الملك عبدالله الثاني سيحمل التوافقات التي ستنشأ عن قمة العقبة.. ويقنع بها الغرب؟ أظن ذلك , وربما وبسبب انشغال العالم في الأزمة الأوكرانية ..ستتشكل فرصة للمنطقة كي تبحث شؤونها بنفسها, بسبب انشغال أوروبا وأمريكا بالأزمة الأوكرانية والتي ستترك تداعياتها على العالم لسنوات طويلة.. وربما أيضا سيكون هنالك شرق أوسط جديد يدير شؤونه بنفسه، وبمعزل عن الهيمنة أو السطوة الأمريكية ...علما بأن إسرائيل بعد الموقف الملتبس من الأزمة الأوكرانية , أدركت بأنها الان في لحظة عليها , أن تسمع للاخرين وتنفذ.. فمصالحها هي من ضمن مصالح دول المنطقة
سادسا : الأردن نجح أن يكون حالة التقاء المتناقضات, فالسوريون سيلجأون له والعراقيون الذين يحلمون بالتخفف من السطوة الإيرانية والعودة للحضن العربي.. سيكون معبرهم السياسي الاقتصادي ..والخليج بشقيه الإمارات والسعودية , يدركون أنه لايهمش ولا يشطب، بل هو اللاعب الأساس والمهيمن في المنطقة..لهذا سيلجأون له كي يكون عراب التفاهمات ... وإسرائيل تدرك أن عداء الأردن ومحاولة تهميشه, ستجلب لها وجعا.. وانقلابا في الأصوات السياسية المعتدلة الأوروبية والأمريكية, لهذا ستتحرر من حقد نتنياهو .. وستحاول انتهاج سياسة الإرضاء والتودد اتجاه الأردن...
خلاصة الأمر قمة العقبة تعني زمانيا, أن المنطقة ستدير نفسها بنفسها بمعزل عن الهيمنة الأمريكية , وإسرائيل ستكون طرفا وليست باللاعب الرئيسي ..
مكانيا: تعني أن الأردن هو الجغرافيا التي تشكل حلقة الوصل بين كل الأطراف المتناحرة.. والأهم أنه يشكل سياسيا حلقة الالتقاء والتفاهمات بين كل الأطراف المتخاصمة ...وهذا بفضل السياسة التي انتهجها الملك عبدالله.. وهي سياسة قائمة على انتهاج التفاهمات ونبذ الخصومات.. وحتما سيكون اللاعب الأمهر في المنطقة .
....انتفضت الإمارات فورا, واتجه محمد بن زايد لمصر, كان عنوان القمة المصرية – الإماراتية الحقيقي هو إنقاذ الاقتصاد , فما تعرضت له مصر من سحب مليارات الدولارات من الاستثمارات الخارجية... يمثل أسئلة غريبة جدا , كلها تصب في أن ما حدث ليس نتيجة حتمية للحرب في أوكرانيا بقدر ما هو تواطؤ ..ومحاولة للانقضاض على مصر , ربما استدركت الإمارات الأمر مبكرا , وهي تدرك جيدا أن أية هزة سياسية في مصر لن تتحملها المنطقة.. وبالتالي عليها انقاذ المشهد , وهذا ما فعله محمد بن زايد ....والسؤال هل ستكون قمة العقبة استكمالا لقمة شرم الشيخ بين الرئيس المصري ومحمد بن زايد ورئيس الوزراء الإسرائيلي , الذي هرول مسرعا ...دون إذن أمريكي , علما بأن إسرائيل في كل حواراتها العربية كانت تأخذ الإذن أو النصيحة الأمريكية.. أو تتسلح بالضغط الأمريكي , قمة شرم الشيخ إسرائيل ذهبت لها منفردة ...دون إخطار واشنطن بالأمر .
إذا السؤال المطروح ماذا تعني قمة الغد في العقبة ..
أولا : الحضور الإماراتي يعني الحضور السعودي حتما , فالسياسة الخارجية للدولتين واحدة , وثمة تنسيق على أعلى المستويات , والسعودية هي الطرف الأساس واللاعب الرئيسي , وهي تدرك الان أن المنطقة يجب أن تدير نفسها بنفسها ..وأن إسرائيل لم تعد طرفا , تهابه الأطراف بقدر ما هي خائفة مرعوبة ..من إيران وحماس وحزب الله , وبالتالي يجب أن تجلس على الطاولة كطرف متضرر وتستمتع للكل وتنفذ, وليس كطرف يقرر هو منفردا وينفذ ..هل هذا يعني أن إسرائيل ستحضر القمة , ربما ستصلها النتائج وعليها أن تنفذ فقط.
ثانيا: السعودية والإمارات, وبعد غرور بايدن وموقفه المبهم الذي تمثل بشطب (الحوثيين) من قائمة الإرهاب , أدركوا جيدا أن الإملاءات الأمريكية لم يعد لها صدى يسمع , وأن المنطقة تستطيع ترتيب أوراقها بنفسها , دون رجوع للأمريكان .. بمعنى أن السعودية تستطيع ترتيب المشهد الإيراني والعلاقة معها ,وتستطيع كبح جماح النفوذ الإيراني, بالتفاوض وجها لوجه دون الاعتماد على الضغط الأمريكي , ودون التعويل على العقوبات...
ثالثا: زيارة الرئيس بشار الأسد للإمارات لم تكن إعادة سوريا إلى المشهد العربي بقدر ما هي مقدمة للترطيب مع إيران , وبقدر ما هو تكليف واضح للسوريين بأن يكونوا وسيطا قادما في المفاوضات القادمة ... والسعوديون والإماراتيون يدركون جيدا أن سحب الورقة السورية من الإيرانيين ووضعها في الحضن العربي, سيجعل إيران تجلس على الطاولة , متخففة من شروطها ومن سطوتها ...بالمقابل الرئيس الأسد يدرك أن إيران هي مجرد حليف فقط , ويدرك أن سوريا تمثل للإيرانيين ورقة ضغط وليس حليفا استراتيجيا , ويؤمن أن العالم العربي هو عمقه .. وهو الذي يستطيع أن يعيد له بعض الشرعية ..
خامسا : الأردن ...ماذا ستعني له هذه التطورات ؟ ...ظل الملك على حالة ودية مع السعوديين والإماراتيين , وهم يدركون بأنه صوت مسموع في الغرب.. وأنه حلقة الوصل الجغرافية بين العراق ومصر ..وبين سوريا والخليج , والملك عبدالله ...هو الزعيم الوحيد في العالم العربي , الذي لم ينتج خصومات مع الأطراف في المنطقة .. بل ظل يشكل مرجعية لهم في كيفية خطاب الغرب....
سيكون دور الملك مهما وخطيرا ..في المرحلة القادمة , فهو اللاعب الرئيسي في كل ماذكرناه, الأردن ستكون هي الجغرافيا التي ستعود من خلالها سوريا للمشهد العربي, والعراق بحكومته الحالية التي تؤمن باستقلالية القرار العراقي وبتخفيف سطوة النفوذ الإيراني أو شطبه, تدرك أن الملك عبدالله هو الوحيد القادر على إقناع المجتمع الغربي والأمريكان بضرورات دعمها.. بمعنى اخر , الملك عبدالله هو الوحيد في المنطقة الذي يمتلك استشرافا وفهما ..للتفكير الاستراتيجي الأمريكي والأوروبي ..اتجاه المنطقة , هو الوحيد الذي يستطيع تغيير تفكير الإدارة الأمريكية ..وتغيير تفكير الإدارات الأوروبية ...لهذا فهو في كل التغييرات القادمة , سيكون المهندس الذي يؤسس المشهد , بتركيبته وشكله وحركته ...
هل هذا يعني أن الملك عبدالله الثاني سيحمل التوافقات التي ستنشأ عن قمة العقبة.. ويقنع بها الغرب؟ أظن ذلك , وربما وبسبب انشغال العالم في الأزمة الأوكرانية ..ستتشكل فرصة للمنطقة كي تبحث شؤونها بنفسها, بسبب انشغال أوروبا وأمريكا بالأزمة الأوكرانية والتي ستترك تداعياتها على العالم لسنوات طويلة.. وربما أيضا سيكون هنالك شرق أوسط جديد يدير شؤونه بنفسه، وبمعزل عن الهيمنة أو السطوة الأمريكية ...علما بأن إسرائيل بعد الموقف الملتبس من الأزمة الأوكرانية , أدركت بأنها الان في لحظة عليها , أن تسمع للاخرين وتنفذ.. فمصالحها هي من ضمن مصالح دول المنطقة
سادسا : الأردن نجح أن يكون حالة التقاء المتناقضات, فالسوريون سيلجأون له والعراقيون الذين يحلمون بالتخفف من السطوة الإيرانية والعودة للحضن العربي.. سيكون معبرهم السياسي الاقتصادي ..والخليج بشقيه الإمارات والسعودية , يدركون أنه لايهمش ولا يشطب، بل هو اللاعب الأساس والمهيمن في المنطقة..لهذا سيلجأون له كي يكون عراب التفاهمات ... وإسرائيل تدرك أن عداء الأردن ومحاولة تهميشه, ستجلب لها وجعا.. وانقلابا في الأصوات السياسية المعتدلة الأوروبية والأمريكية, لهذا ستتحرر من حقد نتنياهو .. وستحاول انتهاج سياسة الإرضاء والتودد اتجاه الأردن...
خلاصة الأمر قمة العقبة تعني زمانيا, أن المنطقة ستدير نفسها بنفسها بمعزل عن الهيمنة الأمريكية , وإسرائيل ستكون طرفا وليست باللاعب الرئيسي ..
مكانيا: تعني أن الأردن هو الجغرافيا التي تشكل حلقة الوصل بين كل الأطراف المتناحرة.. والأهم أنه يشكل سياسيا حلقة الالتقاء والتفاهمات بين كل الأطراف المتخاصمة ...وهذا بفضل السياسة التي انتهجها الملك عبدالله.. وهي سياسة قائمة على انتهاج التفاهمات ونبذ الخصومات.. وحتما سيكون اللاعب الأمهر في المنطقة .
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/24 الساعة 20:44