الشهيد خضر شُكري يعقوب.. قَمَـرُ الكَرامة وسَيّدُ النداء
إضـــــــاءة:
كانَ الشّهيدُ البَـطل، المُلازمُ الأول (خَضِر شُكري يعقوب)، ضابطاً للمُلاحظةِ في إحدى كتائبِ المِدفعيةِ الأردنيةِ.
وفي صبيحةِ يومِ معركةِ الكرامة، في الحادي والعشرينَ من آذار، من العام ألفٍ وتسعِمئةٍ وثمانيةٍ وستين ــ كان شهيدُنا البطل يرابطُ فوقَ تلّةٍ قريبةٍ من الضفةِ الشرقيةِ لنهرِ الأردن.
وكان لدقتهِ العاليةِ في توجيهِ قذائفِ المدفعيةِ الأردنية – أثرٌ كبيرٌ في إنزالِ الخسائرِ بقواتِ العدوِ المهاجمة، وفي إعاقةِ تقدمِها فترةً من الوقت.
ولمّا أحاطتْ به قواتُ العدو، نادى عبرَ جهازِ اللاسلكي: (طَـوّقّ العدوُّ موقعي. ارمُـوا موقعي حالاً، حَقّقْتُ الشّهادةَ في سبيلِ الله، واللهُ أكبر).
ولبّى رفاقُهُ في المدفعيةِ النداء، وارتفعتْ روحُ الشهيد البطل الملازم الأول (خضر شكري يعقوب) وأرواحُ رفاقِهِ الثلاثةِ إلى السماواتِ العُلى، مُعانقةً أرواحَ جعفرَ، وشرحبيلَ، وزيدِ بنِ حارثة، وسِواهمْ من أقمارِ الأمةِ الذينَ سَلكوا دربَ الشهادةِ؛ نُصرةً للهِ والوطنِ والكرامة. أما قواتُ العدوِّ التي كانتْ تُحيطُ به؛ فقد قُـتِلَ كُلُّ أفرادِها، ودُمِّـرت مُعدّاتُها.
ومن وَحْيِ هذا النموذجِ المُشْرقِ من نماذجِ البُطولاتِ الفرديةِ التي سطّرها الكثيرونَ من نشامى الجيشِ العربيِ الأردني – كتبتُ هذه القصيدةَ (باللهجةِ المحكيّةِ) في آذار من العام 2002؛ لعلّها ترتقي إلى عَظَمَةِ القرارِ الذي يَحْسَبُه الآخرونَ صعباً، ولكنّه كان سَهْلاً على البطلِ الشهيد، كما هو سَهْلٌ على كلِ واحدٍ من نشامى الجيشِ العربيِّ الأردني في كلِ مواقفِ الرجولةِ والبطولة.
ارمـــــــــوا موقعي
" ارْمُــوا مَـوْقِـعِـيْ "
بْكُـلِّ العَـزِمْ، نَادى بْـحَـزِمْ
وبَـسْمِـةْ رِضَـا، عَــبْرِ الْـفَـضَـا
طافَتْ عَلى رْبـُوعِ الوَطَنْ
وْعَـلَّــتْ، وْعَـلَّـــتْ، وْعَـلَّــتْ... لَـفــوْقِ الْفـــوْقْ
وْمِنْ جَنـَّةِ الْـفِـرْدوْسْ، جَـــابَتْ رَسَــائـِـلْ شـــــوْقْ
ثُـمْ.. حَـطّـتْ.. في مَـسْــمَـــعِـــيْ:
" ارْمُــــوا مَــوْقـِـعِــيْ “.
****
" ارْمُــــوا مَــوْقـِـعِــيْ “.
نَادَى، وْهَلّلْ، وْزَغْــــرَدْ، وْكَــــبـّـــــــرْ
وْزَغْــرَدْ مَعُـهْ كُـلّ الْبَـنـَـادِقْ، وِالْـخَـنـَادِقْ
وْنَادَتْ مَعـُـــهْ كُـلّ الْمَـزَارِعْ، وِالـشّـوارِعْ،
كُـــلّ الشّــجَــرْ، حَـتّى الْـحَـجَــرْ،
نَادَى، وْأمَـرْ:
" ارْمُــــوا مـَــــوْقـِــعِــيْ “.
****
" ارْمُــــوا مـَــــوْقـِــعِــيْ “.
وِتْشّهَدْ، وْكّــــبّـرْ،
وْكَــبّــرْ مَعُــــهْ،
نَـهْـرِ الشّـريـعَةْ، مِنْ مَـصَــبُّـهْ لْـمَـنـْبـَعُـهْ.
وكــبـّـرْ مَـعُــهْ
شُـرَحْـبـِـيــِلْ ومُـعَــاذْ
وْكَـبـّــر أبــوْ عْـبـيـْدةْ، وابن وَقّــاصْ
وِتْـبَاشَرُوا هَــ الصّـحّابـَةْ، وْكَــبّـرُوا.
يـَاه!! بَحَـرْ طَامِيْ مْنِ الـرّصَاصْ!!
يـــوْمِ الْـخَـلاصْ!!
يــوْمِ الْكَــــرامَةْ، والإِبـَــا
يــوْمِ الرُّجُولَــةْ، وَالبُطُـولَـةْ،
والشّهـادَةْ، والْفـِـدَا
يــومِ الْـبـَواسِلْ هَــ الْكَـوَاسِـرْ
حَـطّمُوا خْشُوْمِ الْعِــدَا.
****
وْسَـطّـرِ التّاريـــخْ، ودَوّنِ الْـمَـكْـتُــوبْ
قِصّــةْ بـَطَــلْ مِنْ هَـ الْوَطَــنْ
اسْـمُــهْ . . . خَــضِــرْ يـَـعْـقُــوبْ.
خَــضِــرْ يـَعْـقُـوبْ!
مِـثـْلِ السّهِمْ مَـا يــنْـثـنيْ، مَــا يــنْـحَـنِـي
وشُـو حُـلُوْ، ومْــتَكْـتَـكْ، ومَــهْــيـُـوبْ!!
خـَـضِــرْ يـَعْــقُــوبْ
نـَشْمِـيْ مَــدْفَـعِـيْ
نَـادَى بـْيـوْمِ العِــــــزّْ:
" ارْمُـوا مَـــــــوْقِــــــعِي“.
****
" ارْمُــوا مَــــوْقِــعِــي"...
وبــَدَا يْـغَـنّـي خَـضِـرْ يَـعْـقُـوبْ:
الْيـوْمْ عِــزّكْ يـَا وَطَــنْ، يـَـا سَاكِنِ بـْـدَمّـيْ
لِـنْ طَـلْ جـَمْـعِ الْـعَـدُوْ، لَا تِـحْـمِـلِ الْــهَــمِّ
عِـنْـدَكْ نـَشَامَى أسُــوْدْ
إنْ حَـمْـحَـمِ الــرَّشّـاشْ،
وْان زَغْــرَدِ الْـبـَـارُودْ،
عَ الِمْـعَـادِيْ يــِـردّوا رْدُوْدْ
وْعَـنْ صَـدْرِ الْعُــرُوبَـةْ يــِكْـشِفُـوا الْــغَـمِّ.
****
عَلَى سُـورِ الْوَطَـنْ،
بْـيـوْمِ الْمِـحَـنْ، وِقْـفُـوا
زُلُــمْ مَـا تِـنـْحَـافْ،
أصْـلُهْ الْمـوْتْ مِنْهُـمْ خَــافْ،
لَـمّا عَلى نـَصْـرْ وْشَـهَـادَةْ
أقْــسَـمُــوا وْحَــلْـفُـــوا
وِبْصــــوْتْ مِـثْــلِ الـرّعِــدْ، رَدّدُوا وهَـتـْـفُـوا:
وْلَـعـيـْـنـَـاكْ.. يَا هـ الْوَطَــنْ..
وْرَدِّ الْــوَطَــنْ: تـِــكْــفُـــوا.
وْرَدِّ الْــوَطَـــنْ: تــِكْـفُـــوا.
****
يَا سِــــدِرْ، يَا زيْـتـونْ،
يَا دَحْــنـُونْ، يَـا دِفْـــــــــلَى
مَـا عَــادْ مِنْ هَـ الْيـــــــوْمْ
غْـــرَابِ الشّـــــومْ
مِـنْ فَـوْقْ ظِـلّكْ.. يِـطْـلَــــعْ ويـِعْــــــلَى.
وْمِـنْ بَـعِـدْ عَـــــرْكَةِ الْجَـنـْــــزيـرْ،
وْهَــدِّةِ الْقَـنّاصْ، مَـعْ صَـــوْلَةِ الْمَـدْفَـــــــــــعْ
لِلْأبــَــدْ.. لِلْأبـَــدْ مَـــا عَــــادْ أيْ شِــــرِّيــرْ
بْأرْضِ الشّـهَـادَةْ، وِالشّـهَـامَةْ،
والْكـَـرَامَـةْ يِحْـــلَمِ ويــِطْــمَـــعْ.
عِنـْدْنَا إلُـهْ.. مَــلْيــــونْ خِضْـــرِ ابــِنْ يَعْـــقُــوبْ،
وْمَلْيــــــونْ جَـعْـفَـرْ، جَـعْـفَـــــــرِ الطيّــــارْ،
وْمَلْيـــــونْ ابن الْــوَلـيــــــدْ، وْدَبـّابِـتـُــهْ الْـعَــفْـرا
وْعِـنْدْنـَـا إلُـهْ.. رْمَــــاحِ الْـهَـوَاشِـــــــــمْ
مـِنْ نَسِـــلْ حَـيْدَرةْ الْكَـرّارْ
وْسَـيـْفُــــهْ الْـمَاضِـــيِ الشّــفْــرَةْ.
حَتّى الرّمِـلْ، حَتّى الصّـخِـرْ
يِـتْــوَقّـــدْ بْـوَجْهُـهْ لَهـيـبِ وْجَــمِــــرْ،
وْتــِتْـسَـعّـرِ جْـهَـنـّــمِ ونـِــيــرَانـْــها الْــكَـــبْرَى!
****
وِتْـــــــــــدُومْ يَـا هَـ الْـوَطَــــــنْ
يَ مْـسَـيـّـجِ بْـأبـْــطـَــالْ،
يَ مْــحَــــوّطْ بـْـ اللّــهْ
وِتْــظَـــلّْ عِـنْـوَانِ الشّــــرَفْ وِالْــعِــــــزّْ
وْلِلْأمْـجَــادْ … مِــحْــــرَابْ، وِمْــصَـلّى
وِنْـظَـلّْ جَيـْشِ وْشَـعِــبْ، عَـا هَـ الـــــــدّرِبْ
نِــزْرَعِ، وْنِـبـْنـِيْ،
وْنـِعيشْ بْـخَيـْـــــرْ.. باذْنَ اللّـهْ
وْنـِظَـلّْ نِهْـتِـفْ بــِعَـالِيْ الصّــــــوْتْ:
سَلامَ اللهْ عَ حَامـي الــدّارْ
سَلامَ اللهْ عَ هذا الجيشْ
سَلامَ اللهْ عَ هذا الشعبْ
سَلامَ اللهْ، سَلامَ اللهْ، سَلامَ اللهْ.