القوة الناعمة
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/24 الساعة 07:16
نجح الأمن في الانتخابات الأخيرة، ونجح وعي الناس... فإذا أجريت مقارنة بين الانتخابات النيابية التي جرت والانتخابات البلدية والمركزية الحالية, ستكتشف أن حجم الحوادث انخفض إلى مستويات معدومة تماما..
السبب أن تعليمات الأجهزة الأمنية، كانت واضحة.. فهي لم تصدر في إطار العقاب وإنما صدرت في إطار حماية العملية الانتخابية, وهنالك فارق بين رجل أمن يوضع على باب مدرسة وظيفته تيسير عمل الناس, وبين رجل أمن وظيفته البحث عن الأخطاء.. من كانوا في المراكز الانتخابية كانت وظيفتهم تيسير عمل الناس، واستوعبوا الغاضب والمتردد والكبير والصغير, وابتسموا للجميع...
الأمن الناعم.. هو فكرة بريطانية كانت تتعلق بأصحاب السوابق الجرمية وبالتحديد تجار المخدرات وكانت تقوم على تأهيلهم في المجتمعات، نحن أوغلنا في المصطلح ونسينا فكرة القوة الناعمة.. أو ما نسميه (استراتيجية القوة الناعمة)... صحيح أن هذه الفكرة أول من انتجها (جوزيف ناي) من جامعة هارفرد, لكن التطبيق كان على يد الأميركان، حين اقتنعوا بأن القوة الناعمة تقوم على تحديث المنظومات الأمنية وإدخال أعلى درجات التكنولوجيا إليها وتعليم أفرادها أساسيات الحوار والاستيعاب.. وزجهم في محاضرات متعمقة في علم الاجتماع..
فكرة القوة الناعمة تقوم على العقل, على الوعي بالدرجة.. وتقوم على تأهيل المنظومات الأمنية واعتماد الحوار كأساس لاستيعاب المجاميع..
ما فعله الأمن العام في الانتخابات الأخيرة كان تطبيقيا حرفيا لهذا المضمون, من حيث إدخال الكاميرات للأفراد والمربوطة بمركز القيادة والسيطرة, تطبيق التعليمات بحذافيرها.. والأهم الشرح لهم عن المنطقة وسكانها, تعليمهم كيفية التعاطي مع أصحاب الاحتياجات وكبار السن.. أيضا كيفية التعاطي مع الخروج على سلمية العملية الانتخابية.. وشعور الفرد سواء كان ضابطا أو جنديا أنه يخضع للرقابة ويخضع للمحاسبة..
القوة الناعمة ليست فكرة مرتبطة بالدولة, واستراتيجياتها الدفاعية.. وتعاملها مع خصوم الخارج فقط, بل هي نظرية تقوم... على أن يفهم الناس أن أجهزة الأمن ليست قوى تنفيذية وظيفتها الضرب أو السحل أو الاعتقال, بل هي مؤسسات متفقهة بالقانون ويخضع أفرادها لتأهيل عال هدفه فهم طرائق تفكير المجاميع.. وفهم سلوكياتها واستيعاب السلوك في إطار الحفاظ على السلم الأهلي... وأمن الشوارع.
إذا حسبت تكلفة ما يحمله رجل الأمن الأميركي في الوظيفة, ستكتشف أن (العدة) التي معه يتجاوز ثمنها (20) ألف دولار.. من مسدس وذخيرة وكاميرا, أصفاد، عبوات الغاز, عصا الكهرباء, واقي الرصاص... وأنا حين أقول (20) ألف دولار ربما أخفض قليلا في الرقم... لكن هذا جزء من القوة الناعمة, التي تركز على استعمال العقل قبل السلاح... واستعمال أقل أدوات الإخضاع.. قبل اللجوء للسلاح الناري..
أظن أن جهازنا الأمني يتطور في هذا الاتجاه، وتلك ملاحظة لا بد أن تقدم لشبابنا في الأمن العام.. فهم يستحقون أن نقول لهم: (شكرا ما قصرتوا).. ويستحقون أن ننظر لهم بإعجاب..
Abdelhadi18@yahoo.comالرأي
السبب أن تعليمات الأجهزة الأمنية، كانت واضحة.. فهي لم تصدر في إطار العقاب وإنما صدرت في إطار حماية العملية الانتخابية, وهنالك فارق بين رجل أمن يوضع على باب مدرسة وظيفته تيسير عمل الناس, وبين رجل أمن وظيفته البحث عن الأخطاء.. من كانوا في المراكز الانتخابية كانت وظيفتهم تيسير عمل الناس، واستوعبوا الغاضب والمتردد والكبير والصغير, وابتسموا للجميع...
الأمن الناعم.. هو فكرة بريطانية كانت تتعلق بأصحاب السوابق الجرمية وبالتحديد تجار المخدرات وكانت تقوم على تأهيلهم في المجتمعات، نحن أوغلنا في المصطلح ونسينا فكرة القوة الناعمة.. أو ما نسميه (استراتيجية القوة الناعمة)... صحيح أن هذه الفكرة أول من انتجها (جوزيف ناي) من جامعة هارفرد, لكن التطبيق كان على يد الأميركان، حين اقتنعوا بأن القوة الناعمة تقوم على تحديث المنظومات الأمنية وإدخال أعلى درجات التكنولوجيا إليها وتعليم أفرادها أساسيات الحوار والاستيعاب.. وزجهم في محاضرات متعمقة في علم الاجتماع..
فكرة القوة الناعمة تقوم على العقل, على الوعي بالدرجة.. وتقوم على تأهيل المنظومات الأمنية واعتماد الحوار كأساس لاستيعاب المجاميع..
ما فعله الأمن العام في الانتخابات الأخيرة كان تطبيقيا حرفيا لهذا المضمون, من حيث إدخال الكاميرات للأفراد والمربوطة بمركز القيادة والسيطرة, تطبيق التعليمات بحذافيرها.. والأهم الشرح لهم عن المنطقة وسكانها, تعليمهم كيفية التعاطي مع أصحاب الاحتياجات وكبار السن.. أيضا كيفية التعاطي مع الخروج على سلمية العملية الانتخابية.. وشعور الفرد سواء كان ضابطا أو جنديا أنه يخضع للرقابة ويخضع للمحاسبة..
القوة الناعمة ليست فكرة مرتبطة بالدولة, واستراتيجياتها الدفاعية.. وتعاملها مع خصوم الخارج فقط, بل هي نظرية تقوم... على أن يفهم الناس أن أجهزة الأمن ليست قوى تنفيذية وظيفتها الضرب أو السحل أو الاعتقال, بل هي مؤسسات متفقهة بالقانون ويخضع أفرادها لتأهيل عال هدفه فهم طرائق تفكير المجاميع.. وفهم سلوكياتها واستيعاب السلوك في إطار الحفاظ على السلم الأهلي... وأمن الشوارع.
إذا حسبت تكلفة ما يحمله رجل الأمن الأميركي في الوظيفة, ستكتشف أن (العدة) التي معه يتجاوز ثمنها (20) ألف دولار.. من مسدس وذخيرة وكاميرا, أصفاد، عبوات الغاز, عصا الكهرباء, واقي الرصاص... وأنا حين أقول (20) ألف دولار ربما أخفض قليلا في الرقم... لكن هذا جزء من القوة الناعمة, التي تركز على استعمال العقل قبل السلاح... واستعمال أقل أدوات الإخضاع.. قبل اللجوء للسلاح الناري..
أظن أن جهازنا الأمني يتطور في هذا الاتجاه، وتلك ملاحظة لا بد أن تقدم لشبابنا في الأمن العام.. فهم يستحقون أن نقول لهم: (شكرا ما قصرتوا).. ويستحقون أن ننظر لهم بإعجاب..
Abdelhadi18@yahoo.comالرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/24 الساعة 07:16