‘‘التحالف‘‘ يعتزم إنشاء قاعدة للمعارضة قرب دير الزور

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/02 الساعة 23:19

مدار الساعة - في تطور جديد على مسرح الاحداث على الجانب السوري من الحدود الاردنية، يؤشر الى بدء التحضير لمعركة فاصلة لدحر تنظيم "داعش" من محافظة دير الزور السورية، على غرار دحره من الموصل العراقية، عرض التحالف الدولي ضد "داعش" على فصائل المعارضة المسلحة، وخصوصا جيش مغاوير الثورة، الذي يسيطر على معبر التنف بين سورية والعراق والقريب من الحدود الأردنية، مساعدته في انشاء قاعدة عسكرية في منطقة الشدادي بمحافظة الحسكة القريبة من دير الزور، ونقل حوالي 100 عنصر من هذا الجيش بمعداتهم الى هناك.

ويأتي اختيار هذا الفصيل من بين جميع الفصائل التي تسيطر على اجزاء كبيرة من البادية السورية، مثل اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو واحرار العشائر وشهداء القريتين، كون كوادر هذا الفصيل من ابناء مناطق دير الزور، وهو ما سيكون عامل جذب لانضواء ابناء عشائر دير الزور البدوية في هذا الجيش، لتحقيق تفوق عددي مع كوادر "داعش" الموجود بالمنطقة، يمكن من تحرير دير الزور.

وستكون قاعدة الشدادي هي القاعدة العسكرية الثالثة لجيش مغاوير الثورة والتي تتواجد فيها قوات التحالف ايضا، بعد قاعدتي التنف والزكف، واللتين لا تبعدان عن بعضهما اكثر من 73 كلم، على امتداد مناطق السيطرة لهذا الجيش على الحدود السورية العراقية.

وكان جيش مغاوير الثورة، الذي لا يزيد قوامه عن اكثر من 1500 فرد، تقتصر مهمته على حماية منطقة التنف العسكرية، فيما تتولى باقي الفصائل الموجود في البادية باستثناء جيش احرار العشائر المخصص لحماية مخيم الركبان، مقاتلة المليشيات الشيعية ومنع تقدمها في البادية السورية.

ووفقا للحسابات العسكرية لخبراء عسكريين في فصائل المعارضة فإن اختيار منطقة الشدادي جاء للوصول الى معبر البوكمال القائم بين سورية والعراق، والذي تسيطر عليه "داعش"، بعد ان فصل الجيش السوري والمليشيات الشيعية الموالية له بين جيش مغاوير الثورة ومعبر البوكمال، عندما تقدم الجيش السوري قبل شهر تقريبا باتجاه الاراضي العراقية في محاولة لإنشاء معبر بين البلدين من محور الوعر، واصبح يشكل حاجزا بين المغاوير و"داعش".

وكان الجيش السوري والمليشيات الموالية له قامت بعملية التفاف على "المغاوير" المدعوم بطيران "التحالف"، بعد شهر من الاشتباكات العنيفة معه في محاولات للوصول الى الحدود العراقية، بيد انها فشلت جميعها، ما جعله يخترق من محور الوعر على حساب تنظيم "داعش" المتداعي، والذي كان مشغولا بمعركة الموصل الكبرى.

وبحسب ما قال المستشار السياسي في الجيش الحر ابو يعقوب في اتصال هاتفي لـ"الغد" فإن الهدف من نقل قوات من "المغاوير" هو السيطرة على مدينة دير الزور والتي تعتبر حاليا الهدف الاهم بالنسبة لكافة القوى المتصارعة.

واضاف ابو يعقوب ان "هذا القرار يأتي بعد قيام مليشيات النظام بالوصول الى منطقة الوعر واصبح الوصول الى مدينة البوكمال ودير الزور، انطلاقا من قاعدة التنف يواجه صعوية كون المسافة حوالي 260 كم بين قاعدة التنف والبوكمال والتي يتواجد فيه قوات النظام السوري والمليشيات الشيعية الموالي له".

وحول اختيار منطقة الشدادي لاقامة معسكر "المغاوير" قال ابو يعقوب، إن "مدينة الشدادي تقع شمال شرق دير الزور حوالي 15 كلم، وتبعد عن البوكمال حوالي 70 كلم، وهي قريبة من حقول النفط باتجاه دير الزور، لذلك من الممكن اعتمادها قاعدة لأعمال عسكرية باتجاه دير الزور".

وأضاف أنه "كون فصيل مغاوير الثورة اغلب عناصره من ابناء العشائر بدير الزور فمن الممكن ان ينخرط في صفوفه اعداد كبيرة عند وصوله الى تلك المنطقة". 

وحول تكليف الجيش الحر لفصيل المغاوير في معركة تحرير دير الزور والبوكمال، وليس قوات سورية الديمقراطية "قسد"، وهو فصيل كردي، رجح عضو المكتب الاعلامي لقوات الشهيد احمد العبدو التابعة للجيش الحر سعيد سيف في اتصال هاتفي لـ"الغد" بعدم وجود رضا من قبل العديد من دول "التحالف" ضد "داعش" على سلوك "قسد" في الفترة الاخيرة في سير المعارك في الشمال السوري.

وقال سيف ان هناك حالة من التمرد من قبل "قسد"، ورجح أن "هناك ندما من قبل التحالف لتسليح هذا الفصيل بأسلحة متطورة، خصوصا وان هناك ضغطا تركيا على التحالف بهذا الخصوص".

من جانبه اكد الناطق الرسمي باسم جيش مغاوير الثورة الدكتور محمد مصطفى الجراح في اتصال هاتفي لـ"الغد" أن اقامة معسكر لـ"المغاوير" في الشدادي تناقشه قيادات الجيش حاليا، بيد انه لم يتم نقل اي عنصر او آلية الى هناك. وأضاف الجراح "اننا نقاتل دفاعا عن ارضنا اينما كنا واينما حللنا، فسورية في الشدادي كما هي في حلب او التنف، مؤكد بأن المغاوير لن يخلي قاعدة التنف كما يتردد في وسائل الاعلام". وقال ان "المغاوير لن يخلي اي منطقة يسيطر عليها، ويسلمها للنظام السوري"، مضيفا "هذا لا يقبله العقل او المنطق".الغد 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/02 الساعة 23:19