استاذ الدراسات المستقبلية وليد عبدالحي يتحدث عن الحرب الروسية الاوكرانية.. من هو الكسندر دوغين.. الذي يرسم معارك بوتين.. و٤ جمهوريات باوكرانيا.. والصدام بين مشروعين: الاول يتفكك والثاني يتراجع.. ولا حل للفلسطينيين الا بهذا

مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/19 الساعة 20:52

مدار الساعة ـــــالجمهور الذي حضر الى نقابة الصحافيين مساء السبت بدعوة من اللجنة الثقافية في النقابة، للاستماع الى استاذ الدراسات المستقبلية د. وليد عبد الحي جاء ليسمع اجابة عن سؤال يكاد يكون المحاضر واحدا من القلائل الذين يمكن لك الانصات لهم باطمئنان، مستمعا لإجابته.

السؤال هو: ما هو مصير الطحن الذي يديره حجر روسيا في قمح اوكرانيا؟ او ما هو مستقبل الأزمة الاوكرانية او إن شئت الغزو الروسي، ثم ما هو تأثير كل ذلك علينا. نحن اهل المنطقة العربية.

لا تبدو الاجابة مباشرة ولا سهلة، برغم ان الحضور جاء لينصت لما يقوله د. وليد عبدالحي على شكل نقاط... واحد اثنين ثلاث. وهذا غير متاح.

يقول استاذ الدراسات المستقبلية: اولا الازمة ليست مفاجئة، بل حتمية، فالدكتور عبدالحي، قدّر منذ سنوات ان الحرب ستقع عام 2021. ثم انها وقعت بداية عام 2022م.

بل ان الدكتور عبدالحي نقل مقالا للرئيس الروسي بوتين يقول فيه حتمية وضع حد لحلف الناتو في جوار روسيا.

واضاف، ان بوتين - قبل سنوات - نبه ان امريكا تنشر الاسلحة البيولوجية في اوكرانيا، ويجب وقف ذلك بأي ثمن.

الدكتور وليد عبدالحي اشار، وفق متابعة مدار الساعة، الى عقل بوتين ومفكره الاستراتيجي، وهو ألكسندر دوغين، قائلا - والحديث للدكتور عبدالحي -: اعطوني اي خطوة قام بها بوتين منذ 1999 وانا سأدلك على الصفحة في كتابات دوغين عن هذه الخطوة.

وتابع، ان وجود اوكرانيا بحدودها وبتوجهاتها السياسية تعادي روسيا، بل يجب تقسيم اوكرانيا الى اربع جمهوريات، جنوبية، وجزر القرم، والوسط الاوكراني، اما الغرب الاوكراني الاكثر اتباعا للغرب، فهو الاكثر عداء مع روسيا.

لكن ما هي الخلفية الاعمق للغزو الروسي؟ نحن امام امبراطوريتين: الاولى: روسيا الامبراطورية المفككة، وبحسب عقلية بوتين فيرى دوغين انه اذا استقر الناتو على حدود روسيا سيستمر تفكيك الامبراطورية الروسية.

اما الامبراطورية الاخرى فهي الامبراطورية الامريكية المتراجعة، مشيرا الى ان 40 مفكرا امريكيا قامت دراساتهم على فكرة واحدة ان امريكيا امبراطورية في حالة تراجع.

يقول د. عبدالحي: من هنا جاء الصدام بين مشروعين: الاول يتفكك والثاني يتراجع، بمحاولة كل منهما مواجهة ازمته الخاصة حاول الحل على حساب المناطق الاخرى.

اما المنطقة العربية التي وصفها المحاضر بالرخوة، وتحديدا فلسطين المحتلة، فقال عنها عبدالحي ان الاحتلال يحاول اخذ موقف رسمي حيادي من الازمة. اما الجمهور الصهيوني فهو يتعاطف باغلبه مع اوكرانيا.

لكن اين الاثار الاعمق؟ اولا في تهجير يهود اوكرانيا، علما بان 50 في المئة من يهود اوكرانيا لا يرغبون بالهجرة الى فلسطين المحتلة، وهذا ما دفع حكومة الاحتلال الى الضغط لاجبارهم على الهجرة لفلسطين.

واضاف، ان الاحتلال سيعزز التوسع الصهيوني في القدس وفي النقب.

اما الاثر الثاني، فهو دفع المسألة الفلسطينية نحو التهميش. لكن في المقابل، نجاح روسيا في مخططها يعزز فكرة التعزز القطبي ما يعطي الطرف الفلسطيني هامشا اوسعا.

يقول د. عبدالحي: جمعت 211 مقالا لكتاب معروفين في الاعلام الغربي، تنتقد تصرفات الغرب مع الازمتين: الاوكرانية والفلسطينية.

معدل الهجمات الاسرائيلية على سوريا يصل المعدل الى هجوم كل 11 يوما، لكن بعد الغزو صار المعدل: هجوم كل اربعة ايام.

لكن الاحتلال في وضع حرج مع موسكو، فزيادة عدد الهجمات على سوريا يشير باستغلال الاحتلال، فيما واشنطن تضغط لاتخاذ تل ابيب موقفا واضحا من الغزو.

لكن ما هو موقف اليهود من اوكرانيا وفي المقابل يهود روسيا من الازمة؟ يجيب الفرق هامشي.

في الوجه الاخر فقد خفض الاتحاد الاوربي - الاكثر مساعدة - مساعداته للفلسطيني كثيرا، لتعويض ما يدفعه لاوكرانيا.

ورأى استاذ الدراسات المستقبلية: لا حل الا تصعيد الفلسطيني المقاومة لمنع الهجرة الى فلسطين، مشيرا الى ان معركة سيف القدس كانت حاسمة في هذه النظرة.

اما الصدام في تقدير د. عبدالحي، فله اربعة اعمار:

- العمر العسكري لن يطول

- العمر الاقتصادي، وهذا سيطول، لكن بوتين كان يرتب لسيناريو الحصار فقام بتخفيف حجم تجارته مع اوروبا وزيادتها مع الصين، ثم انه وضع باعتباره ان اوروبا لن تستغني عن الغاز الروسي وخلالها سيرتب اموره، اما عن نظام التحويلات المالية فقد كان بوتين مستعدا، مشيرا الى اعادة هيكلة الاقتصاد لتحويله الى اقتصاد حرب.

مدار الساعة ـ نشر في 2022/03/19 الساعة 20:52